الغارديان: هل حان الوقت الاعتراف.. بوتين أقوى .. والعقوبات الغربية تدمر الغرب وليس روسيا!
وصف مقال في صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية العقوبات الغربية ضد روسيا بأنها من أكثر السياسات ذات النتائج العكسية في التاريخ الدولي الحديث، وأنها مدمرة لأهدافها غير المقصودة وأن الغرب فرض عقوبات تدمره قبل أن تدمر روسيا .
وقال كاتب المقال الصحفي سايمون كايز إن أسعار الطاقة العالمية ترتفع بشدة والمتضرر الغرب الأوروبي الذي لا ينتج قطرة وقود ، والتضخم آخذ في الارتفاع والغرب المتضرر الأكبر ، وسلاسل التوريد أصبحت فوضوية، والملايين محرومون من الغاز والحبوب والأسمدة واليورو في انهيار ، ومع ذلك فإن “همجية” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتصاعد كما تتصاعد قبضته على شعبه وتزداد خزائنه أمولاً بعوائد النفط ، و تمتلئ أسواقها بالقمح والحبوب التي تنتجها روسيا ..ويحظره الغرب !.
الرقص على أنغام بوتين
وأضاف سايمون أن الغرب وشعوبه غرقوا في ركود اقتصادي، واهتزت قياداته، وانتشر انعدام الأمن في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة، وأصبحت ألمانيا والمجر المتعطشتان للغاز على وشك الرقص على أنغام بوتين، وصارت تكاليف المعيشة تتصاعد في كل مكان حتى السويديين اثرياء أوروبا اصبحوا يصرخون من الغلاء وضعف الدخل ، ومع ذلك لا يجرؤ أحد حتى الآن على التشكيك في أن العقوبات روسيا هي انتحار للغرب .
وقال إن بوتين الآن مطلق اليد في إثارة قلق أوروبا هذا الشتاء بل أن أوروبا ترتعد رعباً وبوتين يضحك بخبث ، فلا يمكن للشعب الروسي |أن يجوع فهو منتج كبير للقمح والحبوب ، ولا يمكن للشعب الروسي أن يرتعد برداً فهو المنتج والمصدر الأكبر في العالم للطاقة والوقود … ولكن الشعوب الغربية على عكس ذلك ، لقد خفض الإمدادات من خطوط الأنابيب الرئيسية مثل “نورد ستريم 1” بنسبة تصل إلى 80%، وارتفعت أسعار النفط العالمية وتوقف تدفق القمح وغيره من المواد الغذائية من أوروبا الشرقية إلى أفريقيا وآسيا تقريبا.
روسيا المستفيد الرئيسي
وقال سايمون إن فواتير الغاز المحلي في بريطانيا تضاعفت 3 مرات في غضون عام، ولكن هذا المال المتضاعف يتم دفعه لروسيا بشكل مباشر او غير مباشر ! والمستفيد الرئيسي ليس سوى روسيا التي ارتفعت صادراتها من الطاقة إلى آسيا، مما حقق فائضا غير مسبوق في ميزان مدفوعاتها. يجب ن يعلم الغرب ان الشرقيين في أسيا “مارقين” سوف يشترون النفط والغاز الروسي دون النظر للقيم الإنسانية
ويعتبر الروبل حاليا من أقوى العملات في العالم هذا العام بعد أن تضاعفت قوته منذ يناير/كانون الثاني الماضي تقريبا 50%، ورغم أن أصول موسكو الخارجية قد تم تجميدها ونقل الأثرياء الروس يخوتهم وممتلكاتهم الخاصة إلى الخارج لكن لا يوجد ما يشير إلى أن بوتين يهتم، إضافة إلى أنه ليس لديه ناخبون حتى يقلقوه.
وأشار إلى أن السياسيين الغربيين قتلهم غرورهم بمفهوم التفوق على كل البشرية ، لم يتخيلوا أن هناك من يستطيع أن يقاوم الغرب اقتصادياً أو عسكرياً … لقد هرول الأوربيون نحو الوليات المتحدة طنن منهم إنها المخلصة لهم ، وارتموا حول طاولة الناتو – أن الغربيين يبدون مداخلات ساذجة في الاقتصاد، ويرددون كالببغاوات ما تقوله الولايات المتحدة “بانهم يريدون قصف الاقتصاد الروسي وإعادته إلى العصر الحجري فإذا بالاقتصاد الغربي هو من يعود للخلف”.
هل كان هذا هو المتوقع؟
واستمر سايمون في انتقاد زعماء الغرب، مشيرا إلى أنهم يقولون إنهم يجوّعون روسيا من الرقائق الدقيقة وقطع غيار الطائرات المسيرة، وقريبا سيبدأ بوتين يتوسل إليهم من أجل السلام، لكن في الواقع بدأت روسيا تتكيف ببطء مع ظروفها الجديدة، وعززت العقوبات تجارتها مع الصين وإيران والهند، وباكستان والشرق الأوسط وأفريقيا ، كما تمت الاستعاضة عن ماكدونالدز في جميع أنحاء البلاد بسلسلة مملوكة لروسيا.
وختم الكاتب بأن الاقتصاد الروسي ربما ليس بقوة اقتصاديات الغرب ولكنه لم يتضرر كما تضررت اقتصاديات الغرب ، كما أن بوتين أقوى الآن ، وإذا كان هناك أي شيء أكيد فإن العقوبات ترسخ عالما اقتصاديا جديدا عبر آسيا، وتتبنى دورا معززا للصين، وتساءل: هل كان هذا هو المتوقع وهذا ما يمح به الغرب أن يظهروا انفسهم بانهم اقزام العالم وليسوا سادة البشرية ؟