
في السويد، قد تعمل لسنوات طويلة بدوام كامل على أمل الحصول على تقاعد مريح، ولكن قد تكون النتيجة محبطة، حيث يلتهم التضخم وارتفاع الأسعار كل الطموحات والخطط التي وضعتها. فجأة، تجد نفسك تتقاضى راتب تقاعدي لا يتجاوز 11 إلى 15 ألف كرون شهريًا، رغم أنك كنت تعمل بجد ليل نهار. هذا الدخل يجب أن يغطي إيجار المنزل، المعيشة، فواتير الكهرباء، الإنترنت، وغيرها من النفقات الأساسية.
صدمة مالية للمتقاعدين في السويد
كشف تقرير جديد صادر عن شركة (Länsförsäkringar) أن العديد من المتقاعدين في السويد يواجهون صعوبات مالية أكبر مما كانوا يتوقعون قبل التقاعد.
أكثر الفئات تأثرًا بهذه الأزمة هم:
-
- النساء
- ذوو الأصول المهاجرة
- أصحاب الدخل المنخفض
- الأشخاص الذين لم يدخروا بشكل خاص واعتمدوا فقط على المعاش التقاعدي الحكومي
وأفادت الدراسة بأن ثلث المتقاعدين، خاصة الذين يعيشون بمفردهم، يعانون من ضائقة مالية بسبب المعاشات التقاعدية المنخفضة. حيث يكون متوسط دخلهم الشهري ما بين 8 إلى 14 ألف كرون، وهو مبلغ يجب أن يغطي رسوم السكن والنفقات الأساسية. أما الأزواج المتقاعدون، فيبلغ متوسط دخلهم المشترك 15 إلى 22 ألف كرون، وهو بالكاد يكفي للمعيشة، خاصة في ظل غلاء الأسعار.
اضطرار المتقاعدين لتغيير نمط حياتهم
تشير الدراسة إلى أن المتقاعدين ذوي الدخل المنخفض يواجهون صدمة معيشية تؤدي إلى عزلتهم أكثر فأكثر، حيث يضطر الكثير منهم إلى: الاعتماد على مدخراتهم الشخصية أو طلب مساعدات مالية من هيئات الدعم الاجتماعي (السوسيال). والانتقال إلى مناطق ذات إيجارات منخفضة، مما يعني ترك منازلهم التي عاشوا فيها لسنوات طويلة. وتقليل النفقات على الملابس، الأجهزة المنزلية، الترفيه، والسفر، مما يجعلهم معزولين في منازلهم بعيدًا عن الحياة الاجتماعية.
الندم على عدم الادخار المبكر
أظهرت الدراسة أن 22% من المتقاعدين يندمون على عدم ادخارهم بشكل كافٍ قبل التقاعد، حيث أن الادخار الشخصي في حساب توفير، أو الاستثمار في صناديق التقاعد الخاصة، يمكن أن يوفر دخلاً إضافيًا عند التقاعد. بينما قال 22% آخرون إنهم لم يتمكنوا من الادخار لأسباب اقتصادية، بسبب ضعف الدخل وارتفاع تكاليف المعيشة. ومع ذلك، أشار 94% منهم إلى أنه لو أُتيحت لهم الفرصة، لكانوا بدأوا الادخار مبكرًا، مما يؤكد أهمية التخطيط المالي في وقت مبكر لتحقيق استقرار مالي مستقبلي.
أهمية مراجعة الخطط التقاعدية
شددت الدراسة على ضرورة مراجعة الخطط التقاعدية سنويًا، وخاصة لمن هم في سوق العمل حاليًا. فمن يخطط للحصول على 10 آلاف كرون شهريًا عند التقاعد، قد يُصدم عندما يكتشف أن قيمة هذه الأموال بعد 20 عامًا قد تنخفض قوتها الشرائية لتصبح تعادل 5 آلاف كرون فقط بأسعار اليوم، بسبب التضخم.
لذلك، أوصى التقرير بضرورة: تحقيق التوازن بين المخاطر والعوائد الاستثمارية. وعدم تقليل المخاطر في وقت مبكر جدًا، حيث يجب أن يستمر رأس المال التقاعدي في النمو لمواكبة التضخم.
🔹 التقاعد في السويد لم يعد ضمانًا لحياة مريحة، خاصة لمن لم يخططوا ماليًا بشكل صحيح.
🔹 الادخار المبكر هو الحل الوحيد لتجنب الصعوبات المالية بعد التقاعد.
🔹 الاعتماد على المعاش الحكومي فقط لم يعد كافيًا لمواجهة تكاليف المعيشة المتزايدة.
الدرس الأهم؟ إذا كنت لا تزال في سن العمل، فابدأ التخطيط المالي والادخار الآن، لأن مستقبلك التقاعدي يعتمد على قراراتك اليوم!