مدينة مالمو جنوب السويد تعتمد الطريقة الكندية “Snap” للحد من انخراط الأطفال في الجريمة
أعلنت مدينة مالمو في جنوب السويد عن تبنيها هذا الخريف لبرنامج التدخل المبكر الكندي “Snap”، وذلك بهدف الحد من انخراط الأطفال في الجريمة، وفقًا لما أوردته صحيفة “Sydsvenskan”. يستهدف البرنامج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاماً، والذين يظهرون سلوكيات غير نمطية أو عدوانية. ويهدف البرنامج إلى الكشف المبكر عن هذه السلوكيات وتعزيز قدرة الأطفال على التحكم في اندفاعاتهم وإدارة مشاعرهم القوية.
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المبذولة لمواجهة تزايد تورط الأطفال والمراهقين في مالمو في جرائم خطيرة في الآونة الأخيرة. حيث لوحظت ارتفاعات ملحوظة في نسب الجريمة بين صغار السن، مما دفع السلطات إلى البحث عن أساليب جديدة للتدخل والوقاية.
التجربة الكندية “Snap”
تعود جذور طريقة “Snap” إلى كندا حيث تم تطويرها لأول مرة في عام 1985. وقد أثبتت الأبحاث الكندية فعالية هذا النهج في تقليص السلوكيات العدوانية بين الأطفال، حيث أشارت الدراسات إلى أن التدخلات التي تحدث قبل سن الثانية عشرة تكون أكثر فعالية بكثير من التدخلات المتأخرة.
وقد أظهرت البيانات أن 74٪ من الأطفال الذين خضعوا لهذا البرنامج قللوا بشكل ملحوظ من سلوكهم العدواني. كما انخفضت نسبة التغيب عن المدرسة بين المشاركين في البرنامج من 25 يوماً سنوياً إلى 4 أيام فقط، مما يشير إلى تأثيره الإيجابي على الأداء المدرسي والاستقرار الاجتماعي.
الوضع الإجرامي في مالمو
تشهد مالمو، خاصة في السنوات الأخيرة، تصاعداً ملحوظاً في معدلات الجريمة، مع تورط عدد متزايد من الأطفال والمراهقين في أنشطة إجرامية، بعضها خطير. تأتي هذه الظاهرة كنتيجة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المدينة، بما في ذلك العزلة الاجتماعية، والبطالة، وقلة الفرص الاقتصادية للشباب.
وترى السلطات في مالمو أن تبني أساليب مثل “Snap” يمكن أن يسهم في مكافحة هذه الظاهرة من خلال معالجة الجذور النفسية والسلوكية للمشكلة. إذ يسعى البرنامج إلى منح الأطفال الأدوات اللازمة للتحكم في سلوكياتهم قبل أن تتفاقم الأمور وتؤدي إلى انخراطهم في أنشطة إجرامية أكبر.
هل تنجح “Snap” في مالمو؟
يبقى السؤال حول ما إذا كانت طريقة “Snap” ستنجح في الحد من جريمة الأطفال والمراهقين في مالمو كما نجحت في كندا. ورغم أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية قد تختلف بين البلدين، فإن النهج القائم على التدخل المبكر والوقاية قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح.