السويد تجهّز المزيد من المقابر. مدن سويدية تحفر وتجهّز عشرات الآلاف من القبور.. لماذا؟
في خطوة تعكس تنامي المخاوف الأمنية في أوروبا، أصدرت السويد في نوفمبر الماضي كتيبات إرشادية تتضمن تعليمات عملية حول كيفية البقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ أو أثناء الحروب. ورغم عدم الإشارة المباشرة إلى روسيا،إلا أنه تعتبر روسيا الخطر الخقيقي.
لذلك. بدأت جمعيات الدفن في السويد باتخاذ تدابير وقائية غير مسبوقة، تمثلت في تأمين مساحات واسعة من الأراضي استعدادًا لمواجهة أزمات كبيرة أو حروب محتملة. وتأتي هذه الجهود استجابةً لتوصيات كنيسة السويد، خاصة في ظل التصعيد المستمر في منطقة بحر البلطيق من قبل روسيا وظهور سفن صينية وانضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ووفق توجيهات كنيسة السويد،تتحمل جمعيات الدفن مسؤولية توفير مساحات كافية لدفن ما يصل إلى 5% من سكان كل أبرشية عند الضرورة. على سبيل المثال، في مدينة يوتيبوري، وهي ثاني أكبر مدن البلاد، تعمل الجمعية المحلية للمقابر على تخصيص حوالي 40,470 مترًا مربعًا لاستيعاب وفاة ما يقارب 30,000 شخص مرة وأحدة في حالات الطوارئ.
ولم تتوقف الاستعدادات عند هذا الحد؛ فقد أشارت التقديرات إلى الحاجة لمساحات إضافية تبلغ 60,700 متر مربع لاستخدامها كمقابر دائمة. لاستقبال 45 الف متوفي ، لاحظ أن عدد الوفيات السنوي بكل السويد لا يتجاوز 80 ألف حالة وفاة وفقا لأحصائيات 2023
كاتارينا إيفينسيث، المستشارة البارزة في جمعية مقابر يوتيبوري، قالت “إن نقص الأراضي المتاحة يشكل عائقًا مستمرًا، حيث لا تلبي المساحات الحالية الاحتياجات حتى في أوقات السلم.” كما أشارت إلى أن التعاون مع البلديات أسفر عن تحديد مواقع مناسبة لإنشاء مقابر واسعة، إلا أن إجراءات الموافقة والتنفيذ قد تستغرق 10 سنوات، ما يضيف أعباء زمنية في ظل الظروف المتوترة الحالية.
إلى جانب الاستعدادات المتعلقة بالمقابر، تواصل وكالة الطوارئ المدنية السويدية (MSB) حث المواطنين والجهات الرسمية على تعزيز التأهب لمواجهة الكوارث والحروب وصرحت بالقول”للأسف، باتت احتمالات وقوع الحروب أكثر واقعية، مما يفرض علينا الاستعداد الجاد لمثل هذه السيناريوهات.”