
البخور والمبخرة الكهربائية أكثر خطرا من التبغ.. أسباب لوقف استخدامها في منزلك
البخور والمباخر الكهربائية والتقليدية أصبحت سمة منتشرة لتعطير الملابس والشعر، وهي عادة تنتمي لثقافة عربية قديمة، حتى أصبح حالياً حرق البخور شائعا في جميع أنحاء العالم، بالطريقتين التقليدية والكهربائية. ولم تهتم البحوث الطبية لوقت طويل بضرر استخدام البخور، رغم كونه برائحة جميلة ولكنه ملوثا شائعا للهواء داخل المنازل وتشير الدراسات الحديثة إنه ربما يكون أسوأ من التبغ على صحة الإنسان من خلال الاستنشاق ومسببا لأمراض منه السرطان!
أسوأ من التبغ
فحرق البخور كممارسة تقليدية وشائعة في أفريقيا وآسيا، في المساجد والكنائس والمعابد بسبب رائحته الجميلة، مما جعله سلعة عابرة للقارات والثقافات، لكن المفاجأة هي تجاوز متوسط تأثير جسيمات أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والفورمالدهايد الناتجين من المبخرة التقليدية للمعايير البيئية، بل والانبعاثات التي قيست سابقا من دخان التبغ.
وحتى الآن لم يتم إجراء الكثير من الأبحاث حول البخور كمصدر لتلوث الهواء، رغم ارتباطه بتطور سرطان الرئة وسرطان الدم لدى الأطفال وأورام الدماغ، حتى اهتم الصينيون بدراسته لشيوعه في معظم معابد آسيا. فقام فريق بحثي من جامعة جنوب الصين بـ مقارنة تأثير دخان البخور في المنازل لأول مرة مع دخان السجائر. وتم اختيار نوعين من البخور يحتوي كلاهما على خشب العود والصندل الشائعين في تكوينه، وأثبتت الدراسة على الهامستر الصيني قدرة دخان البخور على التسبب في طفرات جينية بتأثيراته الكيميائية شديدة السمية، كما كانت أكثر سمية من السيجارة المستخدمة في الدراسة.
وتم ربط كل من السموم الجينية والسموم الخلوية الناتجة من احتراق البخور بتطور السرطانات، وظهر 99% من مكونات السرطان متناهية الصغر في مبيض الهامستر، ومجموعها 64 مركبا، تتفاوت بين المهيج والضار والسام وشديد السمية، وجميعها يخترق الجسم بسرعة وسلاسة.

يمكن أن يكون لحرق البخور تأثير على جهاز مناعة الأطفال على المدى الطويل (مواقع التواصل)
خطر قاتل برائحة زكية
في دراسة ثانية ، درس باحثون بقسم العلوم والهندسة البيئية في جامعة كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة التأثيرات البيولوجية لاستخدام البخور على 303 أشخاص بالغين لاختبار الفرضية القائلة إن استخدام البخور في الأماكن المغلقة مرتبط بالتغيرات التركيبية في الميكروبات الفموية التي يمكن أن تكون خطرة على صحة الإنسان .
وأثبتت الدراسة وجود تنوع ميكروبي أعلى وتغيرات كلية في التركيبة الميكروبية، مما يعني أن استخدام البخور يؤثر على الكائنات الحية الدقيقة في فم الإنسان وفي منطقة القصبة العوائية وبالتالي في الرئة ،حتى عند مستويات التعرض المنخفضة للبخور والمنتجات الأصلية من البخور ، ومن المحتمل أن يكون ذلك علامة بيولوجية مبكرة للسميات المرتبطة بالبخور والعواقب الصحية التابعة لاستنشاقها من قبل الإنسان.
ويمكن أن يكون لحرق البخور أيضا تأثير على جهاز المناعة بالنسبة للأطفال على المدى الطويل، والأكثر إثارة للقلق أنه يؤثر أيضا على الرئتين، مسببا الربو والحساسية وحتى الأكزيما والسرطان خاصة إذا كانت البيئة التي يتم إشعال البخور فيها حارة أو رطبة. ووفقا للباحثين، فإن النتائج مقلقة لأن حوالي 94% من الأسر الشرقية تحرق البخور لتعطير الملابس والهواء وإزالة روائح الطهي، ولأن الناس يقضون أكثر من 90% من وقتهم في أماكن مغلقة مثل المنزل، فتتجمع السموم في أركانها حتى لحظة استنشاقها.
المبخرة الكهربائية هي الأسوأ .. في البيوت التي تعتاد على إشعال البخور ويشترونه بكثافة ستكون المبخرة الكهربائية حلا أسهل، لكن هل سألت نفسك لمَ كل هذا الشعور بالإعياء بمجرد تشغيلها؟ السبب أننا لا نرى الدخان الناتج عن الاحتراق، فنستنشق الهواء ويصل الرئة وهو مازال معبأ بتركيزات أكبر من جسيمات ومستويات الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والفورمالدهايد، والناتجة عن احتراق الزيوت، سواء نوع واحد أو مزيج.
ولن تمر 24 ساعة حتى تتجمع تلك الجسيمات في الرئة البشرية مسببة استجابة التهابية، وهي سمة مميزة للربو ومشاكل تنفسية أخرى مماثلة لتلك التي تتعرض لها خلايا الرئة المعرضة لدخان السجائر، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية حين نشرت تقريرا يحدد ملوثات الهواء الداخلية الشائعة التي تعتبر علميا أنها ضارة، ومن بينها جهاز المبخرة الكهربائية كأحد أجهزة حرق الوقود، والمذنب الأكثر شيوعا، لينضم إلى قائمة تجمع البنزين وعوادم السيارات ومنتجات التنظيف.