السويدي توماس مديون بمئات الآلاف من الكرونات منذ 20 عامًا يقول: “أرجوك لا تكن مثل توماس”
لا تكن مثل السويدي توماس، البالغ من العمر 42 عامًا، والذي بدأ الحصول على القروض الشخصية لبناء مستقبله وهو في الـ23 من عمره، والآن بعد 20 عامًا يعيش توماس معاناة مستمرة بسبب ديونه المتراكمة. فالقروض لا تنتهي أقساطها ولا فوائدها، هذه القروض التي اعتقد توماس وهو شاب في الـ23 من عمره أنها قليلة وأنه قادر على تسديدها خلال سنوات قليلة أصبحت مأساة لحياته.
توماس أراد تجهيز شقته الجديدة التي حصل عليها بالإيجار وهو في عمر 23 بأثاث وأجهزة حديثة، تمامًا كما فعل أصدقاؤه. وبالطبع كان توماس لديه وظيفة عادية براتب لا يتجاوز 14 ألف كرون سويدي آنذاك، ووجد توماس أن الشراء من خلال الاقتراض عبر بطاقات الائتمان التي كانت شائعة في أواخر التسعينيات والتسديد لاحقًا أمر سهل ويمكن تحقيقه.
اشترى توماس كل شيء بالقروض، وكانت ديونه 50 ألف كرون، عليه تسديدها مع فوائدها بمبلغ يصل إلى 7 آلاف كرون شهريًا. ومع إيجار شقة بـ4 آلاف كرون شهريًا آنذاك ومصاريف كهرباء ونقل وإنترنت بين ألف كرون آنذاك، وجد توماس نفسه مفلسًا كل أول شهر، ولكن بدأت الفواتير تتراكم، وتجاوزت راتبه الشهري.
وعندما تعذر عليه السداد، اختار تجاهل المشكلة بالكامل. توقف عن فتح البريد، وتكدست الفواتير. وقال لا أستطيع الدفع، ولكن بعد خمس سنوات، تضخمت ديونه بشكل هائل، إذ ارتفعت من 50,000 كرونة إلى 450,000 كرونة.
استطاع توماس الحصول على عمل إضافي ليلي ليعمل بين 14 ساعة يوميًا، ثم طلب هيكلة وتسديد ديونه، ومنذ ذلك الوقت، بدأ توماس بدفع 5,000 كرونة شهريًا لمصلحة تحصيل الديون السويدية، بالإضافة إلى دفع 6,000 كرونة نفقة لطليقته لرعاية أطفالهما. ورغم أن راتبه من عملين لم يكن إلا 20 ألف كرون، لكن توماس التزم بالدفع، وتقلصت الديون ببطء شديد، فقد انخفضت من 450,000 كرونة إلى 250,000 كرونة فقط على مدى 15 عامًا. ولا يزال مديونًا إلى الآن في 2024 بمبلغ 250 ألف كرون سويدي.
يعترف توماس بمسؤوليته عن الوضع الذي وصل إليه، لكنه يرى أن القوانين الحالية في السويد معقدة للغاية، وكذلك نسبة الفوائد المتزايدة على القروض مخيفة ومهولة، وتمنعه من تحسين حياته. في إحدى المرات، عرض عليه منصب أعلى في وظيفته كمسوّق، لكنه رفض العرض لأنه لا يستطيع استخدام السيارة الرسمية، نظرًا لاحتمال مصادرتها من قبل مصلحة جباية الديون.
يقول توماس: “إنه مراقب من موظفي تحصيل الديون، إذا اقترضت أو استعرت شيئًا ذا قيمة مثل سيارة أو شقة أو حتى هاتف بسعر مرتفع اشتريته بالتقسيط، يمكن لشرطة جباية الديون أن تصادره في أي وقت. هذا يجعلني أشعر بأنني مواطن من الدرجة الثانية، لا أستطيع امتلاك أو حتى اقتراض أي شيء ذو قيمة”.
يقول توماس إنه يشعر بالعار والخجل من مشاركة قصته مع الآخرين. ورغم أن الديون تؤثر على حياته اليومية، إلا أن القليل فقط من أصدقائه أو زملائه يعلمون بحقيقة وضعه ولا يستطيع أن يقول لهم الحقيقة رغم أنهم يشعرون أنه يعاني من مشاكل فهو لا سيارة له ولا يمتلك شيئًا ذا قيمة ولا يسافر في رحلات سياحية ولا يذهب لمطاعم أو حانات ليلية.
يقول توماس: “أحتفظ بكل شيء لنفسي. لا أتحدث عن الأمر في العمل أو مع أصدقائي”. وعندما سُئل عن سبب موافقته على إجراء المقابلة، قال: “القرارات التي اتخذتها في شبابي كانت عقوبة مستمرة. ربما تكون قصتي مهمة لشاب آخر سوف يبدأ حياته بشكل خاطئ من حيث القروض، فعليه أن يرى ويسمع تجربتي ويتجنب نفس المصيدة. نحن اليوم 400 ألف سويدي مدينون بمبلغ إجمالي يصل إلى 129 مليار كرونة. أقول لكل من يسمع قصتي أرجوك لا تكن مثل توماس!”