ثقافة وتاريخ

ما هي “الجمعة العظيمة”؟ ولماذا يتذكرها المسيحيون؟ وما علاقتها بعيد الفصح !

يحتفل المسيحيون في ربيع كل عام ما يعرف بـ “الجمعة العظيمة”، والذي يأتي قبل  عيد الفصح، والذي يحتفى فيه بقيام المسيح من الموت. لكن ما لا يدركه البعض هو أن عيد الفصح –وهو في الأساس مناسبة يهودية ترمز إلى عبور اليهود خارج مصر- فيحتفل به أوائل الربيع. ووفقا لكتاب   الإنجيل المقدس فأن موت السيد المسيح على الصليب وقيامته حدثا في زمن قريب من فصح اليهود. 

 كما أن “الجمعة العظيمة” هو اليوم الذي يستذكر فيه صلب المسيح  يسوع في العقيدة المسيحية، أو النبي عيسى أبن مريم  كما في العقيدة الإسلامية.




ووفقا للمعتقد المسيحي اعتقل المسيح وحوكم لادعائه أنه ابن الله، وقضى الرومان بإعدامه صلبا ، حيث تعرض للضرب وأجبر على حمل صليب خشبي لموقع صلبه، حيث ثبت جسده عليه بمسامير وترك ليلقى حتفه، ووفقا للإنجيل أنزل المسيح من الصليب ودفن.




ويعتقد المسيحيون أنه توفي على الصليب لتخليص الإنسانية من خطاياها واستعادة علاقة الناس بالرب، ويصف العديدون هذا المعتقد بـ “الكفارة” (the Atonement).

وهذا يختلف عن ما جاء في العقيدة الإسلامية التي تعتبر المسيح هو نبي من عند الله ورسول جاء بكتاب سموي ، ثم رفع إلى السماء حياً  ولم يضرب أو يُصلب ، كما جاء في القرآن  ” وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ” ،   وأيضا يختلف عن الرواية اليهودية التي تعتبر المسيح شخص مدعي زنديق لا علاقة له لا بالنبوة ولا بالذات الإلهية 




وتعتبر “الجمعة العظيمة” (Good Friday) يوما يعبر فيه المسيحيون عن حزنهم وإقامة قداديس خاصة في الكنائس، وهو جزء من الأسبوع المقدس لدى المسيحيين خصوصا مسيحي الشرق، والذي يضم أيضا “أحد الشعانين” (Palm Sunday) و”خميس العهد” أو “خميس الأسرار” (Maundy Thursday).




ويتحدد توقيت “الجمعة العظيمة”، وفقا لموعد عيد الفصح اليهودي (Passover)، حيث يأتي أحد الفصح بعده بيومين.

أصل التسمية
تتضمن التسمية الإنكليزية للجمعة العظيمة كلمة “good” والتي تعني “جيد”.

ويشرح القسيس برينت سترون، البروفيسور في كلية التوراة بجامعة ديوك، لشبكة “إن بي سي نيوز”، أن ذلك قد يعود إلى كلمة “جيد” تدل في الإنكليزية القديمة على “ما هو صالح” أو “مقدس”، أي أن اليوم كان يرمز إلى “الجمعة المقدسة” قديما.




كيف يستذكر المسيحيون هذا اليوم؟
بعض المسيحيين يصومون خلال “الجمعة العظيمة” بينما يمتنع البعض عن تناول اللحوم.

وهناك من يقومون باستعادة الخطوات الأخيرة للمسيح خلال حمله الصليب الخشبي، وتنعكس هذه الرحلة بـ 14 محطة قام بها المسيح قبل صلبه حسب العقيدة المسيحية.




وفي بعض الدول يسير المسيحيون حاملين الصلبان وصورا أو تمثيل للمسيح ويعيدون تمثيل مشهد صلبه.
ورغم أن عيد الفصح يتضمن لهجة احتفالية، إلا أن قداديس الكنائس في يوم “الجمعة العظيمة” تستذكر مشهد صلبه وتضحيته.




ويحتفل ملايين المسيحيين حول العالم الأحد الـ21 من أبريل بعيد القيامة المجيد، وذلك وفقا للتقويم الغربي إذ تصلى الكنائس الكاثوليكية (الفاتيكان) وكنائس الروم واللاتين والكلدان والموارنة قداسات العيد ليلة السبت الـ20 من الشهر الجارى،
في نفس السياق، تحتفل الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي بعيد القيامة المجيد في الـ28 من إبريل، مثل مصر وروسيا وغيرها




وتعتبر جذور اختلاف الأعياد المسيحية بين الكنائس الغربية والشرقية تاريخية وشديدة التعقيد، وتعود أسبابها إلى التقويم الذي يعتمده كل منها حيث يصل الفارق بين التقويمين إلى 13 يوماً. ومن حيث انقسام الامبراطورية الرومانية بين امبراطورية شرقية – وامبراطورية غربية




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى