مقالات رأي

هل لدى المهاجرين الحاصلين على الجنسية السويدية مشاعر الانتماء إلى السويد؟

 المقال التالي تم ترجمته للكاتب والناشط السويدي ” جون لاري “” ..حيث يقول الكاتب بمقالة في ” SE24  ،

سؤال : أنت مهاجر سوري ، عراقي ،  صومالي أو أفغاني ، حصلت على الجنسية السويدية لك ولطفلك وزوجك ، تعيش لسنوات في السويد ، هل تشعر إنك سويدي بالقدر الذي تشعر فيه بإنك عراقي أو سوري؟  الإجابة (بالطبع لا) !





عندما نتكلم عن سياسة الاندماج للمهاجرين في السويد ، يجب أن نتكلم عن المواطنة والانتماء وليس عن العمل واللغة فقط ، فرغم أهمية اللغة اجتماعيا والعمل اقتصاديا في حياة المهاجر في السويد إلا أن هناك تناسي لمشاعر الانتماء الشخصية والمجتمعية … فأننا يجب أن نسال انفسنا ، كيف ننظر نحن كا سويديين للمهاجر  ؟. هل ننظر له إنه سويدي متعدد الثقافات أو إنه مهاجر وسوف يظل مهاجر هو وأبنائه وأحفاده للجيل العاشر ! 





يقول الكاتب في احد الأمسيات وكان يوجد عدد من الضيوف بعضهم من خلفيات مهاجرة ووجدت احد الضيوف (بملامح سويدية شقراء) يسأل شخص كان يتكلم السويدية كلغة أم  ( لكن ملامحه غير أوروبية ) ويقول له وبشكل ودي :-  .. من أين أنت ؟  ورغم أنه أجاب وقال: ( أنا سويدي)  ، إلا أن السائل كرر سؤاله :- “نعم أعلم من لغتك .. ولكن من اين أتيت؟”




 ويقول الكاتب أن هذا الحوار القصير لا يحمل أكثر من حوار اجتماعي يدمر منظومة الانتماء في السويد ! ، و  بالنسبة لي يحمل معاني اجتماعية أخرى، وهي  أن هناك نظرة تفرق بين السويدي ذو الأصل والملامح السويدية ..والسويد الحامل للجنسية السويدية بملامح غير سويدية .. وبالنسبة لي فأن هذه النظرة تعني سويدي ينتمي للسويد .. وسويدي مقيم  في السويد !.

 





ويستمر الكاتب في شرح وجهة نظره ، ويقول :-  ” أن السويديين ينظرون للمهاجر بأكثر من مقياس ، ولكن المقياس الأساسي ،أن المهاجرين أشخاص غرباء حتى لو حملوا الجنسية السويدية ،  يبحثون عن الأمان والاستقرار ، وأثناء بحثهم يصلون السويد ويستقرون  ، ويبدأو  في محاولة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ، والتي يوجد بها العديد من المشاكل والاختلافات الغريبة عن ثقافتهم .




ويستمر الكاتب بالقول ” يبدأ بعض السويديين بعد ذلك ، بالنظر بالانتقاد لبعض مشاكل الاندماج والحوادث التي يكون المهاجر الأجنبي طرف فيها ، وتتطور نظرة بعض السويديين لتصل إلى القلق من المهاجرين ،بسبب ما يتم تداوله من سلبيات اجتماعية يكون لليمين المتطرف دورا هام في نشرها والمبالغة فيها .




ثم يسأل “الكاتب” عن السؤال ” ماذا يريد المهاجر من السويد” الانتماء أو العمل والمال أو الأمان ..ويقول :- 

لقد عجزت عن الوصول لإجابة شاملة ، اغلب المهاجرين لا يتفقون على ما يريدوه من السويد !
ويضيف ” من السهل أن تسمع إجابات رائعة من المهاجرين والأجانب …ولكن هل هذه الحقيقة .  ؟ لا فهم ينتموا لبلادهم بقدر أكبر بكثير من انتمائهم للسويد .وربما المجتمع السويدي هو  من رسخ  ذلك بهم 




يؤكد “الكاتب” أن المهاجر يصل السويد ، وهو لديه طموح وآمال ورغبة حقيقية أن يبدأ حياة جديدة بالسويد ، لا يعلم كيف ستكون الحياة ، وتفاصيل الحياة ، ولكنه متفائل ولديه حماس ورغبة بأن يكون جزء من السويد  ..لذلك هو مثل أي إنسان يسعى للاستقرار والأمن والعمل والمال وأيضا الانتماء .. ولكن المهاجر سوف يتحول في أخر الأمر إلى الأهداف التي تجبره انت عليها كمجتمع في السويد .. فيتم توجيه المهاجر للعمل وجمع المال ..دون الاهتمام بجوانب اجتماعية وثقافية تشعره بالانتماء للسويد.




وسرعان ما تنتهي هذه المشاعر والرغبة ، وتبدأ لدى الكثير وليس الجميع مشاعر أخرى ، وهى الحسابات الشخصية وفقدان بريق حلم الهجرة  ، التي تجعل المهاجر يفقد رغباته بأن يكون جزء من السويد ، ليتحول إلى الحسابات الشخصية والعودة إلى للخلف والعزلة .




ليجد المهاجر  نفسه وقد رفض الاندماج بالمجتمع السويدي دون أن يشعر ، ثم  الانعزال بمجتمعات منعزلة داخل ضواحي المدن ..وإفراز السلبيات والحوادث هناك ! ولكننا نحن من نساعده على ذلك .




ويضيف “الكاتب” ليس من الخطأ أن يبحث المهاجر عن مصالحه الشخصية ، بل هذا هو المطلوب منه لكي يعيل نفسه وعائلته ، ويحقق حياة ومستقبل افضل له ولعائلته. يقول”الكاتب ” في نهاية المقال  إن السويد تحاول أن تكون متعدد الثقافات ولكنها بعد محاولة التوزان بدأت تفشل ببطيء كما أن صوت اليمين المتطرف الذي في الحكومة السويدية الحالية سوف يجعل السويد تعود للخلف عشرات السنين 




لقد وصل الهلع الاجتماعي والسياسي في السويد إننا  نحاول إصدار قوانين  عقاب جماعي لطرد عوائل من منازلها للشارع كون أن احد أبنائها مجرم ، وقوانين أخرى لمطارد المهاجرين في منازلهم لمعرفة هل يتحدثون السويدية ؟ وقوانين أخرى لمعرفة ما هو سلوك المهاجر وهل يتواقف مع قيمنا ؟  لم يعد النظام في السويد يعمل كما ينبغي إذا تم تمرير هذه القوانين – هذه سياسة الأنظمة المتعجرفة وليست الأنظمة الديمقراطية !

 






مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى