أخبار سويدية

مهاجرون في السويد يخسرون شهادات أضاعوا أعمارهم فيها.. أطباء ومهندسون يعملون في مطاعم ومخابز ..

هجرة ولجوء إلي السويد .. حيث الطموح في عمل بعائد مجزي أو دراسة في جامعة مميزة ..أو تعلم مهنة بمهارة وجودة عالية … ولكن النتيجة محبطة للكثير من المهاجرون الجامعيون الذي يصلون السويد على أمل أن يجدوا في السويد من يُقدر ويُقيم ما يحملون من شهادات أضاعوا  سنوات من أعمارهم لكي يحصلوا عليها .




ورغم حاجة السويد إلى العمالة الماهرة والوظائف المتخصصة  ، يجد المهاجرون أنفسهم  خارج دائرة الاهتمام بشهادتهم وما يحملون من مؤهلات .. بل أن سوق العمل في السويد لا يرحب بشهادتهم ولا يهتم بتخصصاتهم العلمية رغم حاجة سوق العمل لها … 




حيث أظهرت دراسة سويدية  جديدة أن المهاجرين  الجدد الحاصلين على تعليم ثانوي فقط لديهم معدلات توظيف أعلى من المهاجرين الحاصلين على شهادات جامعية  ، وهذا يشير إلى أن من لم يتعلم في بلده تعليم عالي لديه فرصة أفضل في السويد من المهاجر الذي تعلم وحصل على شهادة جامعية في بلده الأم.



صحيفة داغينز نيهيتر سلطت الضوء على معاناة الجامعيين من المهاجرين  في الحصول على عمل يناسب لمؤهلاتهم. والقاعدة الأساسية أن العمل في أي مهنة أمر جيد .. ولكن المشكلة لماذا لا يجد المهاجر الجامعي مثل المهندس والمحامي والمحاسب فرصة للعمل بتخصصه ؟ .. ولماذا لو حاول تأهيل نفسه علمياً في السويد فسوف يعاني أيضاً من رفض سوق العمل له ولتخصصه رغم الحاجة إليه .؟  



 إبراهيم محمد مهاجر يبلغ من العمر (48 عاماً) وهو محامي جامعي .. لم يجد أمامه إلا العمل خباز بيتزا في  مقاطعة هالاند ..و قصة إبراهيم هي قصة الآلاف من المهاجرين ,,, حيث يقول  إبراهيم أنه لا ييأس ويجد دائماً الحلول في أوقات الأزمات ، لقد أنقذ المطعم الذي يعمل فيه، كما أنقذ عائلته  من بطش الجيش في سوريا، ومن العوز والمساعدات والفقر والبطالة في السويد .



ويضيف  إبراهيم  قبل الحرب السورية  بنيت حياة مستقر وجيدة .. وحصلت في سوريا على  شهادة في القانون تؤهلني لكي أكون محامي بمستقبل جيد ، وتزوجت وكان لدي منزل خاص ومنزل أخر للاستثمار  . و كنت موظفاً  في مصلحة الضرائب السورية بوظيفة محام .. ولكن كل شيء انتهى فور بدء الحرب السورية – لقد خسرت المنازل والوظيفة والدخل   وبدأت رحلة اللجوء في العام 2013 .



ويضيف إبراهيم … مُنذ أن خرجت من سوريا كنت أفكر ماذا سوف أفعل ماذا سوف أعمل؟ وعندما وصلت إلى السويد بداية 2014، كنت على فهم كامل أن عمري في الأربعينيات وهذا منتصف العمل من الصعب بدء مهنة جديدة . .واحتاج لسنوات  لكي يتم تأهيل مهنتي القانونية لتناسب سوق العمل السويدي   !  .. لذلك وجدت أن القرار هو أن ابدأ من الصفر وأبني حياة جديدة وأجد وظيفة كمحام هنا .



ويقول إبراهيم لكن هذا القرار يحتاج لسنوات وخلال السنوات يجب أن اجد عمل ودخل لكي اعتاش عليه  .

إبراهيم  بحث عن عمل وكان عمله الأول موظفاً في متجر بقالة كووب. وبعد بضع سنوات من العمل ومحاولة تجهيز نفسه كمحامي لسوق العمل ، فشل ، لقد أراد العودة إلى  مهنة القانون ولكن سوق العمل لم سمنحه الفرصة ولم يرحب به . لقد انتهى به المطاف بعامل في مطعم بيتزا ثم قرر  فتح مطعم للبيتزا.




يقول إبراهيم “. علمت أن شهادة القانون ووظيفتي في الضرائب في سوريا تحتاج سنوات طويلة من التعليم  كنت بحاجة لتعديل شهادتي ودراسة بعض المواد. ثم الحصول على رخصة محامي  ورغم أنني درست اللغة السويدية سنوات عدة، فإنها لا تكفي أبداً ، كما أن مكتب العمل لم يهتم بدعمي في هذا الاتجاه .. وتأكدت أنه حتى لو حققت ذلك بنفسي وحصلت على رخصة محامي فسوق العمل  لن يستقبلني مهاجر بشهادة من خارج أوروبا بسهولة . كثير من الأصدقاء من سوريا جاؤوا إلى هنا مع شهادات في الطب والهندسة والقانون. لكن عندما يصل المرء إلى هنا، يجب أن يبدأ من الصفر”.



 وتقول  ميشلين فان ريمسديك، الباحثة في جامعة أوبسالا في قضايا دمج اللاجئين بالمجتمع السويد أن المشكلة في العمر ونوع الشهادة ومن أين حصلت عليها وضعف ثقة  سوق العمل السويدي في قبول مهاجرين مولودين في الخارج وشهادات غير أوروبية  ، رغم نقص في الموظفين في عدد من المهن وحاجة السويد لتخصصات المهاجرين من مهندسون وأطباء وجامعيون   .



في غضون خمس سنوات، سيكون هناك وظائف شاغرة لحوالي 100 ألف شخص من ذوي المهارات في السويد، وفقاً لتوقعات مكتب العمل، وبينهم أطباء ومهندسون وفنيون في تكنولوجيا المعلومات. ولكن الــ 100 وظيفة تبحث أولاً عن أصحاب الشهادات السويدية ثم الأوروبية .. وتتجاهل المهاجرين .



هل هناك حلول لهذه المشكلة ؟

نعم ..تقوم الحكومة السويدية من خلال برامج مكتب العمل السويدي بمحاولة إيجاد حلول مثل برنامج   “المسار السريع” الذي أقرته الحكومة، و تم توظيف عدد من اللاجئين المؤهلين تأهيلاً عالياً  ومع يوجد كثيراً من أوجه القصور ..وأن البرنامج لم يحقق أهداف كبيرة   .



ماهي مشكلة المهاجرين الجامعيون ؟

 غالباً المشكلة هي معادلة الشهادات الأجنبية للمهاجرين  الذين لا يستطيعون دائما تقديم شهادات تؤكد خلفيتهم التعليمية فهم يحتاجون للغة سويدية متقدمة + دراسة مواد دراسية لإكمال تقييم شهادتهم وهذا يحتاج جهد كبير ووقت طويل لا يتناسب مع أعمار المهاجرين ومع طموحتهم ورغبتهم بالحصول على وظائف ودخل سريع . 




ماهي نظرة  إبراهيم  لواقعه الحالي ؟

 يقول إبراهيم انه ممتن لكل ما قدمته له السويد … وانه دفع  أكثر من 70 ألف كرون ضرائب الشهر الماضي، لكنه لم يحصل من المجتمع السويدي على فرصة للاستفادة من مهاراته ودراسته للقانون .



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى