من هي الفتاة السويدية التي حولت مرضها لطاقة تحرك العالم..فرحب بها الكثير وانزعج منها القليل !
غرييتا تونبيرغ، الناشطة السويدية المراهقة ذات 18 ربيعا، أزعجت زعماء العالم بنشاطها المفاجئ في محاربة أسباب التلوث للبيئة وتدمير المناخ ، فرحب بها الكثير ، ونظر إليها البعض ببغض صامت .. فمن هي هذه الفتاة السويدية
من هي؟
غريتا سويدية الجنسية من مواليد ستوكهولم – 3 يناير 2003 يبلغ عمرها 18 عام ، و هي الابنة الوحيدة للممثل والكاتب السويدي الكبير سفانت تونبيرغ، ومغنية الأوبرا السويدية الشهيرة عالميا مالينا إيرنمان. وربما هذه الخلفية العائلية كان لها دور ودعم في نشاط غريتا !
وشخّص الأطباء إصابتها بمتلازمة “أسبرغر” في 2014 ، وهو أحد أنماط مرض التوحد، يجعل المصابين يتعاملون مع العالم بحساسية زائدة….. ولديها مشاكل صحية اخرى “خرس انتقائي عدم الكلام لأيام ،اضطراب وسواسي قهري”
وبالفعل تجلت هذه الحساسية مع بدء معرفتها بقضية التغير المناخي وهي في الثامنة من العمر، إذ استحوذ الأمر على تفكيرها، وغرقت في تفاصيله حتى أصبح جزءا من شخصيتها. واستنكرت تقاعس الكبار عن مواجهة هذا الخطر الذي يهدد البشرية.
اعتصام منفرد
بدأت رحلةغرييتا تونبيرغ في أغسطس/آب 2018 ، عندما قررت بدء حملة مناهضة للتغير المناخي والاعتصام منفردة أمام مقر البرلمان السويدي.
وأطلقت تونبيرغ على الحملة اسم “العدالة المناخية الآن”. وعلى مدار سبعة أشهر، انضم إليها المزيد من النشطاء وزملاؤها في المدرسة، لتتحول حملتها إلى دعوة اعتصام عالمي يوم الجمعة القادمة.
وبدأت غريتا ثورتها من الداخل، إذ دأبت على التحدث إلى والديها ومعارفها ومعارف عائلتها عن قضيتها، وإمدادهما بأفلام ومقالات تبرز خطورة التغير المناخي على مستقبل الحياة على الأرض.
ونجحت أخيرا في إقناع والدها بأن يصبح نباتيا، وإقناع والدتها بأن تتخلى عن رحلات الطيران المتكررة رغم تأثير ذلك على عملها.
وهنا، أدركت غريتا قدرتها على الإقناع والمثابرة في سبيل قضيتها، فقررت بدء اعتصامها أمام البرلمان السويدي لمطالبة بلادها باتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة التغير المناخي.
ودُعيت غرييتا للتحدث عن قضيتها أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وقمة المناخ في بولندا، ومنتديات تيد في ستوكهولم. والكثير من دول العالم ، ووجهت دعم كبير عالميا ،
ولكنها واجهت بغض بصمت من العديد من زعماء ودول العالم ،منهم الرئيس الأمريكي ترامب الذي قال .” إنها غاضبة دائما يجب أن تحصل على قسط من الراحة ، وتعود لموطنها ، وكذلك بوتين الذي قال أنها فتاة جيدة ، تتحرك مدعومة من أخرين لاستغلالها .
وجاء الانتقاد السويدي لها من جيمي ايكيسون زعيم حزب سفاريا ديمقراطي الذي قال ” عليها تعود لدراستها ويكفي إضاعة الوقت ، مشكلة البيئة والمناخ هي قرار الدول الكبرى ” كما تجاهلتها الدول العربية كاملا واغلب الدول النامية .
“تتحدثون عن نمو اقتصادي يكون صديق للبيئة ، وأنتم تدمرون البيئة ، أنتم خائفون من تراجع شعبيتكم وفقدان سلطتكم . تتحدثون عن مستقبل رائع للأجيال القادمة، وانتم تنفذون الأفكار السيئة التي انتهت بنا إلى الفوضى التي نعيشها الآن في العالم .. انتم مدمرون للحياة ”
غرييتا تونبيرغ، خطابها بالأمم المتحدة 2019