عصر أحادية القطب انتهى وأوروبا فقدت السيادة تماما وتعود لحجمها .. والعالم يتغير
في خطاب حاد ومهم تجاهلت وسائل الإعلام الغربية في ظل سياسة عزل ، وجّه انتقادات شديدة للغرب الولايات المتحدة وأوروبا ، وأكد أن العالم يمرّ بمرحلة تغيير جذري، وأن ما بعد لن يكون كما قبلها، وأن عهد أحادية القطب انتهى بلا رجعة .
وقال -في خطاب طويل له يوم الجمعة أمام مؤتمر سان بطرسبورغ الدولي- إن الولايات المتحدة اعتبرت نفسها رسول الرب على الأرض عند إعلانها الانتصار في الباردة، وإن النخب الغربية في أوروبا تتمسك بأشباح الماضي الاستعمار وتعتقد أن هيمنة الثقافة الغربية والعسكرية و الاقتصادية والسياسية والاجتماعية عامل استقرار للعالم.. لا ليس كذلك كل هذا سوف ينتهي فالعالم يتغير
وأشار في خطابه الذي استمر 73 دقيقة أمام هذا التجمع السنوي، إلى أن الغرب عندما لا يتمكن من السيطرة على من يتمرد عليه يحاول عزله وتشويه وجعله مسخ مجرم إرهابي وهذا لن يستطيعوا فعله مع ، مضيفا “علينا أن نكون مستقلين، فنحن أقوياء واقوياء جدا ويمكننا مواجهة أي تحدّ في العالم وسحقه فقوتنا لا حدود لها ولا يمكن لاحد مواجهتنا للنهاية”.
أوروبا فقدت سيادتها تماما
وأكّد -في كلمت – أن الاتحاد الأوروبي فقد “سيادته السياسية تماماً وبدأ يعود لحجمه بعد أن انتفخ “، منتقدا السياسات الاقتصادية للاتحاد مثل “طباعة النقود وإغراق العالم باليورو كما فعل الأمريكان بإغراق العالم بالدولار ” لمعالجة ارتفاع التضخم لديهم من خلال تصدير التضخم والأزمات الاقتصادية للعالم الثالث .
كما شدد على أن الاقتصادية على محكوم عليها بالفشل منذ البداية، وأن الغرب أضرّ باقتصاده، وهو ما يظهر واضحا في ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وأوروبا. بعكس المستقرة اقتصاديا .. مؤكدا كنا نعمل كل يفعلونه الآن .. وكنا نتجهز له منذ سنوات طويلة .
وقال إن التضخم مرتفع في أوروبا رغم أنها لا تخوض أي حرب، وقد بلغت الخسائر المباشرة فقط التي تكبدها الاتحاد الأوروبي من العقوبات 400 مليار دولار خلال شهرين والقادم أسوأ، بحسب قوله.
وذهب بوتين إلى أن الاتحاد الأوروبي فقد سيادته تماما، فهو ينفذ كل ما يملى عليه من فوق من اقصى الغرب الاطلنطي ..حيث توجد واشنطن ، وبذلك يضرّ بالاتحاد الأوروبي مواطنيه واقتصاداته، معتبرا أن الوضع الحالي في أوروبا سيؤدي إلى تصاعد الراديكالية (اليمين المتطرف) وتغيير النخب في المستقبل.
كما هاجم الغرب لإلقائه اللوم عليه شخصيا في مشاكله الاقتصادية، وفي ارتفاع الأسعار عالميا، وقال إن تحركات في أوكرانيا -التي تسميها “عملية عسكرية خاصة”- لا علاقة لها بالتضخم المرتفع في البلدان المتقدمة ولكن ارتفاع الأسعار بسبب الهياج الأوروبي في فرض العقوبات والحظر الاقتصادي على …
واتهم الولايات المتحدة برفع أسعار المواد الغذائية عن طريق طباعة النقود، و”اقتناص” المواد الغذائية في الأسواق العالمية وأشار أن هذه تجارة الأمريكان في وقت الصراعات .
وأعرب عن استعداد لزيادة صادراتها من الحبوب والأسمدة، وقال إنها سترسل صادرات غذائية إلى أفريقيا والشرق الأوسط.
وأضاف أن ستتمسك “بسياسة اقتصادية شاملة تتسم بالمسؤولية”، وذلك على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية والركود الذي يلوح في الأفق ومن المتوقع أن يصبح أكبر انكماش تشهده منذ ما لا يقل عن 20 عاما.