دولية

مقتل 16 من قوات الأمن السورية في اشتباكات مع مسلّحين مرتبطين بنظام الأسد

قُتل 16 عنصراً من قوات الأمن السورية، الخميس، في هجمات نفّذها مسلّحون مُوالون لبشار الأسد في غرب سوريا، وفق حصيلة جديدة أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، على خلفية توترٍ تشهده المنطقة ذات الغالبية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع.




وقال «المرصد»: «ارتفعت حصيلة القتلى من جراء هجمات وكمائن نفّذها مسلّحون مُوالون للأسد في بلدة جبلة وريفها، إلى 16 عنصراً من قوات الأمن السوري، في هجماتٍ هي الأعنف ضد السلطة الجديدة منذ إطاحة الأسد» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.




ويشكل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تُواجه إدارة الرئيس أحمد الشرع، منذ وصوله إلى دمشق، بعد نزاع مدمّر بدأ قبل 13 عاماً.

حظر تجوال في طرطوس وحمص

وأفادت «وكالة الأنباء السورية» بأن طرطوس أعلنت فرض حظر للتجوال في المدينة لمدة 12 ساعة تبدأ من الساعة العاشرة مساء اليوم، فيما وأفاد «تلفزيون سوريا» المُوالي للحكومة بأن إدارة الأمن العام في حمص أعلنت فرض حظر للتجوال اعتباراً من العاشرة مساء اليوم حتى الثامنة من صباح الغد.




وذكر «تلفزيون سوريا» في وقت سابق اليوم، إن 13، على الأقل، من أفراد قوات الأمن السورية قُتلوا في اشتباكات مستمرة مع مسلَّحين مرتبطين بنظام الأسد.

وأعلنت قوات الأمن السورية، اليوم، أنها تخوض اشتباكات في ريف محافظة اللاذقية؛ مَعقل الطائفة العلوية، مع مجموعات مسلَّحة تابعة للضابط السابق سهيل الحسن، الذي كان من أبرز قادة الجيش، خلال حُكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وتخلَّل الاشتباكات شنُّ الطيران المروحي السوري ضربات على المنطقة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في خطوة دفعت ممثلين للطائفة العلوية إلى دعوة السكان للاعتصام، الجمعة، سلمياً في الساحات؛ احتجاجاً على التصعيد.




ونقلت «وكالة الأنباء السورية» عن مدير أمن محافظة اللاذقية أن «المجموعات المسلَّحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية تتبع مجرم الحرب سهيل الحسن»، العقيد السابق في الجيش السوري، خلال حقبة الأسد، الذي كان يلقى تأييداً كبيراً في أوساط المُوالين للأسد ويُعدّ من أبرز قادته العسكريين.

مقتل عنصر بوزارة الدفاع

وذكرت الوكالة، في وقت سابق، أن أحد عناصر وزارة الدفاع قُتِل، وأُصيب آخرون، في هجوم نفّذه مسلّحون من «فلول» نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بريف اللاذقية.




ونقلت الوكالة عن مصدر أمني في اللاذقية قوله إن «مجموعات من فلول ميليشيات الأسد تقوم باستهداف عناصر وآليات لوزارة الدفاع، قرب بلدة بيت عانا بريف اللاذقية، ما أدى لاستشهاد عنصر، وإصابة آخرين».

وأضافت الوكالة عن المصدر قوله: «سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة المجرمين، والضرب بيدٍ من حديد على من يستهدف أمن سوريا».




وشنّت مروحيات عسكرية، الخميس، ضربات على مسلَّحين في ريف اللاذقية، وفق ما أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بُعَيد إعلان قوات الأمن مقتل أحد عناصرها بالمنطقة.

وأفاد المرصد بـ«ضربات شنّتها مروحيات سورية على مسلّحين في قرية بيت عانا وأحراج في محيطها، تزامناً مع قصف مدفعي على قرية مجاورة».




بدأ التوتر في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الحسن، بعد منع مجموعة من الأهالي بالقوة قوات الأمن من توقيف مطلوب بتهمة تجارة السلاح، وفق «المرصد السوري».

من جانبها، أعلنت قوى الأمن الداخلي انتهاء عملياتها العسكرية، بعد سيطرتها على آخِر مواقع مجموعة مسلَّحة في مدينة الصنمين، شمال محافظة درعا.




وذكر «تلفزيون سوريا»، على موقعه الإلكتروني، اليوم، أن ذلك حدث عقب اشتباكات استمرت 24 ساعة، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر المجموعة، والقبض على العشرات منهم، وذلك في إطار سلسلة حملات تُنفذها الحكومة السورية ضد فلول النظام المخلوع.

استنفار في إدلب

ومع شيوع مقتل 16 عنصراً من قوات الأمن، يتحدر غالبيتهم من محافظة إدلب (شمال غرب)، معقل «هيئة تحرير الشام»؛ الفصيل الذي قاد الهجوم الذي أطاح الأسد قبل ثلاثة أشهر، تجمَّع حشد من الشبان وسط مدينة إدلب، وفق مراسل الصحافة الفرنسية؛ دعماً للقيادة العسكرية. ودعت مساجد، عبر مُكبرات الصوت، إلى «الجهاد» ضد المسلّحين في الساحل السوري.




وجاء التوتر في ريف اللاذقية، الخميس، بعدما كانت قوات الأمن قد شنّت حملة أمنية في مدينة اللاذقية الساحلية، منذ الثلاثاء، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل، وفق المرصد.

وأطلقت قوات الأمن، الثلاثاء، حملة في حي الدعتور، بعد تعرض عناصرها لـ«كمين مسلَّح» نصبته «مجموعات من فلول ميليشيات الأسد»، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري عن مصادر أمنية.




وشهدت مدينة اللاذقية، التي تقطنها غالبية علوية، في الأيام الأولى بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية كانت قد تراجعت حِدتها في الآونة الأخيرة.

لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحياناً مسلّحون مُوالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد.




ومنذ سيطرة السلطات الجديدة على الحكم في دمشق، في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، تُسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين مُوالين للحكم السابق بالوقوف خلفها. وتُنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف «فلول النظام» السابق، تتخللها اعتقالات.

ويفيد سكان ومنظمات، بين الحين والآخر، بحصول انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تضعها السلطات في إطار «حوادث فردية»، وتتعهد بملاحقة المسؤولين عنها.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى