أخبار السويدقضايا اللجوء

واقع لاجئة وابنتها من المرفوضين مع انتشار وباء كورونا … تشرد وعدم قدرة على شراء الطعام

 كريمة، مهاجرة عربية تعيش بشكل غير نظامي كلاجئة في منزل “للمسافرين”  تعيش و برفقة ابنتها ” آية ” . اعتادت أن تعمل في  التنظيف المنزلي قبل ظهور فيروس كورونا ، لكن بسبب الجائحة أضحت بدون أي دخل مادي.  




تقول ” أم أية” نعيش في  غرفة بمنزل بالاسود ، منذ أربعة أعوام. تم إيواؤنا هنا عن طريق  مجموعة لمساعدة اللاجئين المرفوضين  . لست الأم الوحيدة هنا،  هناك أم مع أطفالها، مثلي تماماً من دولة عربية أخرى. أما في الأدوار الأخرى، غالباً ما يكون هناك مؤجرين بالأيام بشكل مؤقت ، لكن الآن لا يوجد أحد.

غرفة  التي تعيش فيها كريمة وابنتها.

لا أخرج لشراء حاجاتنا الأساسية. حتى آية، ابنتي التي تبلغ من العمر 16 عاماً، لم تخرج منذ بداية  كثير الا للمدرسة . أنا لا أحب المخاطرة، وأخاف كثيراً.

لحسن الحظ، تستفيد ابنتي من الردهة الصغيرة الموجودة بجانب المطبخ في الطابق الأرضي لتمارس هوايتها الرياضية  .




في  بلدي ، كانت تحرز تقدماً جيداً  في ممارسة الرياضة، وكانت تملك ميداليات في العديد من الألعاب الرياضية ، لكن هنا وبسبب غرفتنا الضيقة، لا تستطيع التدرب جيداً.

لا أستطيع تخمين مساحة الغرفة بدقة لكنها ليست كبيرة، فعند فتح باب الغرفة، لا يبقى هناك مساحة سوى للجلوس على السرير.




بعد أربعة أعوام هنا حصلنا على الرفض والترحيل وتحولنا للحياة بالأسود ، لا استطيع العودة لبلدي مرة أخرى …..، أعطانا متبرعين  فرشة جديدة للنوم. شخصياً، كنا نتمنى أن يكون لدينا   سريرين منفصلين حتى نكون مرتاحتين أكثر ولكن ما نحن فيه جيد أفضل من التشرد بالشارع . أنا مرتبة جداً، لذا قمت بترتيب كل أغراضنا في صناديق داخل الغرفة.

مطبخ المنزل الذي تعيش فيه كريمة وابنتها.

أما بالنسبة للمطبخ الموجود في الطابق الأرضي، فهو مزود بجهاز مايكرويف وثلاجة وقرصين كهربائيين للطهي. لكن  لا يسمح لأكثر من شخصين بالتواجد في المطبخ في نفس الوقت ..  




“لم أعد أملك أي دخل”

نحن في هذا المنزل الكبير 8 اشخاص الجميع نساء ، من بينهم أنا وأبنتي ، نتعايش جيداً أنا والنساء  اللاتي يعشن في هذا الفندق، ونتشارك المطبخ ونلتزم بالنظام. أصبحنا كالعائلة، وابنتي تتواصل مع الأطفال المتواجدين هنا.




قبل ظهو كورونا، كنت أعمل بالاسود (بشكل غير شرعي)  . أقوم بتنظيف  محبر ومطعم كل يوم مساء أنا وابنتي ، لكنهم اتصلوا بي مع بداية فيروس كورونا وأخبروني بألا أذهب إلى العمل، لذا لا أملك أي دخل الآن . وعلى الرغم من أنهم أخبروني أن أطلب منهم المساعدة إن احتجتها، إلا أنني لن أقوم بذلك.




اعتدت أن أكون نشيطة وفعالة جدا في المجتمع. فعلى سبيل المثال، أقوم بمساعدات للأخرين بالترجمة وفي المراجعات الطبية 

وعملت أيضاً مع جمعية أخرى لسبعة أشهر. كنت سعيدة جداً وكان لدي عقد. لكني اكتشفت برفقة 47 من زميلاتي، أن رب العمل أعطانا عقود عمل مزيفة ولم يقم بتسجيلنا بشكل قانوني، كانت خدعة!




“شراء الطعام بات صعباً ومكلفاً”

كان لدي أمل كبير في هذا العقد المزعوم للحصول على أوراقي، لكن للأسف كان خدعة. جئت لأوروبا في 2016 ، كنت أرغب بالعبور لبريطانيا ،واضطررت للتوقف في فرنسا فلقد نفذت أموالي ، واضطررت للتبصيم وطلب اللجوء إلى فرنسا في عام 2016 .






في بلدي كنت أتعرض للعنف والضرب من زوجي. كان ذلك يحدث تحت عيون ابنتي، التي كانت تبلغ من العمر 12 عاما في ذلك الوقت. لقد عشت كابوساً مع زوجي. ففي مرة من المرات، ضربني وفقدت بصري ستة أشهر، وأدخلت المستشفى. للأسف عائلتي لم تساعدني. لذا قررت مغادرة  بلدي في أسرع وقت ممكن من أجل مستقبل ابنتي.






قبل أسبوعين، قام أحد المتطوعين في جمعية (ADDRA)  ” بتسليمي طرداً غذائياً لرمضان فيه بعض اللحوم والعصير والحلويات الشرقية لابنتي. كنا سعداء جداً.




التسوق يكلفنا كثيراً هذه الأيام. المساعدات الاجتماعية من الجمعية للمهاجرين غير الشرعيين أعطتنا قسائم شرائية بقيمة 140 يورو، لكنها صالحة فقط في متاجر كارفور ومونوبري، الباهظين نسبياً. فقبل الحجر، اعتدت أن أتسوق من “كروا دو شافو” في مونتروي أو من سوبر ماركت “ليدل”، وهما أقل تكلفة.

وعلى الرفوف، لا نجد أرخص المنتجات لأنها نفذت بشكل كامل بسبب كورونا ، فنضطر إلى شراء بدائل أعلى ثمناً.




“ابنتي تحلم بأن تصبح ممرضة”

صراحة، أخاف كثيراً عندما أفكر في  ما بعد أنتهاء فيروس كورونا ، فلا أعتقد أن زبائني الذين كنت أعمل في منازلهم سيتصلون بي لأعاود العمل عندهم، لأنهم لن يعودوا إلى عملهم بسرعة والجميع سوف يستمر خائف من عدوى كورونا لوقت طويل . بالنسبة لابنتي، لا أعتقد أنها ستعود إلى المدرسة بمجرد فك الحجر الصحي المتوقع بداية الأسبوع القادم.



حصلت آية على معدل 13/20 في الفصل الدراسي الماضي. وتطمح إلى أن تصبح ممرضة متخصصة في الطوارئ، فقد قامت بالفعل بتدريب عملي في مستشفى جورج بومبيدو وسار كل شيء على ما يرام.

ليس لدى حاليا أي طموح شخصي لنفسي ..كل ما أتمناه أن لا يكون مستقبل ابنتي كما هو الحال الآن ..لا أريد أن تستمر حياتها في هذا التشرد كمهاجرة غير شرعية .

 






مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى