واشنطن بوست : تجربة السويد مع كورونا ” معجزة سويدية” ..و أندرش تيغنيل «بطلاً قومياً »
قالت واشنطن بوست .. إذا نظرنا للسويديين بعد سنوات من الآن ، ربما تكون التجربة السويدية في مواجهة كورونا “معجزة سويدية” ، وربما نطلق على مسئول هيئة الصحة السويدي أندرش تينغيل لقب ” بطل قومي” …!
.فعلى رغم أن السويد رفضت ولا تزال ترفض تدابير الإغلاق لصد جائحة كورونا إلا أن السويديين ينظرون إلى مستشار الحكومة السويدية في الشؤون الوبائية أندرش تيغنيل باعتباره «بطلاً» ! كما أن صموده بوجه الانتقادات التي توجه لسياساته يزيد تمجيد السويديين له.
وأثار رفض تيغنل إغلاق البلاد انتقادات في أرجاء العالم، خصوصاً أن الوباء حصد عدداً كبيراً من أرواح المسنين هناك. لكن جهات أخرى تتساءل في حيْرة: هل كانت قرارات هذا العالم المتخصص في مكافحة الأمراض المُعدية صحيحة إلى درجة أن البلاد ستجني فوائدها في المستقبل القريب؟
يرى مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تادرس غيريسيوس أن تأثير مثل هذه السياسة السويدية سيبقى ملموساً على مدى عقود. ويضيف أن دولاً عدة اعتقدت أنها خرجت من عنق الزجاجة فوجئت بتفشٍ وبائي جديد.
كما أن دولاً كانت أقل تضرراً من غيرها بعد اندلاع الجائحة تشهد حالياً تفاقماً في عدد الإصابات الجديدة. غير أن الحقيقة التي لا تكذبها الأرقام تشير إلى أن السويد تشهد انخفاضاً ملموساً في عدد الإصابات الجديدة وانخفاض كامل للوفيات ، ومناعة قطيع للمجتمع واضحة .
وحمل ذلك خبراء عدة على القول إن السويد تقترب حالياً من تحقيق ما يسمى «مناعة القطيع». ويستندون في ذلك إلى هبوط عدد الحالات الجديدة، والوفيات، والتنويم في غرف العناية الفائقة أكثر من75 بالمائة خلال الـ14 يوماً الماضية. وهو غير الواقع الذي تشهده الدول المجاورة للسويد، كالدنمارك، وفنلندا، والنرويج. وهي قطعاً ليست الحال التي تشهدها بلجيكا، وفرنسا، وإسبانيا.
وفضلاً عن ذلك، فإن المؤشرات الاقتصادية تدل على أن السويد تعاني قدراً أقل من الصعوبات الاقتصادية التي نجمت عن الجائحة وعملتها الكرونة تتحسن في الوقت الذي ينهار فيه الدولار ويعاني اليورو من الضعف . ويذكر أن السويد هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي لا تزال مدارسها ومؤسساتها مفتوحة على رغم استمرار الجائحة.
وذكت «ديلي ميل» البريطانية أن السويد ربما هي من تضحك أخيراً إذا نجت من موجة كورونا الثانية التي بدأت في دول عديدة ..ويذكر أن السويد، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة ، شهدت 5.763 وفاة. وهو أعلى عدد وفيات في الدول الإسكندنافية، وهو لا يقارن بالطبع بما حدث من وفيات في بريطانيا، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا.وأمريكا ودول عديدة في أمريكا اللاتينية .
لذلك قد تكون التجربة السويدية معجزة ، وتينغيل بطلاً قومياً …بعد سنوات من الآن!