تحقيق للتلفزيون السويدي: السوسيال يسحب أطفالاً من عوائلهم بناء على تقييم غامض
عاد الجدل حول قضايا السوسيال وسحب الأطفال في السويد إلى المشهد الإعلامي مرة أخرى، بعد أن كشف التلفزيون السويدي SVT أن إدارة الرعاية الاجتماعية السويدية (السوسيال) اعتمدت تشخيص “مينشهاوزن بالوكالة” (Münchhausen by proxy) كسبب رئيسي لاتخاذ قرارات السحب القسري للأطفال من عائلاتهم.
وأظهر تقرير للتلفزيون السويدي SVT أن الخدمات الاجتماعية استخدمت هذا التشخيص في 43 حالة كـــ سند قانوني لسحب الأطفال من أسرهم. ورغم أن المحاكم السويدية لم تتمكن في بعض الحالات من إثبات صحة هذا التشخيص، إلا أن السوسيال أصر على أن الوالدين غير مؤهلين لرعاية أطفالهم، مما دفعه لتنفيذ قرارات السحب.
ما هو “مينشهاوزن بالوكالة Münchhausen by proxy”؟
“مينشهاوزن بالوكالة”، أو ما يُعرف بـالاضطراب المفتعل المفروض على الغير، هو اضطراب نفسي نادر ولكنه خطير. يتمثل في قيام أحد الوالدين (أو القائم بالرعاية) بتزوير أو إحداث أعراض مرضية لدى الطفل، بغرض جذب الانتباه أو الحصول على التعاطف.
ورغم خطورة هذا التشخيص، لا توجد حتى الآن توجيهات واضحة من مجلس الصحة والرعاية السويدي حول كيفية التعامل مع هذه الحالات. ومع ذلك، يُستخدم التشخيص بشكل متكرر من قبل السوسيال كسند قانوني لسحب الأطفال، لا سيما أولئك الذين يتلقون علاجاً طبياً.
انتقادات المحاكم السويدية
بحسب التقرير، عارضت المحاكم السويدية قرارات السوسيال في عدة قضايا من هذا النوع، معتبرة أن الأدلة المقدمة لا تبرر الفصل القسري للأطفال عن أسرهم. ومع ذلك، يستمر السوسيال في الدفاع عن قراراته، مدعياً أنه يحتاج إلى عزل الأطفال لمراقبة ما إذا كانت الأعراض المرضية ستتوقف بعد ابتعادهم عن والديهم.
رأي الخبراء
في تحقيق SVT، حذر خبير الطب النفسي للأطفال يوران هوغبيري، الذي عمل كشاهد في قضايا متعلقة بـ”مينشهاوزن بالوكالة”، من خطورة استخدام القلق الطبيعي للوالدين على أطفالهم كذريعة لاتخاذ قرارات سحب قسري غير مدروسة. وقال:
“إنه أمر خطير للغاية أن تُبنى هذه القرارات على افتراضات غير مؤكدة. يجب أن نكون أكثر حذراً.”