مقابل 300 الف كرون تستطيع تجميد جسدك بعد الوفاة وانتظار تطور العلم لكي تعود للحياة!
بين الأمل والجدل العلمي
الكثير في السويد والعالم يريدون الهروب من مصير الموت التقليدي، ولكن كيف يمكن ذلك؟ في العصور القديمة كان السحر والطقوس الأسطورية هي طريقة التفكير لتحقيق الخلود ، ولكن حالياً أصبح الراغبين بالهروب من الموت يراهنون على تطور العلم عبر تقنية تحفظ الجثث في درجات حرارة شديدة الانخفاض. هذه التقنية تعتمد على استبدال دم الإنسان بسائل مضاد للتجمد، وتخزين الجثمان عند -196 درجة مئوية باستخدام النيتروجين السائل، على أمل أن يأتي يوم تُطور فيه العلوم لإعادته للحياة.
ساميز دفع مايقارب 300 ألف كرون سويدي ( مبلغ 28 ألف دولار ) لمركز متخصص في حفظ الجثث بالتجميد، حيث يتم تعليق جثمانه رأسًا على عقب داخل خزانات مبردة. هذا المركز، الذي يخزن بالفعل أجساد 250 شخصًا، يشير إلى أن هناك 2000 شخص آخرين وقعوا عقودًا مشابهة ولكن ينتظرون موتهم لكي يتم تجميدهم.
ولكن الكلفة الحقيقة لحظ الجسد لمئات السنوات قد تصل إلى 2 مليون كرون (200 ألف دولار) هذا ما أعلن عنه مراكز أخرى تقدم هذه الخدمة.
انتشار التقنية في أوروبا
في ألمانيا، أيضا أسس الطبيب إميل كيندزيورا شركة “تومورو بيو” منذ عامين، لتقديم خدمات الحفظ بالتجميد في أوروبا. و تتراوح أعمار المشتركين بين 30 و50 عامًا، مع عدد مشتركين يقدر بـ 400 إلى 500 شخص. وتكلفة العملية تبلغ 200 ألف يورو، يخصص منها 120 ألف يورو لضمان تمويل تخزين الجثامين لأجل غير مسمى. ويتم تخزين الجثامين حاليًا في منشآت في سويسرا.
التحديات والشكوك العلمية
على الرغم من استخدام تقنية الحفظ بالتجميد لفترة طويلة في حفظ الحيوانات المنوية والبويضات، يرى الخبراء أنها ليست قابلة للتطبيق على الأعضاء البشرية أو الجثامين الكاملة.
-البروفسور ستيفان شلات من جامعة مونستر الألمانية يصف الأمر بأنه غير واقعي، مشيرًا إلى تعقيد الأعضاء البشرية. ويضيف أن الموت هو جزء أساسي من تطور الكائنات الحية واستمرار الحياة، حيث “يخلي الموت الطريق للجيل التالي ويجدد الحياة لتستمر نحو التطور وإذا توقف الموت توقفت الحياة المجددة”.
جاذبية التقنية بين الأمل والخوف
تقنية التجميد تجذب كبار السن والشباب على حد سواء، حيث يصفها الدكتور إيكهارد ناغل من جامعة بايروث بأنها “تعبير عن رغبة الإنسان في تحدي الموت”. الشباب مهتمون بالأسئلة حول مصيرهم بعد الموت وما إذا كانت هناك فرصة لاستمرار الحياة. يربط البعض التقنية بحلم “ينبوع الشباب” الذي يبحث عن الخلود، بينما يراها آخرون وسيلة لعدم استيعاب فكرة الموت كمصير حتمي.
تقنية الحفظ بالتجميد تمثل تقاطعًا بين الخيال العلمي والرغبة الإنسانية في البقاء، لكنها تواجه تحديات علمية وأخلاقية كبيرة. وبينما يأمل البعض في تحقيق حلم العودة للحياة في المستقبل، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للعلم أن ينتصر على قوانين الطبيعة؟ وربما السؤال الأصعب هو ما موقف الأديان السموية من هذه الافكار.. “العودة للحياة بعد الموت”!