قضايا العائلة والطفل

مقتل “محمد” الشرطة السويدية لم تستجب لنداءات والدته وسخرت من لغتها الضعيفة

24/4/2025

في واحدة من أكثر القضايا صدمة للرأي العام السويدي، كشفت تحقيقات الشرطة والإعلام تفاصيل مروعة حول مقتل الطفلين محمد (من أصل صومالي) وليث (من أصل عراقي)، وكلاهما يبلغ من العمر 14 عامًا، بعد أن غادرا دار رعاية تابعة للسوسيال السويدي وتوجها إلى ستوكهولم. عُثر على جثتيهما لاحقًا في غابة قرب مدينة نينشامن، بعد أن تعرض   على أيدي أفراد من شبكة فوكس روت الإجرامية.




وبحسب والدته، فقد كان محمد لا يزال على قيد الحياة عندما اتصلت العائلة بالشرطة السويدية يوم 25 يوليو 2023 طالبة المساعدة بعد فقدان الاتصال به. ، ولكن رفضت الشرطة فتح بلاغ رسمي أو تعقّب هاتف الطفل.
وكشفت إذاعة P4 Jönköping عن تسجيل صوتي لحديث دار بين رجال الشرطة أثناء تلقيهم البلاغ، سمع فيه أحد الضباط يقول بسخرية:
“ستكرهني الآن، لكنها امرأة صومالية تتصل”،
وأضاف مستهزئًا:
“طلب مقابلة بمترجم؟ هذا كثير، فنحن لن نفعل شيئاً على أي حال”.



وفي المشهد نفسه، تم تكليف الطفلة الصغرى بالترجمة، ما تسبب في أخطاء بالمعلومات، حيث تم تسجيل أن الطفل اختفى من “لينشوبينغ”، بينما كان في الحقيقة قد اختفى من “نيشوبينغ”، ما أربك التحقيق وزاد من التأخير في التدخل.

وكل ما قامت به الشرطة آنذاك هو إرسال رسالة نصية لمحمد تفيد بأن عائلته قلقة عليه. وتُظهر وثائق التحقيق أن الشرطة قيّمت الوضع بـ”لا يوجد ما يدل على أن الطفل مفقود أو في خطر”، مما أدى إلى عدم اتخاذ أي إجراء فوري.
محمد (من أصل صومالي) وليث (من أصل عراقي)،




في الوقت الذي كانت فيه والدته تتوسل لمساعدته، كان محمد محتجزًا في شقة بمنطقة غوبّينغن من قبل أفراد العصابة، مكبل اليدين والقدمين، يتعرض للضرب المبرح والركل، في محاولة لانتزاع معلومات منه حول مسدسين مفقودين.
وبعد أربع ساعات فقط من اتصال الأم بالشرطة، تم نقل محمد إلى إحدى الغابات حيث تم طعنه حتى الموت.وبعد أيام، تبيّن أن شقيقته الصغرى (12 عامًا) هي من علمت بخبر مقتله عن طريق أصدقاء على تطبيق “سناب شات”.


انتقادات حقوقية واسعة

وصف محامي العائلة، أنور عثمان، ما حدث بأنه: “صفعة في وجه العدالة”،
مؤكدًا أن الشرطة تعاملت مع البلاغ بإهمال واضح، وأن عقبة اللغة تحوّلت إلى أداة تمييز ضد العائلات من أصول غير سويدية. وأشار إلى أن ما جرى يُظهر خللاً عميقًا في نظام الاستجابة الطارئة، مطالبًا بإجراء تحقيق رسمي حول تصرفات الشرطة، لافتًا إلى أن الإهمال ربما ساهم في مقتل الطفل الآخر، ليث، الذي لقي المصير ذاته بعد محمد بفترة قصيرة.



تجري المحاكمة المتعلقة بجريمة قتل محمد أمام محكمة ستوكهولم منذ مارس الماضي، حيث يواجه 18 شخصًا تهماً تتعلق بالاختطاف، والتعذيب، والقتل، والانتماء لعصابة إجرامية منظمة.
أما عائلة محمد، فلا تزال تعيش في صدمة، متسائلة:




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى