الرئيس الامريكي”ترامب” يهدد الدنمارك بالقوة العسكرية إذا لم تبيع جزيرة جرينلاند
المركز السويدي للمعلومات SCI – أخبار السويد 8/1/2025
أثار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب موجة من الجدل والتوترات الدبلوماسية بعد تصريحه عن رغبة الولايات المتحدة في شراء جزيرة جرينلاند، التابعة حالياً للدنمارك. وحذر ترامب من أن رفض الدنمارك بيع الجزيرة قد يؤدي إلى موقف عدائي من الولايات المتحدة، بما في ذلك فرض رسوم جمركية عقابية أو اتخاذ خطوات اقتصادية وعسكرية للضغط على الدنمارك، وفقاً لتقارير نقلتها صحيفة
أفتونبلادت السويدية.
تصعيد سياسي وعسكري يثير المخاوف
وفي خطوة مفاجئة، أرسل ترامب نجله، دونالد ترامب الابن، في زيارة غير معلنة إلى جرينلاند، مما عزز التكهنات حول خطط أمريكية جدية للتوسع في المنطقة. وعندما سُئل ترامب عن استبعاد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لتحقيق أهدافه، رفض استبعاد الخيار العسكري، ما أدى إلى قلق واسع النطاق بين المحللين الدبلوماسيين.
وزاد هذا القلق بعد تعليق كارل بيلد، وزير خارجية السويد السابق، الذي وصف تصريحات ترامب بأنها خطيرة وغير مسبوقة، مشيراً إلى أن العالم انتقل من العبث السياسي إلى الخطر الحقيقي.
لماذا يريد ترامب جزيرة جرينلاند؟
اهتمام الولايات المتحدة بجزيرة جرينلاند ليس وليد اللحظة؛ فقد سبق أن عرض الرئيس الأمريكي هاري ترومان مبلغ 100 مليون دولار بعد الحرب العالمية الثانية لشراء الجزيرة، لكن الدنمارك رفضت العرض آنذاك.
1. الثروات الطبيعية الهائلة
تُعد جرينلاند كنزاً طبيعياً بفضل احتياطاتها الضخمة من النفط، الغاز، والمعادن النادرة، مثل النيكل والكوبالت المستخدمة في صناعة السيارات الكهربائية والتكنولوجيا المتقدمة، فضلاً عن المعدات العسكرية.
- المعادن النادرة: هذه الموارد ضرورية للصناعات المستقبلية، وتتحكم الصين حالياً في جزء كبير من سوقها، وهو ما يثير قلق الولايات المتحدة من تمدد النفوذ الصيني في المجال الاقتصادي والجيوسياسي.
- الطاقة والمناجم: يمكن أن تصبح الجزيرة مركزاً رئيسياً لتصدير الموارد، ما يعزز النفوذ الأمريكي ويقلل اعتمادها على واردات المعادن والطاقة.
2. الموقع الاستراتيجي والعسكري
تتميز جرينلاند بموقعها الجغرافي الاستراتيجي بين أمريكا الشمالية وأوروبا، ما يجعلها قاعدة عسكرية مثالية. بالفعل، تمتلك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في ثول (Thule) منذ عام 1951، لكنها تسعى الآن إلى تعزيز وجودها العسكري لمواجهة النفوذ المتزايد لكل من الصين وروسيا في المنطقة القطبية.
- التوسع العسكري: مع تزايد التوترات الدولية، تعد جرينلاند نقطة انطلاق مهمة لحماية المصالح الأمريكية في المحيط المتجمد الشمالي.
- السيطرة البحرية والجوية: يتيح موقع الجزيرة مراقبة التحركات العسكرية في الشمال، مما يعزز الأمن القومي الأمريكي.
3. مواجهة الصين وروسيا
بحسب البنتاغون، هناك قلق متزايد بشأن تعزيز التعاون بين الصين وروسيا في منطقة القطب الشمالي، حيث تسعى كلتا الدولتين إلى الهيمنة الاقتصادية والعسكرية. ويسعى ترامب إلى تقويض النفوذ الصيني عبر ضمان السيطرة الأمريكية على الموارد الطبيعية في جرينلاند ومنع بكين من توسيع نفوذها.
السيناريوهات المحتملة: تصعيد أم تسوية؟
رغم أن تصريحات ترامب أثارت القلق، إلا أن المحللين يرون أن تهديداته قد تكون تكتيكاً تفاوضياً للحصول على تنازلات اقتصادية أو سياسية من الدنمارك، مثل حقوق التنقيب الموسعة أو زيادة الحضور العسكري الأمريكي في الجزيرة.