قضايا العائلة والطفل

سويدية تروي قصة اعتناق ابنتها للإسلام : “ابنتي متدينة هذه مفاجئة ولكن أن تكون مسلمة فتلك الصدمة”

تغيير الدين هو ظاهرة منتشرة في كل المجتمعات وفي كل العصور، ولكنها قد تحمل في كثير من الأحيان صدمة لعائلة الشخص الذي قام بتغيير دينه. صحيفة داغينز نيهتر نشرت قصة شابة سويدية قررت التحول من المسيحية إلى الإسلام، ولكن من يحكي هذه القصة هي الأم وليست الابنة.




الفتاة هي “آنا” في العشرين من عمرها، ووالدتها “كارينا” في النصف الثاني من الخمسين من عمرها. في مساء أحد الأيام، قالت الفتاة لأمها: “هناك قرار يجب أن أعلمك به… في الصباح سوف أذهب للمسجد لإعلان إسلامي واعتناق الدين الإسلامي وأكون مسلمة. هذا سيجعلني إنسانة أخرى بالتزامات حياتية أخرى. سوف أرتدي الحجاب وأمارس الصلاة والصوم. أرجو أن تدعميني في قراري”.

الأم وابنتها

 

كانت ردة فعل الأم هي الذهول والصدمة والخوف وعدم تصديق ما تسمع من ابنتها التي كانت سويدية في حياتها وأبعد ما تكون عن مفاهيم الأديان.




تقول الأم: “كان طقس الخريف في هذا اليوم كئيبًا وشعرت بالاكتئاب. كان يومًا مظلمًا وباردًا. غادرت ابنتي الغرفة لكن الكلمات بقيت معلقة في الهواء. فالإسلام دين عنيف وفيه اضطهاد للمرأة ويجعل حياة الإنسان معقدة. هذا ما أسمعه وأعرفه عن الإسلام حتى لو كان خاطئًا، ولكن الإسلام والمسلمين لديهم مشاكل لا يمكن تحملها أو التعايش معها. ومن الصعب أن أقبل أن تكون ابنتي مسلمة!”




وتضيف الأم: “في الصباح ارتدت ابنتي ملابس فضفاضة وغطاء رأس وذهبت بهدوء. عادت بعد الظهر وأخبرتني أنها أعلنت إسلامها في مسجد ستوكهولم الكبير، وأنها كانت سعيدة وفخورة. قلت لها: ما الذي حصلت عليه الآن؟ قالت ابنتي: كل شيء، حصلت على الإيمان! وأضافت أنها كانت تشعر بالفضول بشأن الإيمان المسيحي ولم تكن مقتنعة تمامًا بفكرة أن يسوع هو ابن الله ومفهوم الدنيا وما بعد الموت. الآن حصلت على ما تريد من إيمان، حيث وجدت كل الأسئلة في الدين الإسلامي كما تقول ابنتي”.




وتقول الابنة لأمها: “عند لقائي مع الإمام واعتناق الإسلام، أدركت أني وجدت طريقي للإيمان. وعلى الرغم من كل الفرحة التي أطلقتها ابنتي، لكني شعرت كأم بالقلق والحزن والخوف على ابنتي، فدخولها للإسلام هو أسوأ كابوس يمكن أن أفكر فيه!”

الأم خارج بوابات مسجد Medborgarplatsen في وسط ستوكهولم تقول: “هنا أسلمت ابنتي”.




وتقول الأم كارينا: “إنها اضطرت لإخفاء إسلام ابنتها عن محيطها والمعارف والعائلة خوفًا من الصدام والنظرات المريبة. كيف أقول للأصدقاء والمعارف أن ابنتي مسلمة؟”

بدأت الأم تشعر بالقلق أكثر وأكثر وبالخوف والشعور بأن شيئًا ما غير صحيح، خصوصًا عندما ارتدت ابنتها ملابس إسلامية كاملة بحجاب كامل والزي التقليدي الأسود بالكامل. وعندما شوهدت كارينا مع ابنتها السويدية بهذا الشكل، كان من المستحيل الهروب من حقيقة أن ابنتها أصبحت مسلمة بلا عودة!




