
أعلن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون أن السويد قد تتجه نحو اعتماد عملة اليورو بدلاً من الكرون السويدي الضعيف في أقرب وقت ممكن، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن القرار النهائي لم يُطرح بعد رسميًا على طاولة الحكومة. وجاءت هذه التصريحات خلال لقاء صحفي مع صحيفة إكسبريسن، حيث أكد كريسترشون أن فكرة اعتماد اليورو لم تكن مستبعدة في أي وقت سابق، بل كانت مطروحة باستمرار، ولكن كانت هناك انتظارات للوقت المناسب.
وقال: “حالياً هناك نقاشات جادة ومستمرة حول اليورو، وندرك تمامًا وجود فوائد عديدة للانضمام إليه، مثل:تعزيز التأثير السياسي للسويد داخل الاتحاد الأوروبي وتوفير عملة أقوى وأكثر استقرارًا على الساحة الدولية. لكن التحدي الأكبر يكمن في أن الاقتصاد السويدي سيتحمّل جزئيًا مسؤولية الاقتصادات الأضعف في منطقة اليورو. ومع ذلك، تمكنت دول قوية مثل ألمانيا، فرنسا، وهولندا من التعامل مع هذه التحديات بنجاح.”
وأكد كريسترشون أنه لا توجد حالياً أي استعدادات فورية لاعتماد اليورو، مشيرًا إلى أن العقبة الكبرى هي غياب الدعم الشعبي منذ أن رفضت السويد اعتماد العملة الأوروبية الموحدة في استفتاء عام 2003. وأضاف:
“نحتاج إلى دعم شعبي واسع، ولا نريد المضي في هذا القرار دون تأييد لا يقل عن 80% من المواطنين. وحتى الآن، لا نرى هذا المستوى من القبول.”
من جانبه، صرّح بيتر ماغنوس نيلسون، المدير التنفيذي لمركز “تمبرو” للأبحاث الاقتصادية والمستشار السابق لكريسترشون، أن السويد قد تعتمد اليورو خلال عام 2025، مرجّحًا أن تكون مجدلينا أندشون، زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، هي من تتقدّم بالمبادرة. وقال نيلسون إن السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تضغط على السويد لاتخاذ قرار عاجل بشأن العملة، محذرًا من أن بقاء السويد خارج منطقة اليورو في ظل التقلبات العالمية الحالية قد يُضعف الكرون السويدي ويهدد الاستقرار المالي للبلاد.
ومع ذلك، شدد رئيس الوزراء السويدي على أهمية الإسراع في التفكير والنقاش الجاد بشأن اعتماد اليورو، خاصة في ظل عالم يشهد اضطرابات مالية متزايدة، حيث تزداد أهمية العملات القوية والثابتة مثل اليورو، مقارنة بالكرون السويدي المتقلب.