
هذا ما حل بلاجئ سوري من مشرد داخل مطار لمدة 7 شهور إلى رجل أعمال في كندا
بعد ما يقارب الخمس سنوات على انتشار قصته عالميا، عاد اللاجئ السوري حسان القنطار إلى الواجهة مجددا ولكن هذه المرة من “بوابة” كندا العريضة التي أبدلت صفة اللاجئ ومنحته جنسيتها وليتحقق حلمه بعد معاناة طويلة.
وتبدأ قصة اللاجئ السوري حسن القنطار بعد أن وصل أن علق بمطار كوالالمبور الدولي في مارس 2017 – وذلك عندما انتهت إقامته في الإمارات وحصل على تأشيرة دخوله إلى ماليزيا للسياحة ولكن ولم تسمح له السلطات الماليزية بالدخول كون التأشيرة غير صالحة ، ولا يوجد ذهاب لسوريا ولا عودة للإمارات أو أي بلد يستقله فكان مصيره الحياة داخل المطار 7 شهور كاملة -حتى قررت كندا استقبالها بمساعدة نشطاء كنديين .
حسان القنطار في المطار أثناء معيشته بالمطار
اليوم حسان حصل على الجنسية واصبح رائد أعمال في كندا ويدير عدد من الأعمال عبر شركته كما يدير منظمة إنسانية حقوقية ، وتم تحويل قصته لفيلم تسجيل كندي روائي ، واصبح ذو حضور إعلامي في الأوساط الثقافية والحقوقية –وقال: “أنا اليوم حسان الكندي، وأتمنى على كل اللاجئين في المخيمات وكل أولئك الذين يحلمون بالحرية في وجه الديكتاتوريين ومجرمي الحرب أن ينعموا بما أشعر به اليوم”.
حسان القنطار في المطار أثناء معيشته بالمطار الماليزي
مصيره أصبح مجهولاً
وكان القنطار يعمل مديرا للتسويق لدى شركة تأمين في الإمارات، إلا أن مصيره أصبح مجهولا بعد اندلاع الحرب السورية ورفض السلطات تجديد إقامته.
حسان القنطار عند وصول كندا
القنطار الذي بقي عالقاً عام 2017 لسبعة أشهر في مطار كوالالمبور بماليزيا قال في مقابلة مع “العربية.نت” إنه “وصل إلى ماليزيا وعاش فيها 4 أشهر، وفي ما بعد حاول مغادرتها إلى الإكوادور، لكن شركة الطيران التركية منعته من ذلك”.
ويقول القنطار “بعد ذلك بأسبوع، سافرت إلى كامبوديا، لكنها لم تسمح بدخولي وأعادتني إلى ماليزيا، ولأنني كنتُ أقمت شهراً إضافياً فيها قبل ذلك، رفضت ماليزيا أيضاً دخولي، ومنعتُ من المغادرة إلى دولة أخرى باستثناء سوريا لأنني كنتُ مُبعداً من كامبوديا”.
حسان القنطار أثناء وجود بالمطار الماليزي 7 شهور
ويتابع القنطار سرد حكايته قائلاً “لم تكن رحلتي إلى ماليزيا قد خطط لها مسبقاً، بل لأنها تمنح السوريين تأشيرة لثلاثة أشهر بمجرد الوصول إلى مطاراتها”.
قضية رأي عام
ويبدو أن القنطار قد تأقلم مع حياته في منطقة الترانزيت بمطار كوالالمبور، وتحولت قصته إلى قضية رأي عام بعدما بدأ بسردها على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال فيديوهات كان يبثها باللغتين العربية والإنجليزية، الأمر الذي أدى لتضامن الآخرين معه.
حسان القنطار -الآن في كندا
ويضيف القنطار في حديثه الذي جرى قبل سنوات “كنتُ أستحمّ في حمامات ذوي الاحتياجات الخاصة آخر الليل، وكانت شركة الطيران تقدّم لي ثلاث وجبات من الطعام يومياً، وكنتُ أنام تحت الأدراج أو على الكراسي، بينما ملابسي كان يغسلها أحد عمال النظافة في المطار ببيته مقابل المال”.
وعن هذه المغامرة يقول: “الحياة بمنطقة الترانزيت صعبة، وكنتُ أبدأ يومي بالتواصل مع الآخرين، خصوصاً بعدما تعرفت إلى محامين كنديين، لأجد طريقة للخروج منها، هذه كانت المشكلة الأساسية”.
ورغم وصول القنطار إلى كندا بمساعدة من ناشطة كندية تدافع عن حقوق اللاجئين، فإنه يرفض ذكر أسماء الصحافيين الذين عملوا على مساعدته في بداية الأمر.
وتضامن كثيرون مع القنطار خلال وجوده بمنطقة الترانزيت، وهم أجانب وفق قوله، لكنهم لا ينتمون لمنظمات إنسانية أو رسمية بل كل جهودهم كانت فردية.