قضايا العائلة والطفل

زوجين مثليين يتبنيان طفلتين من السوسيال .. ولكن الطفلتين ليست مهاجرتين أو مسلمتين كما اعتقد البعض !

نقلت بعض وسائل التواصل الاجتماعي في السويد وبعض القنوات الإخبارية قصة طفلتين تم سحبهم من  عائلة مسلمة مهاجرة تعيش ف السويد من خلال السوسيال السويدي  ، ثم إعطاء الطفلتين لعائلة بديلة تتكون من رجلين مثليين! ، واعتبرت وسائل التواصل الاجتماعي التي ذكرت القصة أن الطفلتين من أصول  “مهاجرة ” و “مسلمة” كما تم نشر فيديوهات توضح وتظهر هوية الطفلة وهوية الرجلين المثليين .




وفي الحقيقة فإن نصف  القصة الأول صحيح فيما يتعلق  بالرجلين المثليين الذين تبنوا طفله من السوسيال السويدي ، ولكن النصف الثاني غير دقيق .. فالطفلتين ليسوا من أصول مهاجرة ولا من خلفية عائلية مسلمة   – ولم يتم سحبها من السوسيال ..بل عجزت  أم الطفلة الأولى على رعاية طفلتها فطلبت من السوسيال التدخل .. بينما أتصلت والدة الطفلة الثانية بالعائلة الحاضنة بعد انتشار صورهم وقصتهما وقالت لهم هل تريدوا طفلة ثانية تكون أخت لابنتكم … !وفقا لما نشرته صحيفة أفتونبلاديت السويدية  وتستطيع قراءة التفاصيل من المصدر السويدي بنهاية المقال .. كما ستعلم أن الطفلة الكبرى ميريام لديه جده تزورها في منزلها وهي جدتها السويدية ..ولها صور معها !



والقصة تعود لوجود شابين مثليين متزوجين ، أحدهم سويدي والأخر من أصول مهاجرة وصل السويد بالتبني  ، ويعيش الشابين المثليين كزوجين معاً في السويد ، وعندما فكروا بالإنجاب ، وجدوا إن أفضل فكرة متاحة لهم بالوقت الحالي هي تبني الأطفال ، فكان خيارهم هو السوسيال ، حيث تقدموا بطلب رعاية وتبني طفل ، وبعد 3 شهور من التحقيق ودراسة ملف الشابين وحياتهم الزوجية معاً ومدى استقرارهم معاً ، وافق السوسيال على اعتبار الرجليين المثليين بمثابة عائلة بديلة للأطفال الذي يسحبهم السوسيال السويدي أو يحصل عليهم من عائلتهم .




الرجلين هم  جون و يوهان  وابنتهما بالتبني  ميريام  و أستريد  – اصبحوا عائلة من 4 أشخاص ، وتم نشر تقرير مصور لهم ، وفي حقيقة الأمر فإن إظهار هوية الطفلتين وهوية العائلة الحاضنة لا يمكن أن يحدث إلا بسبب أن العلاقة هنا علاقة تبني لأطفال من السوسيال ، وهؤلاء الأطفال تخلت عوائلهم السويدية عنهم ! فالتالي لا يوجد خطر لإظهار هوية العائلة الحاضنة أو الطفلتين ولا يحتاجان للحماية !

“أبي ، أبي ، أبي” هذه هي الكلمة الأكثر شهرة في العائلة ..فلا يوجد كلة “أمي ”  -الطفلة ميريام ، 5 سنوات ، وأستريد ، 1 سنة  ، يتناوبون على الصراخ قائلين للزوجين المثليين ..أبي – أبي !! – فالأب هي الكلمة الأكثر شيوعًا هنا في المنزل ، كما يقول جون ويوهان .

أما سبب الاهتمام بهذه الحالة العائلية هو ما يقوله  الأبوين جون ويوهان  فهم  يريدون إظهار أن العائلات يمكن أن تبدو مختلفة فيمكن أن يكون أب واحد أو أثنين  – أو أم واحد أو أثنين  –  أو أم  وأب ،  وأن الشيء الأكثر أهمية هو أن يكبر الأطفال مع آباء محبين وآمنين ومستقرين ولم يعد من الضرورة أن تكون الأسرة بشكلها القديم أب ذكر وأم أنثى . (ربما ما يقولنه صادم للبعض !!)

ويقول كل من جون ويوهان – نريد أن نعترف كمجتمع أن  أطفال  آخرين  وعائلات أخرى  يعيشون على غرار ما نفعله .  ويقول جون إنه قد يكون هناك المزيد من الأطفال الذين لديهم أبوين من نفس الجنس ، أو لديهم العديد من الآباء والأمهات الذين يتشاركون الأبوة والأمومة – فالمفهوم القديم للعائلة أنتهي .

جون ، جوهان ، أستريد ومريم.

جون ، جوهان ، أستريد ومريم.

الصورة أعلاه – الطفلة ميريام الكبيرة مع جدتها وجدها في زيارة لهما في منزلهما في مدينة أوريبروا
..
جاءت أستريد للعائلة ، بعد أن بعثت إلينا برسالة على إنستغرام: "فهمت أن هناك قصة حزينة وراء ذلك".

الطفلة استريد مع والدها بالتبني 

 عائلة الطفلتين هم  نساء سويديات   ،  الأم الأولى أنجب من شخص من علاقة عابرة ولم تتحمل رعاية طفلتها  فاتصلت بالسوسيال وقالت إنها تريد عائلة لحضانة طفلتها الأولى ورعايتها .. فتم مساعدتها ومنح الطفلة للرجلين المثليين ،  والطفلة الثانية والدتها سويدية أيضا … وذهب الأم للدنمارك  للحمل والانجاب من خلال التلقيح الصناعي  وبعد انجاب الطفل الثانية وجدت الأم أيضا صعوبة في رعاية طفلتها ولكنها لم تتصل  بالسوسيال ..اتصلت بالعائلة الحاضنة وقالت لهم هل تريدوا أخت  للطفلة التي لديكم ..؟؟  فرحبوا بذلك وتم تبني الطفلتين بقرار محكمة ..وهذا يعني أن كل من الأم الأولى والثانية  لا يمكنها استرجاع الطفلتين  لو ارادت ذلك بالمستقبل .

،وحول إمكانية ندم الأم على ما فعلته بالمستقبل ..تقول أم الطفلة الصغرى استريد  – لا ليس بالفعل كذلك. عندما اتخذت القرار ، اعتقدت أنه إذا ندمت يومًا ما ، فلن أفعل أي شيء حيال ذلك على أي حال ، لأنني لا أريد أن أمزق الأطفال هنا وهناك  . وأنا أعلم أنني سأكون دائمًا  أم لطفلتي  ،وسوف تتمكن طفلتي  من الوصول لي في المستقبل لنكون أصدقاء 

"نحن آمنون في وضعنا العائلي والطريقة التي شكلنا بها عائلتنا".

العائلة البديلة والطفلة استريد .

معلومات خاطئة انتشرت حول القصة … رغم أن ليس هناك قانون في السويد يمنع  من تبني أطفال مسلمين أو غير مسلمين لعائلة مثلية … فنحن نعلق فقط على قصة محددة .. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى