وسائل إعلام دولية: المهاجرون يفرون من السويد بعد صعود اليمين المتطرف وزيادة العنصرية
تقول الأمثال القديمة ..عندما ترى دخانِِ .. فتأكد أن هناك ناراً !…. ويبدوا أن ظاهرة صعود اليمين المتطرف في السويد تنعكس قضياها وقصصها في وسائل إعلام دولية ومنها العربية .
حيث نشرت العديد من وسائل الإعلام الدولية مثل bbc و cnn تقارير عن رغبة المهاجرون و المسلمون منهم خصوصاً بمغادرة السويد بعد صعود اليمين المتطرف ، وليس فقط الإعلام الدولي يتحدث عن ذلك ـ فهناك تقارير في وسائل إعلام سويدية تؤكد صعود متزايد للعنصرية في الآونة الأخيرة.
قناة الجزيرة ذات الانتشار الواسع في العالم العربي والعالم بشكل عام ، نشرت تقرير عن انتشار لظاهرة الاعتداءات العنصرية على بعض المهاجرات المسلمات المحجبات في السويد ، ويأتي تقرير قناة الجزيرة بعد عدة تقارير سويدية تشير لانتشار متزايد لحالات عنصرية في مدن سويدية أخرها تقرير لصحيفة أكسبريسن عن تصاعد العنصرية في مدينة يوتبوري .
التقرير يتحدث عن المهاجرة السورية ابتسام حمود والتي تحدثت عن الاعتداءات والمضايقات التي تعرضت لها بشكل متكرر في السويد بسبب حجابها الذي يكشف هويتها المسلمة. وتقول حمود “في إحدى المرات كنت أمشي في الطريق مع طفلي وأختي فاقتربت منا سيدة سويدية وقامت بضربنا بأكياس حملتها حتى سقطنا أرضا”.
ولم تكتف المرأة السويدية “الشقراء” بذلك، بل قامت بسب الشقيقتين والطفل بعبارات بذيئة، وقالت حمود “هذا السلوك غير إنساني، فقد عانيت أنا وطفلي من رضوض، وكان كلامها جارحا، كيف يحدث هذا وهم يدّعون أنهم بلد حقوق الطفل؟”.
وفي حادثة أخرى بأحد مواقف الحافلات تذكر حمود كيف قام رجل سويدي مسن بدفعها من كتفها وشتمها بعبارات نابية وعنصرية أيضا.
وقدمت ابتسام حمود إلى السويد منذ 8 أعوام في عام 2015 مع موجة النزوح الكبرى التي شهدتها السويد وألمانيا ودول أوروبية ، وتعيش في مدينة مالمو جنوبي البلاد، وتقول “لا أعرف لماذا أصبحت السويد هكذا، باتت الحياة هنا صعبة وغير مرحب بنا لكوني محجبة ولا أرغب بخلع حجابي”.
هذه الاعتداءات والمضايقات دفعت حمود للتفكير بمغادرة السويد والبحث مع عائلتها عن “بلد آخر يقبل لوني وديني” ولا يوجد خوف علي العائلة والأطفال … كما تقول، لكنها تضيف “الأمر ليس سهلا”. فالدخول للسويد سعب والخروج منها قد يكون أصعب بكثير
مخاوف المسلمين في السويد زادت مع تصاعد قوة كتلة أحزاب اليمين بعد انتخابات 2022 ، وظهور حزب سفاريا ديمقارطنا وهو يستعرض عضلاته الخطابية في الإساءة للمهاجرين والإسلام دون رادع ، في الوقت الذي تنطلق حكومة اليمين المنتخبة في سّن قوانين مشددة ضد الهجرة والمهاجرين وتحميلهم كل مشاكل السويد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية .
ووفقا للتقرير .. فصعود اليمين المتطرف للحكومة .. وحالات العنصرية والتمييز في سوق السكن والعمل والمجتمع ..والقلق على الأبناء والجريمة … والمشاكل الاقتصادية والبطالة وصعوبة المعيشة .والسوسيال وحوادث حرق القرآن وخطاب الكراهية ضد المهاجرين . تشجع المهاجرين على التفكير بالفرار من السويد بلا عودة.. ولكن صعوبة إيجاد البديل تظل العائق الأساسي#
وقد يبدوا أن السويد بدأت تتراجع كونها بلداً مرحب بالآخر .. وقد تكون السويد قد تراجعت بالفعل كــ بلد يرحب التعددية حيث يطلق السياسيين تصريحات تعتبر أن الكثير من مشاكل السويد كانت بسبب الهجرة غير المنظمة ـ بينما يركز الإعلام السويدي على إبراز قضايا وجرائم يكون طرفيها أو أحد أطرافها من أصول مهاجرة .
.. وما أكد هذا الرأي ليس فقط تزايد حالات العنصرية التي يمكن أن نعتبرها محدودة …وإنما صعود حزب اليمين المتطرف سفاريا ديمقارطنا ليكون ثاني أكبر حزب في السويد ونجاح أحزاب اليمين واليمين المتطرف بالحصول على ثقة الناخبين السويدية ، وبالمقابل زادت نتائج الانتخابات الأخيرة التي شهدتها السويد وتعالي قوة كتلة أحزاب اليمين قلق المسلمين عامة على مصيرهم في هذا البلد.
ويرى الكثيرون أن السويد لم تعد كما عرفت في السابق بلد التعددية والهجرة وحقوق الإنسان، وأن نتائج الانتخابات عكست المتغيرات المتواترة كل عام، إذ بات حزب ديمقراطيي السويد اليميني ثاني أكبر الأحزاب في البرلمان.
وعلى ضوء ذلك يعتقد المراقبون أن ظاهرة العنصرية والكراهية صارت جزءا أساسيا في حياة المهاجرين، خاصة المسلمين منهم، ففي تقرير لمجلس منع الجريمة تبين أن مخاوف المسلمين من المواقف السلبية تجاه الإسلام قد ازدادت في السويد.
كما أفاد التقرير بأن المسلمين الذين يرتدون ملابس تسمح بالتعرف على هويتهم الدينية يعانون من اعتداءات مباشرة في الأماكن العامة.
ووفق المعطيات المنشورة، ارتفع عدد المسلمين في السويد من 150 ألفا بنهاية الثمانينيات إلى أكثر من 800 ألف في الأعوام الأخيرة، بينهم أكثر من 190 ألف سوري، و170 ألف عراقي، ومئات الآلاف من مسلمي أفغانستان وفلسطين وإيران والبوسنة والشيشان وتركيا وغيرها.