هل اعتنق الفاينكغ السويديين الإسلام!؟ كلمة الله منقوشة على أكفانهم داخل مقابرهم.
كشفت ملابس الدفن القديمة (ملابس الكفن) لقبائل الفايكنج السويدي عن مفاجأة غير متوقعة على الإطلاق. فقد فوجئ الباحثون بكلمتين منسوختين بالخط الكوفي العربي الشهير بخيوط من الفضة على أنسجة الحرير على أكفانهم داخل مقابرهم وهما كلمتا «الله»، و«محمد وعلي»، نسبة إلى الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها العثور على قطع أثرية تاريخية مذكور عليها كلمات عربية مثل « الله – محمد – علي» في الدول الإسكندنافية، مما يعده اكتشافًا أثريًا هامًا. ويطرح سؤلاً لماذا هذه الكلمات في كفن وقبور الفايكنج السويدي ! .. هل أعتنق بعضهم الإسلام !؟
من هم الفايكنج؟
والفايكنج هو مصطلح يقصد به الشعوب الجرمانية النوردية، وتحديدًا ملاحي السفن والمقاتلين والقراصنة التجار في المناطق الإسكندنافية – وهي حاليًا: الدانمارك والنرويج والسويد-،
كيف جاء هذا الاكتشاف؟
في حين يبدو للوهلة الأولى أن هذا الاكتشاف مثيرًا للدهشة، فإنه لا يبدو أنه كان أمرًا كان شائعًا جدًا كما يتخيل البعض ، فقد تم العثور على هاتين الكلمتين على ما لا يقل عن عشر قطع من الملابس الحريرية من أصل 100 قطعة حريرية من قبور الفايكنج السويدي وتم اكتشافها في مناطق حول مدينة أوبسالا القديمة في السويد، .
جزء من النسيج القديم الذي وجدت عليه النقوش – المصدر: Annika Larsson, Uppsala University
وتقول أنيكا لارسون، عالمة الآثار النسيجية في جامعة أوبسالا السويدية، أن الفايكنج السويدي كانوا على اتصال وثيق مع الثقافات الأخرى بما فيها العالم الإسلامي الذي كان منطقة مزدهرة اقتصاديا وعلمياً وثقافيا آنذاك . وهناك أدلة على وجود صلة بين الفايكنج والعالم الإسلامي منذ سنوات عديدة فالعالم الإسلامي كان مركز التجارة والعلوم الحديثة في العصور الوسطى ومن المتوقع أن أغلب دول العالم القديم كانت تتجه إليه . حيث وجد الباحثون أن سيوف قبائل «الفايكنج آرا» تم صنعها من تقنيات الفلزات العربية المعروفة آنذاك بجودتها وتطورها – وربما جرى نقل هذه التقنيات عبر طريق «فولغا» التجاري من العالم العربي الإسلامي إلى شمال أوروبا .
ولكن هل الفايكنغ السويدي أعتنق بعضهم للإسلام ؟
في العصور الوسطى، كان الفايكنج بدون ديانة ، والعديد منهم وثنيون ، وكانوا يتواصلون مع أسواق بغداد المشهورة آنذاك – كما جرى الكشف عن كنز من النقود العربية التي تعود لعصر الفايكنج في السويد، ، و تم العثور على خاتم وجد في قبر امرأة في القرن التاسع في منطقة بيركا السويدية، مدرج عليها كلمة «الله». أضف إلى هذا أن الباحثين عثروا أيضًا على الحرير العربي والفارسي في سفن فايكنج مدفونة بالنرويج. وهنا يظهر مدى الاتصال الذي حدث من الفايكنغ مع العالم الإسلامي والذي يجعلنا نقول إن ربما هناك من تأثر من الفايكنغ بالدين الإسلامي واعتنق الإسلام ولكن كحالات فردية .. ولكن المقابر التي في أوبسالا كانت مقابر عديدة بداخلها نقوش إسلامية على الأكفان وهذا لغزًا !؟
في البداية، قالت لارسون إنها لم تتمكن من إيجاد دليل مباشر لاعتناق بعض الفايكنغ للإسلام ، ولكن وجد تصاميم ، «الله» و « محمد و«علي» ولم نكتشف معناها إلا بعد بحث طويل ، حيث تقول إنها تذكرت أنها رأت شيئًا مماثلًا ونقشًا مشابهًا لهذه الرسوم التي ظهرت باسمي «الله» و« ومحمد – وعلي». تذكرت أنها شاهدت مثلهم على المنسوجات في مناطق أثار العرب المسلمين في إسبانيا ومع تحليل المواد وتقنيات النسيج والتصاميم أشارت الأبحاث أنها منسوجات و ملابس ذات أصل عائد إلى المناطق العربية الشرقية
نقش علامة الله المعكوس بعد إعادة صياغته – المصدر: Annika Larsson, Uppsala University
كلمة «علي» كان من السهل نسبيًا فك شفرتها، ولكن كلمة «الله» كانت أكثر صعوبة على الباحثين، وذلك لأن الرسم والنقش كان معكوسًا كما تظهره الصور. السبب في ذلك غير معروف، ولكن التفسير الأكثر ترجيحًا هو أن النمط والنقش تم ببساطة نسخه بشكل غير صحيح من قبل الفايكنج ، كما قال أمير دي مارتينو من الكلية الإسلامية في لندن لموقع بى بى سى.
هل كان الفايكنج مسلمين؟
وتعتقد لارسون أن وجود الأسماء على الملابس، تظهر عليها دائمًا الكلمتين «الله» و«محمد» معًا، تشير إلى أن الفايكنج لم يقوموا بمجرد التجارة وتبادل السلع مع العالم الإسلامي فحسب، ولكن ربمًا أيضًا أخذوا منهم عادات الدفن والأفكار الاجتماعية في الحياة والطعام والمعيشة وربما تأثر بعضهم بالدين الإسلامي ثقافياً وليس كعبادة!! . وقالت في بيان صحفي «من المفترض أن عادات دفن عصر الفايكنج تأثرت بالإسلام وفكرة الحياة الأبدية في الجنة بعد الموت ، وهذه الافكار قادمة من المسلمين وليس من المسيحية التي كانت تنتشر في جنوب أوروبا».
خاتم من الفضة والعقيق العربي عليه اسم الجلالة – الله
وأضافت أن الأدوات الخاصة بالكفن مثل الملابس الجميلة والمنسوجة بخيوط ناعمة في هذه الأقمشة لا تعكس الحياة اليومية للفاينكغ إلا بقدر ما تعكس الملابس والثقافة المترفة القادم من منطقة الشرق العربي آنذاك والتي حاول الفايكنغ التأثر بها كنوع من التأثير الثقافي الذي العربي الإسلامي الذي انتشر في أوروبا ، حيث كانت العطور والملابس والحرير والأدوات الحربية والسلع الغذائية والأدوات المنزلية وأدوات الصناعة الشرقية أسلوب حياة مترف يحاول الأوروبيين نقله لأوروبا.
وقالت أيضًا: «قد يكون جرى تطبيق واستنساخ هذه الملابس من الأنماط الإسلامية باعتبارها أمثلة على المكانة العالية، مثل الحرير الثمين، والمنسوجات المميزة في هذا الوقت من عصر الفايكنج».
يذكر أنه يجري عرض نتائج الباحثة لارسون حاليًا باعتبارها جزءًا من معرض «فايكنغ كوتور» في متحف إنكوبينغ بالسويد