لماذا جئت للسويد ؟ لأنني اعتقدت مثل الجميع أن الحصول على اللجوء والمال في السويد سيكون سهل
“أحمد” ، 29 عاما، طالب لجوء من العراق. وصل إلى السويد مع تدفق اللاجئين إلى أوروبا والسويد في خريف 2015 ،ومازال في السويد بلا أقامة ، يأمل بالحصول على أوراق اللجوء.
اسمي ” احمد” أنا قادم من العراق. في بلادي كنت أدرس بالجامعة ، كانت حياتي نسبيا مستقرة من الناحية المادية ، إلا أن المشاكل اليومية زادت بشكل كبير خاصة مع عائلتي ، فالأوضاع تتدهور بالعراق ، والدخل المالي سيئ ، لم أعد أشعر بالأمان ، الجميع يتكلم عن السفر لأوروبا ، انه الحديث الأهم والأكثر انتشار بين الشباب منذ عام 2003 وازداد بعد 2010 ، ويتوارثه الجميع جيل بعد جيل انه السفر والهجرة إلى أوروبا ، لقد خفت على حياتي ومستقبلي فقررت المغادرة.
ذهبت إلى تركيا، اعتقدت أنني سأتمكن من البدا بحياة جديدة بسرعة وسهولة ، عبر الهجرة إلى أوروبا … لكن تبين أنني كنت مخطئا. كنت أبيت مع بعض الأصدقاء بشقة صغير في تركيا ، بقيت في تركيا لنحو 4 شهور من الزمن، كان واضحا أن الانتقال إلي أوروبا سيكون صعب ومكلف وخطر وليس كما كنت اعتقد ، ولكن جاءت الفرصة عندما فتحت أبواب أوروبا وتدفق اللاجئين عبر تركيا إلى العمق الأوروبي في خريف 2015 ، وكنت واحد منهم ، عشرات الآلف تحركوا إنها فرصة لا تتكرر فالعبور مجانا …
من تركيا إلى اليونان إلي صربيا إلى المجر ثما النمسا، لحظة دخولي الأراضي النمساوية اعتقلت لعدة ساعات. ولكن لم يتم تبصيمي ، فالحدود مفتوحة وأوروبا لا تبصم إلا من أراد في هذه الفترة ، في قرارة نفسي لم أرد البقاء في النمسا، نصحني أصدقاء لي بالذهاب إلى السويد أو ألمانيا حيث اللجوء أسهل والحياة أفضل والمال أكثر، ووفقا لهم بقائي في النمسا أو أي دولة أوروبية اخري غير السويد وألمانيا سيكون كارثة لمستقبلي .
وصلت ألمانيا ، وبدأت مشاورات ونقاشات قصص اللجوء ، قال زملاء ما قضيتي ، قلت لهم سوء الأوضاع بالعراق والبحث عن مستقبل افضل ، قالوا لي هل انت مهدد من جهات تريد قتلك أو تهجيرك انت وعائلتك ؟، قلت لهم : لا …قالوا لن احصل علي اللجوء إلا لو كان لدي قضية خاصة ..تهديد بالقتل ، أو محاولة قتلي ، اعتقال ، تعذيب ، قتل أخي او عمي ….تهجيرنا من بيوتنا ..الخ
لحظة وصولي تقدمت بطلب لجوء في السويد ، ووجدت ايضا الآلاف من اللاجئين معي بالسويد ، وقرر البعض المواصلة لفنلندا ، لقد قالوا إنها افضل اللجوء أسهل والمميزات اكثر ، ” انه سوق ودعاية وأساطير يتداولها اللاجئين والمهربين في كل ما يفعلونه ” قالوا فنلندا لا يوجد بها مهاجرين ، والسويد ازدحمت باللاجئين ، ولكني مع ذلك قررت البقاء بالسويد ….
مباشرة اقتنعت ان السويد هي الوجهة التي تطغى على أحلامي. السويد اشعر إنها نقطة البداية لحياتي $.
وصلت إلى السويد في نوفمبر 2015 ، لماذا السويد يا احمد ؟ لأنني اعتقدت كما الجميع أن الحصول على الأوراق هناك سهل جدا أقامة سهلة سكن ، علاج ، مال ، عمل .سيارات .. .كل شيء… وجنسية بعد اربع سنوات بلا شروط ، .
ولكن الآن اتضح لي أنني وكل من كان يعتقد بهذه الفكرة كنا مخطئين !.
أريد البقاء في السويد برغم اني علمت انني مخطئ في كل ما سمعته واعتقدت به في الهجرة والسفر إلى اوروبا ..ولكن لا بديل الا البقاء في السويد !
أنا أود البقاء في السويد ، انا اعلم أن كل ما كنت اعتقده ليس حقيقي في السويد ، الإقامة صعبة ومؤقتة ، السكن بالمدن مستحيل ، الدراسة واللغة صعبة ، العمل حلم صعب المنال ، الاجور والرواتب محدودة مع غلاء المعيشة ، حتي بعد الإقامة الجميع يشتكي من سوء برنامج الترسيخ ، وضعف الدراسة وقلة العمل ، وصعوبة ان تسكن بمكان جيد … ولكن لا استطيع العودة إلى وطني ، يجب أن احقق القليل من المكاسب ..ليس مكاسب مالية بل أي نوع من المكاسب …..
فرص العمل بالنسبة للمقيم صعبة ، فما بالكم لطالبي اللجوء ..انها صعبة جدا ومهينة ايضا بالسويد ، مع ذلك عملت في إحدى ورش تصليح السيارات، إلا أنه أيضا كان مرحليا مقابل 1000 كرونه أسبوعيا وتعرضت لأصابه، وتركت العمل كون صاحب العمل اصبح لديه مشكلة مع العمل بالأسود.
الحياة في السويد لم تكن سهلة لي حتى الآن. لا يمكنني القول بأنني سعيد الآن، كل ما أريده هو الإقامة وعمل جيد وسقف يأويني، ولكني طبعا آمل بمستقبل أفضل. إذا نلت حق اللجوء ستتغير الأمور بالتأكيد.
أما إذا رفض لجوئي مرة أخرى، سيكون علي البحث عن بلد آخر لأتوجه إليه. لا أعرف الآن أي بلد سيكون ذلك، ولكن قد يكون من المفيد أن أبدأ بالبحث منذ الآن. برغم بصمة دبلن سوف تطاردني ولكن بالنسبة لي لا للعودة للعراق قبل ان احقق مكاسب لمستقبلي .