مقال لكاتب سويدي : انتقاد المهاجرين المستمر ينعكس برد فعل كاره للسويد من قبل المهاجرين
عندما تنتقد ابنك ليل نهار ، وتتبع أخطاءه وتترصد لسلبياته وتتجاهل نجاحاته وتستمر في ذلك بكل ما تملكه من قوة وسلطة أبوية وتبرر ذلك بإنه خوفاً على العائلة الكبيرة فأنت تخسر ابنك ولا تفيد عائلتك الكبيرة بشيء .
وهذا هو واقع ما يحدث حاليا في السويد حيث أصبح نبرات الصوت المعادي للهجرة والمهاجرين مرتفع وتصدر ضجيجاً لا يحتمل ، والسبب بدون تفاصيل أن نذكر تفاصيل كثيرة ÷و أن السويد اصبح صوتها هو صوت اليمين المتطرف .
الحكومة السويدية ووزراء الحكومة وسياسيين وقيادات حزبية وغيرهم في أوساط المجتمع والإعلام السويدي اصبحوا منتقدين بصخب للمهاجرين ولا يرون في المهاجرين إلا سلبياتهم ولا أخطائهم ، هذا النوع من الفوبيا تجاه المهاجرين يتحول لمرض اجتماعي ويتم تغذيته من اليمين المتطرف مثل حزب سفاريا ديمقارطنا ، وأصبح ينعكس في الشارع والعمل والمدرسة بين السويديين والمهاجرين فتارة أعلام دول المهاجرين ترتفع في احتفالات الطلاب ، وتارة أخرى المهاجرين مجرمين ، وفي الجانب الأخر سحب الجنسية والإقامة وفي الخلف هم عالة لا يعملون وينتظرون الضرائب ..
كل هذه المصطلحات أصبحت وجبة يومية في خطابات السياسيين ، وفي وسائل إعلام سويدية تنقلها من قائله ولكن لم يفكر احد في نتيجة هذا الاستهداف المستمر ، في المثال إعلاه كان خسارة ابنك أمر سيئ حتى لو كان مبررك مقبول ، ولكن في واقعنا فإن استهداف المهاجرين بهذا الشكل البشع سوف يؤدي لرد فعل سلبي يجعل البعض منهم يكره السويد ..
وعندم تكره فأنت تنعزل أكثر وأكثر ، وتكون النتيجة عكسية فما تحاول الحكومة السويدية والسياسيين معالجته سوف يزيد ، فالانتقاد والاستهداف المتواصل ونشر خطاب كراهية يولد كراهية وعندما يحدث ذلك يزداد الانقسام والعزلة وتزداد الجريمة والعنف والجرائم الاقتصادية .. لنصل إلى حلقة مفرغة من المجتمع الموازي الفاشل .
إن نقطة الارتكاز الحالية ليست في سلبيات الهجرة والمهاجرين فهي أمر ربما كان يمكن معالجته بهدوء ، من خلال تشديد شروط الهجرة وخفض عدد المهاجرين ، وتوفير فرص العمل والأجور العادلة للمهاجرين ، ومحاربة الجريمة من خلال تشديد العقوبات الرادعة المشددة ، وبدون الصخب المستمر ليل نهار حول سلبيات الهجرة والمهاجرين وتدميرهم للقيم السويدية .
ولو فكرنا فيما هي نقطة الارتكاز فهي عزل حزب سفاريا ديمقارطنا عن التأثير السياسي الحكومي والبرلماني ، فهذا الحزب رغم أنه حصل على 17 بالمائة في انتخابات 2018 ولكن تم عزله من قبل حكومة لوفين الاشتراكية فغاب تأثيرها عن المجتمع القوانين السويدي ، وحاليا في انتخابات 2022 حصل على 2020 ولكن لم يتم عزله حيث رحبت به أحزاب اليمين لكي تشكل حكومة فقام هذا الحزب بتحويل المجتمع السويدي لمجتمع نافر ملئ بالمشاكل والقضايا الوهمية … لذلك قد يكون الحل هو بإعادة هذا الحزب لعزلته وتصحيح المشاكل المجتمعية بهدوء ، وعندها سوف يفقد الحزب شعبيته ويعود من حيث أتى حيث الغرفة المغلفة التي لا يرى ولايسمع احد ضجيجهم