
وزير الاندماج السويدي المسؤول عن اندماج المهاجرين يزور مناطقهم بسترة واقية ضد الرصاص
28/2/2025
في موقف متناقض يحمل رمزية المجتمع المفكك، زار وزير سوق العمل والاندماج السويدي، ماتس بيرشون، منطقة رينكبي ذات الأغلبية المهاجرة شمال غرب العاصمة السويدية ستوكهولم، وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص أثناء تجوله في شوارع المنطقة السكنية التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين.
ويُفترض أن تكون مهمة وزير العمل والاندماج وضع السياسات وتنفيذ البرامج التي تدعم وتساعد في اندماج المهاجرين واللاجئين في المجتمع السويدي. لكن من الواضح أنه شعر بالخوف على سلامته الشخصية أثناء تجوله في مناطق سكن المهاجرين، مما أثار انتقادات حادة من السكان المحليين والمعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي.

زيارة تحت الحماية الأمنية
جاءت زيارة وزير سوق العمل والاندماج إلى رينكبي يوم الخميس، حيث رافقته الشرطة أثناء تأدية عملها ومتابعة تنفيذ التشريعات الجديدة المتعلقة بمصادرة ممتلكات المجرمين. وتُعرف رينكبي بكونها إحدى المناطق التي تشهد ارتفاعًا في معدلات الجريمة، والتي غالبًا ما تُنسب إلى عصابات إجرامية تضم أفرادًا من أصول مهاجرة.
صورة تثير الغضب
بعد الزيارة، نشر الوزير صورة له على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) وهو يرتدي السترة الواقية من الرصاص، مما أثار ردود فعل غاضبة بين السكان وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
أحد السكان المحليين عبّر عن استيائه قائلًا:
“ما فعله الوزير يبعث برسالة سلبية، مفادها أن مناطق المهاجرين في السويد خطرة ومليئة بالجريمة، وأن السويديين لا يمكنهم الشعور بالأمان فيها. كان بإمكانه ارتداء ملابس مدنية عادية، ولن يلاحظ أحد وجوده، لكنه بهذه الطريقة جعل نفسه هدفًا وكأنه في ساحة معركة.”
كما انتقدت امرأة من أصول مهاجرة تصرف الوزير، قائلة:
“لقد تصرف بحماقة… وكأنه يعامل الناس هنا وكأنهم تهديد له.”
انتقادات لاذعة ورد رسمي
على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف البعض تصرف الوزير بأنه “إهانة” لأهالي المنطقة، بينما اعتبره آخرون “مستفزًا وغير لائق”.
وردًا على هذه الانتقادات، أوضح المتحدث باسم الوزير أن زيارة رينكبي وارتداء السترة الواقية من الرصاص جاءا بناءً على توصية من الشرطة لضمان السلامة. إلا أن هذا التبرير زاد من الجدل، حيث تساءل البعض:
“هل يعني ذلك أن الشرطة تعتبر رينكبي منطقة خطيرة لدرجة أن مسؤولًا حكوميًا لا يستطيع زيارتها دون حماية؟”
الواقعة أثارت نقاشًا واسعًا حول وضع المناطق التي يقطنها المهاجرون في السويد، ومدى نجاح سياسات الاندماج في الحد من الفجوة الاجتماعية بين المهاجرين والمجتمع السويدي الأوسع.