طوابير أمام محطات الوقود في فرنسا..والألمان يتظاهرون ضد أزمة الكهرباء.. أوروبا تنزف
طوابير من السيارات أمام محطات الوقود .. هو مشهد قد يكون بدول الشرق والعالم النامي ، ولكنه الآن في عمق ووسط أوروبا وفي أكبر دول أوروبا فرنسا ألمانيا إيطاليا وغيرها ، حيث اشتدت أزمة الطاقة في أوروبا مع تطور الحرب الاقتصادية مع روسيا وقرب دخول فصل الشتاء ، وبدت جلية في فرنسا حيث اصطف الفرنسيون بسياراتهم أمام محطات الوقود في طوابير طويلة ولساعات أطول في ظل أزمة نفاد المخزون في عشرات المحطات بمناطق عدة في فرنسا لا سيما في عاصمة النور باريس.
ويواجه عدد كبير من الفرنسيين أزمة نقص الوقود وأزمة كهرباء . وأمام التذمر الكبير، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون المواطنين إلى “الهدوء” والتحلي بـ”المسؤولية” من أجل وضع حد للأزمة. ولكن الأزمة تنتشر في دول أوروبية مثل ألمانيا، حيث تجمع الآلف من الألمان في وسط برلين بدعوة من حزب البديل اليميني للاحتجاج على سياسة الحكومة الألمانية تجاه أزمتي الطاقة والتضخم في الوقت ذاته تظاهر نحو مناهضين للعنصرية والتيار اليميني ما أدى إلى تواجد أمني مكثف في العاصمة برلين.
وفي المجر والتشيك ، خرج الآلف في مظاهرات تندد باستمرار دعم الحرب الأوكرانية ومطالبين بإنهاء العقوبات المتبادلة مع روسيا ، حيث تتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا مع اقتراب موسم الشتاء، الذي يشهد ذروة الطلب على الغاز لتدفئة المنازل.
في بريطانيا، حذّرت الشبكة الوطنية قبل أيام، من أن البلاد قد تواجه انقطاعات كبيرة مخططة للتيار الكهربائي لمدة 3 ساعات عن المنازل والشركات هذا الشتاء خلال اليوم 3 ساعات صباحاً و3 ساعات مساءً ، إذا لم تستطع المملكة المتحدة استيراد الكهرباء من أوروبا ولكن أوروبا نفسها تبحث عن استيراد الغاز والكهرباء ، وتكافح لجذب المزيد من إمدادات الغاز لتشغيل محطات الكهرباء التي تعمل به.
كما تسرّع ألمانيا خطواتها من أجل إنجاز خطّتها الإنقاذية لقطاع الطاقة البالغة 200 مليار يورو والتي تعرّضها لانتقادات حادة يوجّهها شركاؤها الأوروبيون، لكن برلين تبرّر مشروعها بالضرورة الملحّة لتخفيف وطأة “الأضرار الاقتصادية الجسيمة” التي تواجهها البلاد.
الأزمة لا تتوقف على هذه الدول بل تمتد لإسبانيا وهولندا والبرتغال ودول شرق أوروبا التي أعلنت إنها إن لم تحصل على دعم أوروبي فسوف تتعرض للانهيار خلال الشتاء القادم/