وتضيف الأم: “سألتها هل هذا الزي الأسود إجباري للمسلمات؟ أجد مسلمات بملابس غربية وبدون حجاب. فقالت: لا، ليس إجباريًا. أي زي محتشم بغطاء الرأس هو إسلامي مقبول، حتى ملابس الراهبات وغطاء شعرهن هو زي مقبول في الإسلام. ولكن أحاول أن ألتزم وأتعمق وأقترب من الدين الإسلامي من خلال ثقافات إسلامية. أحاول التشبه بهم ثقافيًا كما يتشبه البعض بالغرب ثقافيًا، هذه رغبة شخصية”.




وتقول الأم: “كان الأمر صعبًا للغاية. لدى ابنتي تحول عميق جدًا، ولكن فجأة أصبح الأمر مرئيًا للجميع. أينما ذهبت معها، كان الناس يحدقون فينا. شعرت بالخجل. ابنتي بزي فضفاض أسود وحجاب وملامح سويدية. ماذا سأجيب على أسئلة الجميع؟ لم أكن أعرف شيئًا عن الإسلام، ولا أريد أن أعرف”.




لم تكن ابنتي تبدو مختلفة كمسلمة فحسب، بل اكتسبت أيضًا عادات إسلامية جديدة وثقافة إسلامية. واجهت كارينا صعوبة في قبولها. من بين أمور أخرى، التزمت ابنتي بجدول صلاة صارم، مما يعني أن كل شيء بحاجة إلى التكيف مع أوقات صلاتها. في الفجر والمساء والصباح، والصيام خلال الأسبوع وعدم مخالطة الرجال ومشاهدة التلفاز، والطعام الحلال الغريب، وغيرها.

 

تحولت ابنة كارينا للإسلام. تقول الأم: “انتهى بي الأمر في أزمة عميقة”.





وحول ذلك تعلق الأم: “إذا كنا في مقهى، كانت حين يحين وقت الصلاة، تصلي على الأرض داخل المقهى في مكان منزوي وتضع حولها مقاعد المطعم أمام الآخرين. وتطلب مني حجبها وهي تضع رأسها على الأرض لثوانٍ. كان الأمر مقززًا وصعبًا للغاية بالنسبة لي. ما الذي تفعله ابنتي بحق الجحيم؟”




بعد ذلك بوقت قصير، التقت ابنتي “آنا” بشاب مسلم ملتزم بلحية صغيرة. لقد تبادلا وجهات النظر حول مكانة الدين في الحياة، وتقول ابنتي إنهما وجدا أن هناك علاقة عاطفية فقررا الزواج. وقد تزوجا وفقًا للتقاليد الإسلامية قبل الانتقال للعيش معًا وقبل أن يكون بينهما علاقة تعارف عميقة. كان هذا غريبًا! كانت ابنتي سعيدة بحياتها الجديدة، وراقبت زوجها “هل سيعاملها كجارية” ولكن لم يكن كذلك! لكن كارينا واجهت صعوبة في فهم سبب رغبتها هي وزوجها الجديد في العيش بشكل تقليدي غريب مع تجاهل كل مغريات الحياة والسهر والاحتفال.

الابنة وأمها وهي بزيارة لوالدتها في السويد بزي إسلامي أسود – الابنة وافقت على مشاركة القصة ورفضت ظهور شخصيتها.




وتقول الأم: “كان كل شيء مخيفًا للغاية، لقد رأيت هذه الممارسة الصارمة في الدين الإسلامي أمام عيني من خلال ممارسة ابنتي لها: الصلاة عدة مرات كل يوم، قراءة الكتاب المقدس للمسلمين، مخاطبة الرب “الدعاء والتسبيح”، الصوم، الحجاب، الطعام الحلال، تجنب الكحول، تجنب المخالطة، قواعد المشاهد في التلفاز، وأمور أخرى. كانت ابنتي سعيدة جدًا، وكنت أنظر لها أن ما تفعله شيء خطير، وكنت قلقة من أن ينجرفوا إلى طائفة متشددة كما المتطرفين ممارسين العنف أو الإرهاب.




ذات يوم، أخبرتني ابنتي وزوجها أنهما قررا الانتقال. ليس لشقة جديدة أو لمدينة أخرى في السويد، بل إلى المملكة العربية السعودية وإلى مكة المكرمة، أقدس موقع للمسلمين. نعم، لقد قررا الذهاب للمملكة العربية السعودية والعيش هناك بشكل دائم، حيث توجد أماكن مقدسة للمسلمين، وحيث يوجد مجتمع مسلم بعمق إسلامي.




