محاكمة رجل وعائلته في السويد اعتدوا على زوجة الابن ليلة “الدخلة” بدواعي الشرف!
في السويد تعتبر قضايا العذرية لا قيمة لها في المجتمع فهذا أمر خاص بالفتاة لوحدها!… بينما أصبحت قضايا تتبع عذرية النساء في العديد من دول الشرق العربي مسألة شخصية وخاصة بين الزوجين، ولكن السويد شهدت مؤخراً قضية غير معتادة أثارت الكثير من الجدل. ففي محاكمة تُجرى اليوم بمحكمة لوليو شمال السويد، يواجه رجل ووالداه اتهامات بالاعتداء على زوجته الشابة وتهديدها بالقتل لأنها لم تنزف خلال أول علاقة زوجية، وهو ما اعتبروه “فضيحة شرف”.
تفاصيل القضية
وفقاً لما ذكره التلفزيون السويدي، هربت الزوجة، البالغة من العمر 21 عاماً، بعد عليها صباح يوم زواجها. طلبت المساعدة من الشرطة السويدية التي فتحت تحقيقاً في الواقعة وأحالت القضية إلى المحكمة، حيث بدأت اليوم جلسات المحاكمة.
بحسب بيان الاتهام، اعتبرت عائلة الزوج أن عدم نزف الزوجة أثناء العلاقة الزوجية الأولى دليل على أنها ليست عذراء، مما شكّل “إهانة لشرف العائلة”. على إثر ذلك، تعرضت الزوجة إلى الجسدي، بما في ذلك والتهديد من قبل الزوج ووالديه وأفراد آخرين من العائلة، ما دفعها إلى الاختباء منذ ذلك الحين.
المحامية ليزا لينتا، التي تمثل الزوجة في القضية، أشارت إلى أن استعادة الضحية لتفاصيل تلك الليلة المؤلمة خلال المحاكمة كان أمراً صعباً للغاية، لكنها مصممة على إيصال قصتها لتشجيع النساء الأخريات على مواجهة مثل هذه المواقف. وقالت لينتا: “إنه أمر صعب للغاية بالنسبة لها، لكنها تظهر شجاعة كبيرة لتسليط الضوء على قصتها وتشجيع النساء في ظروف مشابهة. نحن نعيش في السويد، وليس في عصور وسطى أو مجتمعات الكهوف”.
موقف المتهمين
نفى المتهمون الثلاثة (الزوج ووالداه) جميع الاتهامات الموجهة إليهم. ورغم أن العقوبات المحتملة في حال إدانتهم ليست مشددة، ترى المحامية لينتا أن لهذه المحاكمة قيمة رمزية كبيرة، كونها تشجع النساء الأخريات في السويد على الإبلاغ عن مثل هذه الجرائم.
وأضافت المحامية: “القضية توجه رسالة مهمة: الإبلاغ عن هذه الانتهاكات والتحدث عنها أمر ممكن ويستحق المحاولة، حتى في القضايا التي تتعلق بما يسمى شرف العائلة”. والجدير بالذكر أن الشابة، التي جاءت إلى السويد للزواج من المتهم الرئيسي، تواجه تحديات مضاعفة، إذ لا يمكنها العودة إلى بلدها الأم بسبب تهديدات محتملة بالتعرض إلى من عائلتها الأصلية. بينما قالت المحامية لينتا: “لا يمكنها أن تعيش بحرية في السويد ولا في بلدها الأم. حياتها أصبحت مقيدة ومليئة بالمخاطر”.