أين الحقيقة ؟ الإعلام السويدي يعتبرهم رهائن إسرائيليين فهل هم رهائن أو أسرى!؟
تستخدم وسائل الإعلام السويدية كلمة “رهائن” لوصف كل إسرائيلي لدى حركة حماس في هجومهم الأخير على غلاف غزة في الوقت الذي تشير الحركات المسلحة الفلسطينية إنهم أسرى ، وربما كلمة رهائن هي الاكثر تداول في الغرب والشرق والقليل من يعتبرهم أسرى ولكن في وسائل التواصل العربي يتفق الأغلبية عن كونهم أسرى حرب فاين الحقيقة ؟
سوف نشير اولا لموقع موندويس الإخباري الأميركي الشهير والذي علق على هذه المصطلحات بالقول ” أن المعتقلين من الجنود الإسرائيليين ينبغي أن يطلق عليهم “أسرى حرب”، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن الحرب فعليا على غزة ” . أما المعتقلون الآخرون فهم مدنيون والوصف المناسب في حالهم هو بالفعل: “الرهائن”.
غير أن الكاتب بالموقع جيمس نورث حث القارئ على الانتباه إلى أن هذا الصراع لم يبدأ في الساعة 6:30 صباح يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل إن إسرائيل تحتل كلا من الضفة الغربية وقطاع غزة منذ ما يقرب من 60 عاما، وخلال هذه الفترة اعتقلت وسجنت مئات الآلاف من الفلسطينيين، وغالبا ما يكون ذلك دون حتى محاكمات صورية. وبالتالي فإن توصيف كلمة رهائن غير وارد لأن الصراع بين الطرفين واعتقال المدنيين نساء وأطفال ورجال هو فعل قامت به إسرائيل فعلاً
وفي هذا السياق، يورد نورث ما جاء في رواية: “يوم في حياة عبد سلامة” التي كتبها ناثان ثرال، وسلط من خلالها الضوء على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين من خلال مأساة عائلة واحدة.
ويقول إنه ذكر في كتابه “المثير للإعجاب” الصادر حديثا، أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل ما بين 1967 و1993 حوالي 700 ألف رجل وصبي وامرأة فلسطيني في الضفة الغربية وما حولها ، أي ما يقرب من 40% من إجمالي سكان هذه المنطقة أعتقلوا لفترة قصيرة أو متوسطة أو مؤبدة .
وأضاف الكاتب أن الإسرائيليين مستمرون اليوم في اعتقال الفلسطينيين، واحتجازهم لفترات طويلة دون أي شيء يشبه المحاكمة العادلة، لكن لا يبدو أن تيار الإعلام الرئيسي في الولايات المتحدة يصف هؤلاء الفلسطينيين بأنهم “رهائن”.
وأوضح نورث أن المعايير المزدوجة تكشف اللعبة التي تمارسها وسائل الإعلام في الغرب وأمريكا حول كيفية تشويه الأزمة، وذلك من خلال تحريف التقارير باستخدام لغة أحادية الجانب في إطار متحيز، والأهم من ذلك أنها تتجاهل أي جزء من التاريخ في إسرائيل/فلسطين، بحيث يبدو الهجوم من غزة الذي حدث وهو أول هجوم من نوعه وكأنه موجة غير مبررة من العنف وكراهية اليهود يقوم بها الفلسطنيون وتناسى العالم 70 عاماً من الصراع كان الضحية فيها المواطن الفلسطيني .
وإذا عدنا للصحف والإعلام السويدي فإننا نجد أن مصطلح رهائن ومختطفين هو المنتشر وهم بذذلك ينقلون رسالة للقارئ السويدي غير عادلة ومنقوصة ، في المقابل نجد أن الغعلام السويدي يشير للمقاومة الفلسطينية بإنها مجموعات وتنظيمات مسلحة وبعض وسائل الإعلام السودية المحسوبة على اليمين تصفهم بأنهم “إرهابيون”.
من جانب أخر نجد أن هناك تحيز لغوي أكثر دقة، فقد أشار أحد المراقبين، جيف شارليت، على تويتر إلى أن شبكات غربية مثل “سي إن إن” تطلق بشكل روتيني على الإسرائيليين لقب “الشعب”، لكنها تشير إلى الفلسطينيين دائما على أنهم “فلسطينيون”.
ومع استمرار تغطية الحرب الجديدة وخلال يومها الثاني، زاد التحيز، فقد أجرت شبكات الكابل مقابلات حصرية تقريبا مع “الضحايا” الإسرائيليين، لكنها تجاهلت الفلسطينيين تقريبا.
كما عرضت يتم عرض خريطة لفلسطين وإسرائيل طوال نهاية الأسبوع ذات خلفية تعكس ألوان العلم الإسرائيلي، مما يعكس مثالا آخر أن جميع الاراضي في هذه المنطقة إسرائيلية فقط ، كما أظهرت الخرائط الضفة الغربية المحتلة بأكملها على أنها “تحت السيطرة الفلسطينية”، وهو ما من شأنه أن يمثل مفاجأة للفلسطينيين الذين يضطرون كل يوم إلى المرور عبر نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية.
وفضلا عن ذلك تجاهلت وسائل الإعلام في السويد وفي أوروبا والولايات المتحدة ا الحديث عن الأسباب التي جعلت حماس تشن هجوم السبت.
في حقيقة الأمر أن الإسرائليين الذين في غزة كرهائن أو أسرى سوف يظلوا تحت مسميات تخضع لموقف كل طرف ولن يتم الاتفاق على تسمية موحدة ولكن يظل الواقع واضح إنهم إسرائليين محتجزين لدى حماس مثلهم مثل الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل