أخبار السويدقضايا العائلة والطفل

والد الطفل الذي هرب من دار السوسيال وتوفَّى .. وجدوا ابني غارقًا .. انهم لا يعرفون إلا كسب المال!

 حزن يُخيم على المكان و ألمٌ لن يُنسى هكذا تعيش أسرة الطفل ذات الخمس سنوات ‘ جون ‘ الذي لقى حتفه غارقًا في نهر’هوغفوش ‘ بعدما هرب من قهر دار الرعاية  التابعة للسوسيال السويدي  ليجد الموت ينتظره … 



“جون فالتر” هو اسم الطفل البالغ من العمر 5 سنوات، والذي لم يجد أحد يستوعب حالته الخاصة ، خرج من منزل رعاية السوسيال هارباً .. هذا المنزل الذي قال عنها والد الطفل أنها لا تعرف سوى جني المال  خرج الطفل ولم يعد .. إلى أن وجدت الشرطة جثته الأسبوع الماضي طافية فوق مياه نهر’هوغفوش قرب منزل الرعاية التي لم ترعاه… لقد غرق الطفل هذه هي نتيجة التحقيقات !

“جون فالتر”  الطفل البالغ من العمر 5 سنوات




و قد ظهرت معلومات جديدة في تلك القضية حيث ذكرت SVT في تقرير مفصل لها ، تشير أن تلك الدار التي كان يتلقى جون فيها الرعاية غير آمنة و قد رفض والد الطفل وضع ابنه هناك و حذر السوسيال من تلك الدار، لكنها رفضت و أكدت على أن الدار جيدة ومناسبة لحالة الطفل.
.



وذكر التقرير أن ‘ جون ‘طفل لأبوين منفصلين يعيش كل منهما في مكان مختلف ، ولم يستطيعوا رعاية طفل يعاني من مشاكل صحية ، حيث كان  الطفل يعاني من عدة مشاكل صحية نظرًا لكونه وُلد قبل التسعة أشهر حيث أكمل نموه داخل حضان لكنه أصبح يعاني فيما بعد من مرض التوحد واضطراب فرط النشاط، وقال السوسيال أن الأبوين لا يستطيعوا تقديم الرعاية المناسبة لطفلهما الوحيد وتسببوا في سوء حالته ، لذلك خضع والدا الطفل لقرار رعاية ابنهم الإجبارية  .. حيث  ابلغهم منهم السوسيال.. بنقل الطفل لدار رعاية متخصص لمصلحة الطفل .



لكن لم يستطع   للسوسيال التعامل مع الطفل أو أن يجد أسرة حاضنة بديلة له لكون الطفل يعاني من بعض الإعاقات الذهنية، عندها قامت الخدمات الاجتماعية ( السوسيال) بنقل مسؤولية الطفل ‘ جون’ و إيداعه في دار رعاية Platea  المتخصصة لهذه الحالات حيث توفي  الطفل هناك بعد معاناة من سوء الرعاية وفقا لقول الأب!



و قد ذكر الأب ‘ هانس إريك شوهلوم ‘ أن هناك عدد من التحقيقات عن تلك الدار وقد علم من خلالها أن تلك الدار ليست محل ثقة وغير آمنة بالنسبة لرعاية طفل بظروف ‘جون’ و أنه أخبر السوسيال بهذا الأمر و كونه قلق بشأن وضع ابنه هناك، لكن الخدمات الاجتماعية أصرت على رأيها و قامت بتسليم الطفل جون لهم.

الأب والد الطفل ”  هانس إريك شوهلوم”



و تحوم حول هذه الدار شبهات كثيرة كونها غير آمنة على الأطفال حيث قُدمت في الدار عدد من الشكاوى، حتى أنها تعرضت المخالفات من قبل مفتشي الصحة والرعاية الاجتماعية لمرات عديدة.
و كانت من ضمن تلك المخلفات 🙁 التعامل بعنف و قسوة مع الأطفال داخل الدار مثل حبس الأطفال في ظروف قهرية صعبة لا يتحملها الأطفال، عدم توافر إمكانيات خاصة بأمان الأطفال تحديداً ذوي الإعاقات الذهنية).



و هذا ما دعى الأبوين لرفض أن تكون تلك الدار هي المكان الذي يتلقى ابنهما فيه الرعاية خوفاً على حياته من الخطر و هذا ما تحقق للأسف. ولكن الطفل تحت رعاية إجبارية ولا يستطيع الأبوين فعل شيء لابنهم .



وقد كتبت أم الطفل للبلدية قبل إيداع الطفل في الدار ” أني أخشى على حياة و صحة ابني في تلك الدار التي تفتقر لأدنى مستويات الأمان لذلك فإني أرفض أن يوضع ابني هناك”.
و عند طلب عمل لقاء صحفي مع الأبوين رفضت الأم بسبب حالة الحزن التي تعيشها، فيما وافق الأب.



كما نشرت قناة SVT الأوراق الخاصة بوضع الطفل داخل الدار، و المكالمات الهاتفية التي كانت بين الدار و والد الطفل جون، و التي تم تسجيل عدد منها من قبل الأب و كان الأب فيها يتابع حالة ابنه و تحديداً عن توفير وسائل الأمان الخاصة لحالة طفله الذي يعاني فرط النشاط و الذي كان معتاداً على الخروج وحده و فتح الأبواب، حيث ذكر أن ابنه جون لا يحب البقاء في مكان واحد ودائماً يحب الخروج لأي مكان و أنه قد سبق و فُقد خلال تواجده في دار رعاية أخرى.



حيث قال الأب في إحدى التسجيلات الهاتفية مع السوسيال ” أن جون معتاد على فتح الأبواب و الذهاب إلى أي مكان، عليكم إدراك ذلك جيداً داخل الدار”.

شاهد فيديو الاب والطفل …

فيما رد عليه أحد الاخصائيين الاجتماعيين في السوسيال ” أطمئن أنا متأكد من أنهم في الدار على دراية كاملة بذلك و جون يتلقى الرعاية المناسبة هناك”.



هذا بالإضافة لطمأنة البلدية المستمرة لوالدا الطفل جون بأن الدار محل ثقة و تحظى بكل وسائل الأمان، مع التأكيد على أن الدار تمتلك موظفين مؤهلين للتعامل مع الأطفال في مثل حالة جون و التي يعاني فيها من فرط النشاط.

و رغم التحذيرات المستمرة من والد الطفل للدار و للسوسيال و تنبيههم على وضع الطفل و حالته المرضية إلا أن الدار لم تهتم ولم تحتاط و خرج الطفل و انتهت حياته.



و عند مواجهة الدار بالمشاكل التي توجد في الدار من قبل السوسيال و مفتشي الصحة والرعاية، فكان رد الدار أن كل شيء أصبح على ما يرام و تم تعديل الأوضاع و سد جوانب النقص و الخلل التي كانت تعاني منها الدار و هي الآن يمكنها التعامل مع حالة ‘ جون فالتر’ و أيضاً الحالات التي تشبهه.



و أبلغ الأخصائي الاجتماعي لدى السوسيال والدا جون أن الدار أصبحت أكثر أماناً على الطفل و قاموا بسد الخلل و تحسين الوضع، و أخبرهما أن هذا أفضل الحلول ولا يوجد بدائل، فقبل والدا جون بكلام السوسيال مجبرين.



بعدها حدثت فاجعة موت الطفل جون بعد خروجه من الدار، التي كانت صباح يوم الثلاثاء الماضي عندما تلقى والد جون ‘هانس إريك’ اتصالا هاتفياً من الشرطة تخبره بأنهم قد وجدوا جون غريقًا في نهر قرب دار الرعاية.



حيث قال الأب ” ذهبت إلى هناك لأجد سيارات الإسعاف و طائرات الهليكوبتر تحوم حول المكان، كنت في حالة المغشي عليه لا يدرك ما يحدث حوله، و كلما أخبروني بما حدث لا أسمع إليهم”.
وأخبرني أنهم و جدوا الطفل غارقًا في نهر قرب دار الرعاية بعد ساعات من البحث المتواصل.



وتم على إثر تلك الجريمة البشعة إغلاق دار رعاية Platea’ المشبوهة من قبل مفتشي الصحة والرعاية يوم الجمعة الماضي حفاظاً على حياة الأطفال الذين بداخلها وعلى من كان سيأتي إليها مستقبلاً.



أما بالنسبة لرد فعل الدار على ما حدث للطفل فقال ‘ باتريك سيلفرود’ المتحدث الصحفي باسم الشركة المالكة لدار Platea ‘ : ” أننا ناسف على وفاة الطفل جون، لكننا لا نريد التكهن أو إلقاء التهم جزافاً دون تحقيق و معرفة ملابسات ما حدث، و أننا كشركة مالكة للدار و نهتم لسمعتنا فقد أعطينا الموضوع اهتماما ً كبيراً و الآن نُجري تحقيقات موسعة للوقف على الأسباب التي أدت لوقوع مثل تلك الحادثة البشعة”.
و من الجدير بالذكر أن شركة’ Humana’ هي المالك الأصلي لدار Plate’



و عبر الأب عن حزنه الشديد ليس فقط لأنه فقد ابنه لكن أيضاً لرد فعل الدار التي لم تقم بواجبها رغم طلب الأب المتكرر لهم في مراقبة الطفل و كيفية التعامل مع حالته الصحية، و أنهم لم يهتموا رغم بساطة المطلب، و الآن يقولون انهم لم يرتبكوا أي خطأ.




كل ذلك الإهمال رغم التكلفة الباهظة التي تدفعها البلدية من أجل أن يحظى الطفل بالرعاية الجيدة والتي تناسب مع وضعه الصحي هناك لكنه للأسف لم يجد سوى الموت هناك.
حيث ذكرت صحيفة اكسبريسن أن شركة ‘ Humana ‘ شرطت على البلدية دفع مبلغ 12700 كرون في اليوم الواحد لرعاية الطفل جون لديهم.



و رداً على ارتفاع كُلفة رعاية الطفل في الدار قال ‘ أولريك بونيفير’ أحد المسؤولين بالشركة :” أنه بوجه عام تُدفع مبالغ مرتفعة في حالات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و الذين يعانون بعض المشاكل الصحية والعقلية مثل حالة ‘ جون’، و يرجع الارتفاع نتيجة الرعاية الاستثنائية التي يتلقاها الأطفال فكل طفل منهم يحتاج من 2 إلى 3 موظفين يُلازمان الطفال طوال الوقت و يكونوا مؤهلين و مدربين على كيفية التعامل مع  تلك الحالات..



هذا بالإضافة إلى موظف آخر مُختص بعملية التنقل أو السفر مع الطفل و كيفية التعامل مع أي حوادث طارئة قد تحدث للطفل، و كل هذا يزيد من عملية التكلفة المادية من أجل رعاية جيدة لهؤلاء الأطفال”.



و عندما طُرح عليه سؤالاً عن وضع الرعاية داخل الدار وكل هذا العدد من الموظفين لطفل واحد ثم يخرج الطفل وحيداً صباحاً بملابس نوم ودون طعام وبمفرده ليموت غرقاً /  وعن كونها تستحق كل هذا المبلغ الذي تتكلفه البلدية، أم أنها تتلقى أموال لا تستحقها؟
كانت إجابتهم كالآتي” إن ما حدث شيء محزن و قاسي لكنه حادث استثنائي، و أننا لا نعرف السبب وراء حدوث ذلك، فلننتظر حتى تنتهي التحقيقات”.



فيما كشفت جريدة اكسبريسن المبالغ الطائلة التي تحققها شركة Humana كأرباح سنوية من خلال دار الرعاية الخاصة بها ( Platea) و التي نقدر بملايين الكرونات، حيث ذكرت الصحيفة أن دخل الشركة العام الماضي (2020 ) قُدر ب 76 مليون كرون، بزيادة عن الأعوام السابقة تقدر ب 22 مليون كرون، على الرغم من انخفاض نسبة التعاملات مع الدار على حسب ما جاء في التقرير السنوي.



كما وصلت أرباح عام 2020 ل 30 مليون كرون عن عام 2019 بزيادة قدرها 12 مليون كرون، و هذا ما أدى لارتفاع أسهم مجموعة الرعاية الصحية Humana في بورصة ستوكهولم بنسبة 50 بالمائة.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى