وزيرة المناخ السويدية: السعودية “تصب الزيت على النار” فوزر ترامب منح السعوديين قوة سلبية
وجهت وزيرة المناخ السويدية رومينا بورمختاري انتقادات حادة للمملكة العربية السعودية بسبب موقفها من أزمة المناخ ودعمها المستمر للوقود الأحفوري (النفط). وقالت الوزيرة إن السعودية “تصب الزيت على النار” في مفاوضات المناخ، مشيرة إلى أن المملكة تتبع استراتيجيات تهدف إلى تعطيل المفاوضات المتعلقة بالتحول عن الوقود الأحفوري وترفض تمويل سياسات التحول المناخي.
جاءت هذه الانتقادات في جلسة علنية مثيرة للجدل، عقب تصريحات ممثل السعودية في المفاوضات، الذي أعلن أن بلاده لن تقبل أي بنود تستهدف الوقود الأحفوري، ووصف هذه البنود بأنها “خط أحمر” . وأضاف الممثل السعودي أن المملكة ترفض التوسع في السياسات الاقتصادية المتعلقة بالمناخ على حساب الدول النامية، حتى وإن كانت هذه السياسات طوعية.
ووصفت وزيرة المناخ السويدية هذا الموقف بأنه “كارثي”، مشيرة إلى أن السعودية أصبحت أكثر وضوحًا وصراحة في رفضها للسياسات الدولية المتعلقة بالمناخ، وهو ما وصفته بأنه تطور “مثير للقلق” . وأضافت أن ما كان يُناقش في السابق خلف الأبواب المغلقة من قبل السعوديين أصبح الآن يُعلن مباشرة وبجرأة غير مسبوقة من السعودية.
وأشارت بورمختاري، وهي سويدية من أصول إيرانية، إلى أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة منح السعوديين دعمًا قويًا لتبني مواقف أكثر صرامة ضد ثضايا المناخ. وأكدت أن ترامب يتبنى موقفًا مشابهًا للمملكة، حيث انتقد سابقًا سياسات المناخ العالمية، ودعا إلى انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، كما شجع حلفاءه على مقاومة الالتزامات الدولية.
من ناحية أخرى، نشرت صحيفة داغينز نيهتر السويدية تقريرًا مطولًا عن “تكتيكات السعودية لتعطيل مفاوضات المناخ” . وأبرز التقرير أن السعودية تعتمد أساليب مثل تأخير الاجتماعات بإرسال وفود متأخرة إلى الجلسات الأساسية، أو الاعتراض على بنود الاتفاقات بحجج مثل أنها “طويلة جدًا أو قصيرة جدًا”
وذكر التقرير أن هذه التكتيكات تعرقل الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاقيات جديدة تهدف إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من 1.5 درجة مئوية. وترى السعودية أن تحقيق هذا الهدف يعني خفض إنتاج النفط وتقليص الصناعات النفطية، بالإضافة إلى إنفاق مبالغ ضخمة على تطوير الطاقة البديلة، وهو ما قد يضر بشدة بالوضع المالي والاقتصادي للمملكة، التي تُعتبر أكبر منتج للنفط الأحفوري عالميًا.