كاتب سويدي : الأصوات ضد المهاجرين مرتفعة.. ولكن فلنتذكر إنهم انقذوا السويد ورفاهية السويد
في ظل الأصوات المرتفعة ضد الهجرة والمهاجرين في السويد والتي يقودها اليمين ، واليمين المتطرف بجانب الحكومة السويدية التي تنتقد بالفعل المهاجرين وسياسة الهجرة السابقة ، تظهر أصوات من كُتاب سويديين وسياسيين سويديين تحاول التذكير بأهمية وإيجابيات ما فعله المهاجرين للسويد والمجتمع .
رئيس تحرير مجلة Arbetsvärlden، ميكايل فيلدباوم ، وهي مجلة سويدية صادرة عن اتحاد TCO العمالي وهو اتحاد يضم 1.3 مليون عامل سويدي ، كتب مقالاً شرح فيه من هم المهاجرين في السويد ، وكيف أنقذ المهاجرين المجتمع السويدي من الشيخوخة وانقذوا كذلك سوق العمل السويدي من الانهيار خلال السنوات الماضية ، وأكد الكاتب من موقعه في اتحاد العمال السويدي الذي يضم 1.3 عامل سويدية أن المهاجرين كانوا القوة الدافعة في ازدهار الاقتصاد واستمرارية شباب المجتمع السويدي.
وأكد الكاتب السويدي إن المهاجرين قاموا بسد النقص في القوة العاملة والخلل في توزع الفئات العمرية في المجتمع السويدي العجوز ، لقد ضخ المهاجرين عشرات الألاف من العاملين بين أعمار 20 عاما و64 عاماً ليكونوا جزء من سوق العمل السويدي .
وأشار إلى تقرير صادر عن هيئة الإحصاء السويدي يظهر أن 600 ألف شخص من المهاجرين دخلوا سوق العمل في البلاد في السنوات الماضية مقارنتاً بـ100 ألف شخص السويديين ، أي بنسبة 1 إلي 6
وأضاف أن 80 بالمئة الزيادة في أعداد العاملين تأتي من المهاجرين والأصول المهاجرة وابنائهم ، وهذا الأمر مستمر حتى العام 2035 . وقارن الكاتب بين مستويات البطالة في السويد وغيرها من الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن مستويات البطالة للمهاجرين في السويد تعد من الأدنى عالمياً وليس كما يتم نقلها من السياسيين ومن الإعلام السويدي ومحاولة تضخيمها وتهويلها ..فالبطالة مرتفعة في أوروبا والعالم .
واعتبر الكاتب السويدي ، أن الأمر يتطلب من سبعة إلى تسعة أعوام لدخول المهاجرين الجدد لسوق العمل وهذه المدة هي لنصف المهاجرين وليس الجميع ، غير أن المدة انخفضت إلى أربعة أعوام بسبب الوضع الاقتصادي الجيد خلال السنوات السابقة. وهذه مدة ممتازة .. فعلى سبيل المثال يحتاج المجتمع في الاستثمار في الطفل إلى أن يكون صبي ثم شاب ثم دخول سوق العمل كــ عامل عادي متدرب فترة زمنة تصل 20 عاماً
و بينما يحتاج المهاجر إلى 4 سنوات لدخول سوق العمل يحتاج ثلاثة أرباع السويديين في السويد بالمقابل إلى 25 عاماً للحصول على وظيفة دائمة .
وختم الكاتب السويدي مقاله بالقول “ أن التركيز عن السلبيات من جرائم ومشاكل مجتمعية لا علاقة له بالهجرة بشكل مباشر فهو يتم توظيفه لأهداف سياسية وتحميل المشكلة للأخر ،ـ فالمهاجرون لهم الدور المهم في النمو الاقتصادي للشركات والأعمال والتجارة في السويد ، وساهموا في نمو سوق الإسكان وتجارة التجزئة وتنشيط المجتمع ، و سيدعمون سوق العمل السويدي لفترة مقبلة. هذا الأمر يعرفه كل سياسي في بلدية سويدية وكل سياسي في اليمين أو اليمين المتطرف وفي الحكومة السويدية نفسها ، إن كانوا قادرين على فهم الوضع الديموغرافي للسويد .