قضايا العائلة والطفل

السويدية جوزفين: سويدبنك يجمّد حسابها ويتهمها بغسيل الأموال بسبب تحويل بـ14 ألف كرون

في واقعة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الأفراد مع الإجراءات البنكية الصارمة،، ومدى الخلل في الإجراءات البنكية التي قد لا تفرق بين تعاملات مالية نظيفة وأخرى مشبوهة، وجدت الشابة السويدية جوزفين روس، البالغة من العمر 29 عامًا، نفسها في مواجهة أزمة مالية وقانونية غير متوقعة عندما قام بنك “سويدبنك” بتجميد حسابها البنكي وبداخله مبلغ مالي، وإيقاف خدمات “BankID” الخاصة بها، وتوجيه بلاغ ضدها بغسل الأموال رغم أن كل المشكلة هي 14 ألف و800 كرون سويدية.



تعود مشكلة جوزفين إلى مايو الماضي عندما توقفت لتعبئة الوقود لسيارتها من محطة تعبئة الوقود، حاولت الدفع ببطاقتها البنكية لتتفاجأ برسالة تفيد بأن حسابها “غير نشط”، وطلب منها التواصل مع خدمة العملاء.

الشابة جوزفين تتحدث عن قضيتها

وتقول جوزفين – “اعتقدت في البداية أنني أدخلت الرمز السري بشكل خاطئ، لكن عندما اتصلت بالبنك، لم أحصل على إجابة سوى انتظار خطاب عبر البريد لتوضيح المشكلة”.



شكوك وتحقيقات مصرفية

بعد أسبوعين، وصل خطاب من البنك يطالبها بتقديم مستندات توضح مصادر معاملات عبر تطبيق “Swish” بقيمة إجمالية تُقدر بـ14,800 كرونة. وتقول جوزفين إنها أبلغت البنك أن هذه التحويلات المالية استلمتها من تحويلات ناتجة عن بيع ملابس مستعملة وأدوات شخصية عبر منصة “Vinted”.
– “أرسلت المستندات فورًا، لكن البنك ظل يماطل. في كل مرة أتواصل معهم، كانوا يطلبون مني الانتظار”.



تداعيات التجميد

ومع استمرار تجميد حسابها، اضطرت جوزفين لفتح حساب جديد في بنك آخر لاستلام راتبها، لكن الأزمة المالية تفاقمت. بحلول الصيف الماضي، بدأت تواجه صعوبة في دفع الفواتير بسبب غلق BankID، مما أدى إلى مشاكل دفع. الأزمة بلغت ذروتها في نوفمبر، عندما أبلغها سويدبنك بإنهاء علاقتها بالكامل، بما في ذلك تعليق خدمات “BankID” حتى ديسمبر 2025. هذا القرار كان بمثابة عزل جوزفين ماليًا واجتماعيًا.
– “لم يعد الأمر متعلقًا فقط بحسابي، وإنما فقدان BankID جعل حياتي جحيمًا. لا أستطيع الوصول إلى الخدمات الأساسية، من الصيدليات إلى أنظمة مدارس أطفالي”، كما تقول جوزفين بنبرة يائسة.



أهمية BankID

وفي السويد، يُعتبر “BankID” بوابة أساسية للحياة اليومية، ويشترك فيه جميع البنوك الكبرى. لكن إذا قامت أي مؤسسة مالية بتجميده، يصبح من المستحيل الحصول على بديل ولا يمكن لأي بنك آخر منحك حق الوصول إلى BankID. وقال البنك إن الإجراء جاء نتيجة قوانين مكافحة غسل الأموال، وقام بتقديم بلاغ ضدها.



وأكد سويدبنك أنه اتخذ هذه الخطوات عندما لا تكون المعلومات المتعلقة بمصادر الأموال واضحة. وأضاف في بيان حول القضية – “نحن ملتزمون بضمان سلامة النظام المالي، وفي حال لم نحصل على بيانات كافية، نحتفظ بحق تقييد الحساب وتقديم بلاغ للتحقيق”.




تأثير نفسي واجتماعي

لم تكن العواقب مالية فقط كما قالت جوزفين، حيث اضطرت إلى أخذ إجازة مرضية نتيجة الضغط النفسي الذي تعاني منه. وتقول لصحيفة أكسبريسن – “أشعر وكأنني مطرودة من المجتمع. لا أستطيع شراء أبسط الأشياء لأطفالي خلال الأعياد. أعيش الآن على دعم الأصدقاء والعائلة في عملية الدفع”.



المسار القانوني

ورغم أن القانون يسمح للمتضررين بالطعن أمام هيئة ARN أو المحاكم، إلا أن العملية غالبًا طويلة ومعقدة وقد تستمر شهورًا طويلة، مما يترك الضحايا عالقين لفترات طويلة. بالنسبة لجوزفين، يبقى الأمل الوحيد هو استعادة أموالها العالقة داخل حسابها والبالغة 20 ألف كرون، والسيطرة على حياتها من جديد.

جرس إنذار

قصة جوزفين ليست مجرد حادثة فردية؛ إنها جرس إنذار حول المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا المصرفية، وكيف يمكن أن تتحول أداة أساسية مثل “BankID” إلى عائق يقيد الحياة اليومية بالكامل.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى