هل مسيحيين الدول العربية عرباً ؟ ولماذا يهاجرون لدول الغرب.. هل لأنها مسيحية ؟
مسيحيين الدول العربية هل هم عرباَ ؟ الإجابة ليست سهلة وليست محددة بنعم أو لا !
فكثير من مسلمي الدول العربية يعتبرون أنفسهم لسوا عرب مثل الكرد والامازيغ والنوبة … ولكن يجب التفريق بين العربي عرقياً والعربي لغوياً ، فمن ناحية جينية، ينحدر بعض المسيحيين في الدول العربية من أصول عربية أصلية خصوصا ,أن الكثير من قبائل العرب الكبرى كانت مسيحية مثل ” تغلب وبكر والغساسنة والمناذرة” ، بينما ينحدر البعض الآخر من مسيحيين الشرق لأصول غير عربية، مثل الآرامية والسريانية واليونانية والقبط .
ولكن مسيحيين الدول العربية هم عربا مستعرب مثلهم مثل الكثير من مسلمين الدول العربية الذين هم عرب مستعربة – وذلك بسبب تكلمهم العربية وانتماءهم لمنظومة حضارية وثقافية عربية مشتركة -فالمسيحيون العرب يتشاركون مع المسلمين العرب في العديد من العادات والتقاليد، مثل اللغة العربية والطعام والثقافة والتاريخ المشترك .. وفي الفنون والتراث.. وأيضاً في الانتماء لنفس الأرض فهم يمثلون نسيج مجتمعي واحد مع خصوصية كل منهم .
وربما توجد أيضا اختلافات ومشاكل عديدة للمسحيين في الدول العربية ،ولكنها لا علاقة لها بمفهوم الانتماء العربي ، فالمشاكل بالمنطقة العربية تمتد بين المسلمين العرب انفسهم الذين ينقسمون بين شيعة وسنة ومذاهب وأحزاب متناحرة ، كما يوجد أيضاً للمسيحيين انقسامات مذهبية وانقسام للكنائس ـ فمسيحيين العراق لا ينتمون لمسيحيين لبنان ولا لمسيحيين مصر في نفس الكنيسة أو المذهب وبينهما اختلافات كبير .
لذلك، يمكن القول أنّ المسيحيين في الدول العربية هم جزء من العالم العربي، لكنّهم يتمتعون أيضًا بهويتهم الخاصة مثلما يتمتع مسلمين العرب بهويتهم الخاص كفراعنة مصر وبابليين العراق وفينيقيين الشام وأفارقة السودان والمغرب العربي .
ولكن ربما تاريخ المسيحية في الدول العربية الذي يعود لجذور المسيحية في الدول العربية إلى القرون الأولى للميلاد، قد لعب دوراً كبيراً في أن يعتبر المسيحيون أنهم سكان المنطقة العربية أو الشرق الأسط الأصليين ، فالإسلام وصل المنطقة العربية بعد المسيحية بــ4 قرون ، ولكن في حقيقة الأمر أن كل من الإسلام والمسيحية أديان تنتمي لها الأعراق البشرية وليس العكس.
فالعرب كانوا وثنيين ثم كان منهم يهود ثم مسيحيين ثم مسلمين
كما أن الهوية العربية للمسيحيين مهمة جدا لهم ، فأكثر الأحزاب العربية قومية أسسها مسيحيين مثل حزب البعث العربي العراقي السوري الذي اسسه رجل مسيحي يسمى ميشيل عفلق ، كما أن الكثير من الأدباء العرب وخبراء اللغة العربية من المسيحيين . مثل جبران خليل جبران ، وهم يعتبرون أنفسهم عربًا أصليين مثل مسيحيين الأردن وجنوب مصر ،
ولا يمكن اعتبار هجرة المسيحيين من الدول العربية إلى الغرب الأوروبي بسبب استهدافهم بشكل مباشر ، فالكثير من المسيحيين يعيشون في الدول العربية بسلام ، وهجرة مسيحيين الدول العربية للغرب هي نتيجة للأنظمة للديكتاتورية أو للجامعات المتطرفة التي ربما استهدفت المسحيين لدينهم واستهدفت أيضا المسلمين لمذهبهم المخالف أو لأسباب الإسلام السياسي .
وبالتالي فالاستهداف والاضطهاد يشمل المسيحي والمسلم في الدول العربية . كما أن اختيار الدول الأوروبية للهجرة ليس لأنها مسيحية فهي دول ابعد من أن تكون مسيحية ، وغنما لأنها دول ديمقراطية تستقبل اللاجئين .
في النهاية، فإنّ مسألة هوية المسيحيين العرب هي مسألة شخصية، ولا يمكن حصرها في إجابة واحدة.