لماذا لا يشعر السويديون بالخجل؟ الصدق أم الجرأة والمشاعر الباردة؟”
السويديون معروفون بطبيعتهم المباشرة وصراحتهم التي قد تكون محيرة للبعض من خارج ثقافتهم. مظاهر عدم الإحراج وعدم الخجل تظهر جلية في تفاصيل الحياة اليومية، سواء في الأماكن العامة أو العلاقات الشخصية. هل هذا السلوك ينبع من صدقهم واحترامهم للآخرين، أم أنه يُفهم أحيانًا على أنه جرأة وفظاظة؟ لنلقِ نظرة على بعض المواقف والأمثلة التي تبرز هذه الظاهرة.
1. العري في مناطق تبديل الملابس بالمسابح
من أبرز الأمثلة على عدم شعور السويديين بالإحراج هو موقفهم الطبيعي تجاه العري في غرف تبديل الملابس في المسابح أو الصالات الرياضية. بالنسبة لهم، الأمر مرتبط بالراحة الشخصية وعدم الهوس بالمظهر الجسدي. يتمتع المجتمع السويدي بثقافة تنظر إلى الجسد بشكل طبيعي، بعيدًا عن الخجل أو التصنع. في حين قد يرى البعض من الثقافات الأخرى هذا السلوك جريئًا أو غير مألوف، إلا أنه يعكس احترامًا لخصوصية الجسد وفصله عن الإيحاءات السلبية.
2. طلب الرجل من رفيقته أن تدفع حسابها
في السويد، فكرة الاستقلالية والمساواة بين الجنسين متجذرة بعمق. من الطبيعي جدًا أن يطلب الرجل من رفيقته أن تدفع حسابها عند الخروج معًا، دون أن يشعر بالحرج أو الحاجة إلى تبرير ذلك. يُنظر إلى هذا السلوك على أنه تعبير عن احترام استقلالية المرأة، وليس إشارة إلى بخل أو قلة اهتمام كما يرى القادم من الشرق الأوسط!.
3. رفض استقبال الضيوف في المنزل
“لا أستطيع استقبالك في المنزل”، عبارة قد تبدو قاسية أو محرجة في ثقافات أخرى، لكنها تُقال بسهولة في السويد. يعود ذلك إلى طبيعة المجتمع الذي يقدس الخصوصية. المنزل مكان شخصي للغاية، ويعتبر السويديون أن رفض استقبال الضيوف حق طبيعي لا يحتاج إلى أعذار إضافية. هذه الصراحة تُعتبر علامة على الاحترام المتبادل وعدم التلاعب بالمجاملات غير الصادقة.
4. المطالبة بالدفع الفوري لتعويض ضرر أو سداد دين
في السويد، الصراحة تمتد إلى الجوانب المالية. ليس من الغريب أن يطلب منك أحدهم دفع تعويض عن ضرر تسببته، أو استرداد أموال اقترضتها منه، بشكل مباشر ودون إحراج. في مجتمع يتسم بالنظام والوضوح، التعامل مع الأمور المالية بشفافية يُعتبر تصرفًا عاديًا يعزز الثقة بين الأفراد.
أسباب عدم الشعور بالإحراج
السويديين يعيشون في مجتمع يعزز المساواة والقبول، مما يقلل من الشعور بالحرج في كثير من المواقف. فمثلاً، لا يُعتبر الفشل في أمر ما عيبًا كبيرًا لأنه يُنظر إليه كفرصة للتعلم. كذلك الحياة الفردية للمجتمع تساهم في ذلك ، فالسويدي لا يحتاج لأي شخص أخر لا ذلك لا يحرج أو يخجل من التعامل بشكل مباشر وفاصل في أي موقف، لذلك لا يشعر السويدي بالضغط الاجتماعي الذي قد يجعل الشخص يخجل من أخطائه أو من التعبير عن نفسه بحرية.
هل السويديين لا يشعرون بالخجل لآنهم فظاظ؟
بالتاكيد لا .. أي شخص عاش في السويد يعلم أن السويديين لطفاء هادئين مسالمين ، والحكم على السلوك السويدي يعتمد على منظورك الثقافي. إذا كنت ترى الصراحة والحريات والخصوصية كقيمة إيجابية، فقد تجد السويديين نموذجًا يُحتذى به في الشفافية. ولكن إذا كنت تقدر اللباقة والمجاملات الاجتماعية، قد تعتبر سلوكهم فظًا أو جافًا.
إن عدم شعور السويديين بالإحراج والخجل يُظهر مجتمعًا يؤمن بالوضوح والصدق مجتمع لا يشعر بالخوف ، لكنه قد يترك انطباعًا غير مريح في بعض المواقف. التوازن بين الصراحة واللباقة هو المفتاح لفهم هذه الثقافة والتفاعل معها دون سوء تفسير. في النهاية، يمكن القول إن السويديين يضعون الصراحة فوق كل اعتبار، مما يثير الإعجاب لدى البعض والانتقاد لدى البعض الآخر.
ملاحظة : لا يتم إدخال المفاهيم الدينية في سياق التقييم -حيث انها تفرض على الشخص نظرة تقييم لا يمكن مناقشتها وفقا لمفهوم ثبات المفاهيم الدينية