وتقول الأم: “توقفت عن الكلام، كنت في ذهول وصدمة… وقلت لها: من فضلك، عزيزتي هذا يكفي، هل يجب أن تذهب إلى هذا البلد بالذات؟ إلى السعودية – هذه الديكتاتورية الصحراوية حيث توجد النساء هناك جاريات للرجال أيضًا وتقطع الرؤوس بالسيوف. ولكن لم تستجب ابنتي، لقد اتخذا قرارهما وسافرا للسعودية.




 

في اليوم الذي غادرت فيه ابنتها السويد، ذهبت كارينا إلى مطار أرلاندا لتودعها. وهناك وصلت الأم للانهيار. وقالت: “أتذكر أنني كنت أبكي وبكيت. كنت مرعوبة من فقدان ابنتي التي سوف تذهب لبلد مثل السعودية. في ذلك اليوم لم أر سوى الظلام والحزن والاكتئاب. ابنتي تذهب لمملكة الظلام”.

وتقول الأم إن ابنتها وزوجها كانا يحاولان إقناعها دائمًا بمعرفة المزيد عن الإسلام. لكن لم أهتم بالإسلام أبدًا ومن الصعب تقبل الإسلام كدين للآخرين وليس لي شخصيًا.

ولكن بعد أن خسرت ابنتي ربما للأبد، بدأت في البحث عن الإسلام، وقرأت أطروحة سويدية عن الأشخاص الذين تحولوا إلى الإسلام وتواصلت مع جماعة مسلمة.




وببطء، اقترب الهدوء لنفسي، فالإسلام ليس دينًا سيئًا كما نعتقد ولا دين عنف، بل يوجد أشخاص يمارسون العنف. كما تم استغلال المسيحية في العصور الوسطى لنشر العنف والديكتاتورية، يتم استخدام الإسلام لنفس الشيء حاليًا من قبل البعض. ولكن ما يهمني هو كيف هي المجتمعات الإسلامية في الحياة؟




فلا يبدو أن الإسلام يعادل القهر كما كنت أعتقد سابقًا، والنساء متحررات بشكل ما وفقًا للقراءات الإسلامية ولكن يخضعن لالتزامات، والتقاليد تلعب دورًا كبيرًا في اضطهاد المرأة وليس الإسلام كدين. حتى أن الكتاب المقدس للمسلمين وكلام نبي الإسلام حاول التحذير من مشكلة اضطهاد النساء، وبالنسبة للغالبية العظمى كان الدين هو الأمان. وما فهمته أن المرأة داخل العائلة المسلمة لها حقوق كبيرة وسلطة كبيرة، ولكن في المجتمع الخارجي عليها التزامات الحشمة والتزامات دينية قد تكون صعبة قبولها بالنسبة للكثير من الغربيات.

في عملية البدء في فهم الإسلام ومسار ابنتها في الحياة، ترجمت كارينا أفكارها وخبراتها إلى كلمات.

وكتبت كتابًا تحت عنوان: “الإسلام – اختيار ابنتي” بقلم سويدي غير مسلم.




وتقول الأم في هذا الإطار: “سألت ابنتي عما إذا كان من المقبول بالنسبة لي أن أشارك قصتنا المشتركة وكيف أصبحت مسلمة. رحبت ابنتي وكانت إيجابية بشأن مشروعي وهدفي، وكانت تعلم أن نيتي كانت أن أفعل الخير. لكنها لم ترغب في الإعلان عن نفسها وشخصيتها وصورها، لذلك أنا لا أذكر اسمها الحقيقي ولا صورة توضح هويتها ولكن صورة توضح شكلها الحالي بلباس إسلامي أسود.




وتختم الأم قائلة: “قبل ذلك، كنت أعتقد أن الأديان مجرد بؤس وحزن وحرمان. اليوم أعلم أن هذا ليس هو الحال. الأديان ربما تكون سفينة الإنقاذ التي قد تنقذك من الغرق في ماديات الحياة، خصوصًا عندما تجد أن النهاية اقتربت. لا توجد أديان سيئة بالشكل الذي نعتقده، بل يوجد أشخاص سيئون، وقادة دين سيئون في كل الأديان. اليوم، لم تعد كارينا الأم خائفة، لا من الدين الإسلامي على ابنتها ولا من الإسلام كدين. تقول: ‘ابنتي أصبحت مسلمة ملتزمة، وبفضلها أصبحت مسيحية ملتزمة’.”




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى