
خبراء سويديون: متاجر السويد ليست السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الغذاء.
بدأت عدد من متاجر الغذاء الكبرى في السويد حملة مضادة ضد حملة المقاطعة التي أطلقها ناشطون ومواطنون سويديون بهدف الضغط على هذه المتاجر لخفض الأسعار.
وقد حمّل المقاطعون سلاسل المتاجر الكبرى مسؤولية ارتفاع الأسعار، وهو ما رفضته هذه المتاجر تمامًا، وأطلقت حملات إعلامية مضادة تؤكد فيها أنها ليست “عمالقة غذاء”، وأن ارتفاع الأسعار سببه عوامل عالمية خارجة عن إرادة المتاجر وطريقة إدارتها.
ما الذي تقوله المتاجر الكبرى؟
أوضحت شركتا ICA وCoop في حملاتهما الإعلانية أن هناك عوامل معقدة تؤثر على السوق، وعلّق على ذلك كريستيان يورغنسن، المحلل الاقتصادي في مركز Agrifood Economics بجامعة لوند، قائلاً إن هذه العوامل تتضمن:
الأسباب التي ترفع الأسعار:
- ارتفاع أسعار المواد الخام:
مثل القهوة والكاكاو التي وصلت لمستويات قياسية بسبب سوء المحاصيل عالميًا.
كذلك ارتفعت أسعار مسحوق الحليب مما زاد من تكلفة الألبان والزبدة والجبن في السويد. - ضعف الكرونة السويدية:
عندما تضعف قيمة العملة السويدية، تصبح الواردات أغلى.
مثال: إذا كان المنتج سعره 1 دولار، وسعر الدولار = 9 كرون، فسعر المنتج سيكون 9 كرون.
أما إذا أصبح الدولار = 11 كرون، فالسعر يرتفع إلى 11 كرون. وهذا ما حدث فعلاً خلال الفترات الماضية.
- ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل:
مثل زيادة أسعار الوقود، الكهرباء، التغليف، النقل، والتبريد، وكلها تؤثر مباشرة على أسعار الغذاء النهائي الذي يصل للمستهلك. - التغيرات الجيوسياسية:
مثل الصراعات العالمية، صعوبة تأمين إمدادات الغذاء، ارتفاع تكاليف التأمين، ورسوم جمركية مرتفعة – خاصة من الولايات المتحدة – ما أدى إلى اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع تكلفة الاستيراد. - ارتفاع تكلفة الإنتاج الزراعي:
بما في ذلك الألبان، اللحوم، البيض، والأسمدة الزراعية. - الطقس المتطرف:
مثل الجفاف والفيضانات التي أثرت على المحاصيل. - الارتفاع العالمي العام في الأسعار بسبب كل ما سبق.
هل ستنجح حملة المقاطعة؟
يرى محللون اقتصاديون أن المقاطعة لن تحقق الأثر المطلوب، لأن الغذاء سلعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، ولا يتعلق الأمر بمقاطعة منتج واحد كالقهوة أو الزيت مثلاً، بل بمقاطعة الغذاء كاملاً من المتاجر الكبرى، وهذه المتاجر تهيمن على السوق بشكل كبير، بينما البدائل محدودة جداً.
وأضاف المحللون أن الأسعار لن تنخفض في المستقبل القريب، وقال أحدهم:
“الوضع الاقتصادي العالمي يسير نحو الأسوأ، ولا توجد مؤشرات على انخفاض الأسعار قريباً أو حتى في المستقبل. لا شيء ينخفض بعد أن يرتفع، ولكن يجب أن يتوقف عن الارتفاع المستمر”.