المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

أراء السويديين حول عودة المهاجرين لبلادهم! “سويديين يرغبون ببرنامج مماثل لهم لمغادرة السويد”

 أعلنت الحكومة السويدية عن برنامج العودة الطوعية الذي يمنح كل مهاجر مبلغ 350 ألف كرونة سويدية مقابل التخلي عن وثائقه السويدية والعودة إلى بلده الأم. ورغم أن البرنامج يستهدف المهاجرين، إلا أن بعض السويديين من أصل سويدي عبروا عن دهشتهم من هذا البرنامج، وتفاوتت آراؤهم بين مؤيد ومعارض وغير مهتم. كما ركزت جميع وسائل الإعلام السويدية على رأي المهاجرين في السويد بخصوص هذا البرنامج. ولكن ماذا عن رأي السويديين من أصل سويدي في هذا البرنامج؟ 



 ردود فعل المواطنين السويديين

من مظاهر السخرية المجتمعية هو ظهور فئة من السويديين من أصل سويدي تطالب الحكومة بالمساواة بين المواطنين، حيث طالبوا بعروض مالية وبرنامج خاص بهم مقابل هجرتهم أيضًا خارج السويد وتنازلهم عن جنسيتهم، ولكن بشرط رفع المبلغ إلى 3 ملايين كرونة سويدية لكل مواطن. وأكدوا أنهم سيرحبون بهذا العرض إذا أعلنته الحكومة.




وأوضح العديد من السويديين، حسب ما ذكرت “SCI” ووسائل إعلام سويدية نقلت التقرير، أنهم سيتوجهون إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، بينما قال البعض إنهم سيذهبون إلى بلد أوروبي آخر للاستقرار. واعتبروا أن مبلغ 3 ملايين كرونة لكل فرد سيكون كافيًا لبدء حياة جديدة في بلد آخر والحصول على إقامة وجنسية جديدة، بدلًا من البقاء في السويد في ظل وضع معيشي وحياتي ضاغط. فلا يمكن لسويدي يعيش ويعمل حتى التقاعد أن يدخر مليون كرونة، وبالتالي فإن عرض 3 ملايين كرونة سيكون مقبولًا بالنسبة لهم حسب رأيهم.




وقال إميل أندرسون، وهو شاب سويدي رياضي في أحد أندية كرة القدم في مالمو: “بالتأكيد سأحصل على المبلغ وأذهب إلى الولايات المتحدة لأبدأ هناك من جديد. وربما أعود إلى السويد مرة أخرى إذا أردت، ولكن سأعود وأنا أحمل الجنسية الأمريكية”. وتقول صديقته “إلين” إنها على استعداد للمغادرة مقابل مبلغ الـ350 ألف كرونة لو تم عرضه عليها! وتخطط للهجرة إلى الولايات المتحدة والعيش هناك والحصول على الجنسية الأمريكية وترك السويد، وستكون ممتنة للحكومة السويدية إذا منحتها 350 ألف كرونة للمغادرة.




في المقابل، تساءل بعض السويديين عن الهدف من إعلان الحكومة السويدية عن برنامج الـ350 ألف كرونة لعودة المهاجرين، مؤكدين أن مشكلة السويد ليست في طرد المهاجرين، حيث قد نخسر عائلات وأطفالًا تحتاجهم السويد، بينما يبقى المجرمون والعاطلون. وتقول إيدا، وهي معلمة سويدية: “من السهل على المهاجرين استلام المال والذهاب إلى بلد أوروبي آخر والحصول على الإقامة والجنسية، ثم العودة إلى السويد إذا أرادوا. ولكن المهاجرين يرتبطون بالسويد كبلد للاستقرار وليس من أجل المال فقط. لديهم حياتهم وحياة أبنائهم في السويد، حتى لو كانوا ينتمون لثقافة بلادهم وقيمها، ولكنهم جزء من السويد ولا يمكن مساومتهم بالمال. هذا أسلوب عنصري مقيت”.



  آراء أخرى

يقول ألبيرت، وهو مصلح سيارات في ستوكهولم: “إن كنا نفكر بالمال، فمن الصعب أن تمنح شخصًا مهاجرًا 350 ألف كرونة وتقول له اخرج من السويد. هذا أسلوب فج ورخيص جدًا. عليك أن تمنحهم المال الحقيقي، فالكثير منهم عمل في السويد ودفع الضرائب وساهم في رفاهية السويد. فلنتحدث عن برنامج بملايين الكرونات وليس 350 ألف كرونة إن كنا سنتحدث بلغة المال”.

وتقول تينا، وهي طبيبة سويدية: “دائمًا من يقدم عروضًا مالية لنزع حق المواطنة عن الآخرين هو شخص يعتقد أن كل شيء يُباع ويُشترى بالمال. ولكنهم يعرضون أموالًا بخسة تعبر عن قيمتهم الحقيقية. من المؤسف أن مثل هؤلاء هم من يقودون السويد”.




ويقول أندرسون، وهو متقاعد في الثمانين من عمره: “اللعنة، هكذا كان يفعل الدكتاتور النازي أدولف هتلر في ألمانيا النازية”.

 آراء داعمة لبرنامج العودة الطوعية

يقول لارس يوهانسون، وهو رجل أعمال سويدي: “أعتقد أن هذا البرنامج يمكن أن يكون مفيدًا للجميع. إذا كان هناك مهاجرون يرغبون في العودة إلى بلدانهم الأصلية، فإن هذا المبلغ يمكن أن يساعدهم على بدء حياة جديدة هناك. كما أن هذا يمكن أن يخفف من الضغط على الخدمات الاجتماعية في السويد، مما يسمح لنا بتوجيه الموارد إلى أولئك الذين يخططون للبقاء والمساهمة في المجتمع السويدي”.




وتقول آنا سفينسون، وهي ممرضة سويدية: “أنا أؤيد هذا البرنامج لأنه يوفر خيارًا للمهاجرين الذين قد يشعرون بأنهم لا يستطيعون الاندماج في المجتمع السويدي. بدلًا من البقاء في بلد يشعرون فيه بالغربة، يمكنهم العودة إلى بلدانهم الأصلية بمساعدة مالية تمكنهم من بناء مستقبل أفضل. هذا ليس فقط لصالحهم، بل لصالح المجتمع السويدي أيضًا، حيث يمكن أن يقلل من التوترات الاجتماعية التي نراها وتخلق لنا مجتمعًا مشوهًا. أنا من مؤيدي البرنامج”.




بينما يظل برنامج العودة الطوعية موضوعًا مثيرًا للجدل، فإن هناك من يرونه كفرصة لتحسين حياة المهاجرين وتخفيف الضغط على الموارد الوطنية والتخلص من سلبيات الهجرة. تبقى الآراء متباينة، ولكن من الواضح أن النقاش حول هذا البرنامج سيستمر في السويد التي بدأت جدلًا وصخبًا مجتمعيًا كبيرًا لا يتوقع أن ينتهي قريبًا قبل أن تنتهي الحكومة الحالية.




إقراء أيضاً

رجل أعمال مهاجر في السويد يعرض 10 ملايين كرون لرئيس الحكومة ووزراءه واكسون لمغادرة السويد!