
السويدية روسانا (60 عامًا) بلا عمل لخمسة سنوات. تقول “سوق العمل لا يرحب بكبار السن”!
في السويد، يجد العديد من كبار السن أنفسهم في مواجهة واقع قاسٍ فهم لا زالو في أعمار تسمح لهم بالعمل والانتاج ولديهم خبرات كبيرة ولكن سوق العمل السويدي يكون غير مرحب بهم حيث تُغلق: الأبواب أمامهم رغم خبراتهم الطويلة في العمل. وهذا ما حدث مع السويدية روسانا تورانيان، البالغة من العمر 60 عامًا، فهي كبيرة عمر ولكنها لا زالت في سن العمل ، ولكنها قضت خمس سنوات كاملة تبحث عن وظيفة، وكانت تتلقى الرفض تلو الآخر بسبب أن عمرها كبير!
وتبدأ مأساة السويدية روسانا بعد أن تركت وظيفتها الاساسية في الخدمات الإدارية معتقدة أن خبرتها الطويلة ستفتح لها أبوابًا جديدة بسهولة. لكنها لم تكن تتوقع أن سوق العمل في السويد أصبح مختلف ويختاج لمهارات تكنولوجية كما أن سوق العمل أصبح لا يرحب دائمًا بالكبار في السن، رغم اعتراف الشركات بقيمتهم المهنية.

تقول روسانا:
“اعتقدت أنني سأجد وظيفة بسرعة، لأنني لم أكن يومًا عاطلة عن العمل، لكنني كنت أتلقى إما رفضًا رسميًا أو لا رد على الإطلاق من جميع الشركات التي أرسلت لها طلب عمل.” وتقول : “على مدى خمس سنوات، كنت أكتب الخطابات لطلب عمل وتعدّ سيرتها الذاتية مرارًا وتكرارًا. وعندما نظرت إلى مجلد الطلبات المرفوضة في جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وجدت أنه يحتوي على 1,008 طلبات عمل!
لماذا لا توظّف الشركات الأشخاص فوق الستين؟
وفقًا لتقرير جديد صادر عن لجنة Pluskommissionen، فإن ثلاثة من كل أربعة أصحاب عمل في السويد ليس لديهم رغبة ولا يرحبون بتوظيف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 الي 65 عامًا، رغم أن 89% منهم يعترفون بأن الموظفين الأكبر سنًا يملكون خبرات قيمة. والمفارقة أن الشركات السويدية لطالما صرحت أنها تعاني من نقص في الكفاءات، ومع ذلك تستبعد الأشخاص الأكثر خبرة من سوق العمل!
بعد سنوات من الإحباط، قررت روسانا تغيير طريقة العمل بدلاً من إرسال طلبات عبر البريد الإلكتروني، حيث دخلت إلى متجر محلي لبيع المفروشات وسألت مباشرة إن كانوا بحاجة إلى موظفين. كانت تلك الخطوة بداية جديدة، إذ قال لها مدير المتجر .. هل لديك خبرة ؟ وبالفعل تمت المقابلة الشخصية وحصلت على فرصة عمل بنسبة 90% من الوقت، وتقول اليوم بسعادة: “أشعر بحماس كبير، أنا متشوقة للذهاب إلى العمل كل يوم!”
الدعم النفسي كان المفتاح
في أصعب لحظاتها، كان دعم ابنها وصديقتها المقربة هو ما أبقاها متماسكة.
“كنت أبكي كثيرًا، لكن ابني كان يقول لي: ’أمي، أنتِ رائعة، ستجدين الفرصة المناسبة!‘” وتؤمن روسانا أن الشركات يجب أن تنظر إلى الموظفين الأكبر سنًا كقوة وليس كعبء، وتضيف:
“نحن مستقرون، لا نعاني من التزامات عائلية مثل رعاية الأطفال، ولدينا شغف بالحياة والتعلم.”
العمل بعد الخمسين: هل هو ممكن؟
بحسب لجنة Pluskommissionen، فإن 85% من السويديين يشعرون أن فرصهم المهنية تقل بشكل واضح بعد سن الخمسين، رغم أن 60% منهم مستعدون لمواصلة العمل حتى بعد سن التقاعد. لكن حتى تتحقق هذه الرغبة، يجب أن تتغير عقلية التوظيف لدى الشركات، وأن تدرك أن الخبرة لا تقدر بثمن، بغض النظر عن العمر.