
لماذا شددت السويد سياسة الهجرة واللجوء .. هل الشعب السويدي لا يرحب باللاجئين؟
تسعى السويد من خلال أغلب الأحزاب البرلمانية والحكومة السويدية إلى إنهاء فترة سياسة الهجرة السخية التي اتبعتها في السنوات الماضية وأقرت السويد قوانين هجرة هي الأكثر تشدد في تاريخ السويد المعاصر لتنتهي فترة الرخاء والترحيب باستقبال اللاجئين في السويد .. فلماذا هذا التغير في سياسة السويد الذي عُرفت بأنها البلد المرحب بالمهاجرين !.
تريد الحكومة السويدية سياسة هجرة مقننة بتنظيم كامل وهذا رأي الحزب الاشتراكي ,, بينما تريد المعارضة السويدية تشديد مطلق .. ويظل حزب اليسار والبيئة بنسبة برلمانية لا تتجاوز 15 بالمائة يطالبون بسياسة هجرة سخية . والنتيجة النهائية – تمرير سياسة الهجرة المشددة التي أعلن عنها في صيف 2021 ”
المقترحات الجديدة لسياسة الهجرة السويدية والتي بلغ عددها 26 نقطة ، ركزت على تغيير القوانين الخاصة بمنح الإقامات لتكون الإقامات في السويد مؤقتة بشكل عام ، وكيفية لم شمل العوائل لتكون وفقا لشروط الدخل والعمل . فلماذا هذا التشدد في بلد مثل السويد كان دائما مستقبل سخي للاجئين ؟؟
وفقا لراديو السويد ، فأن سياسة الهجرة السويدية كانت دائماً مصدر مناقشات وتساؤلات الأحزاب السويدية منذ عقدين وازدادت لتكون اكثر جدل خلال السنوات العشرة السابقة . وفي الآونة الأخيرة خاصة بعد الموجة الكبيرة التي استقبلتها السويد في 2015 . حدثت مشكلات على جميع الأصعدة في المجتمع السويد ي، الذي كان يعتقد انه قادر على استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين . ولكن كانت الصدمة .. أن أعداد اللاجئين غير محتملة حيث استقبلت السويد 290 ألف لاجئ خلال 2015-2017
ظهرت المفاجأة السلبية عندما أصبح المجتمع ومنظومة الرفاه الاجتماعية السويدية ، غير قادرة على تلبية الطلب المتصاعد على الخدمات ، فجاءت أزمات في قطاع الصحة ، والمدارس والإسكان وسوق العمل ، بجانب مشكلة الاندماج الاجتماعية والسياسية ، وزيادة وتيرة الجرائم التي يتم ربطها بالهجرة المفتوحة .
وفي تقرير راديو السويد ، فأن تصاعد وتيرة الجريمة في المجتمع السويدي ومشكلة سوق العمل كانت حجز الزاوية في توجيه الاتهام للهجرة واللجوء السخية ،و بانها السبب في كل ذلك .
هذه الأمور دفعت بأحزاب المعارضة وخاصة حزب سفاريا ديمقراطي المعروف بتشدده ورفضه لسياسة الهجرة برفع نقاطها و ازدياد شعبيتها داخل الشارع السويدي .
يقول خبراء سويديين وفقا للتقرير الذي نقله راديو السويدي ، أن الشعب السويدي ليس عنصري أو كاره للأجانب والمهاجرين ، ولكن اضطر لربط سوء الخدمات والجريمة وضعف سوق العمل والاقتصاد بتدفق المهاجرين للسويد ، ولذلك بدأت المطالب من الناخبين بوقف وتحجيم وتنظيم الهجرة القادمة من الخارج لكي يستطيع من في الداخل أن يستقر بحياة مستقرة ورفاهية مستمرة ,
وبالفعل تغير المزاج الشعبي في السويد فليس المواطنين السويديين فقط يرغبون بخفض أعداد الهجرة ، بل والمهاجرين انفسهم اصبحوا اكثر ميل لوقف تدفق المهاجرين للسويد ، لإحساسهم بأن الأعداد الكبير للمهاجرين لها تأثير سلبي كبير على استقرارهم في السكن والعمل والحصول على الخدمات .
كل هذا دفع أحزاب السلطة كالاشتراكي الديمقراطي وأحزاب يناير بالسير باتجاه أحزاب المعارضة وتلبية رغبة الناخبين ، وبالتالي كسب الشارع السويدي ، وإعادة النظر في سياسة الهجرة والكثير من المعطيات المتعلقة باللاجئين في السويد لأن الموضوع تحول إلى قضية رأي عام كبيرة في السويد
فعندما شهدت دول أوروبا توافد مئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين في خريف العام 2015، ألقى رئيس وزراء السويد، ستيفان لوفين خطاباً في تظاهرة نظمت من أجل اللاجئين ، حيث أكد فيها أن السويد سترحب بالفارين من الحرب بتضامن مشترك ، وأن السويد أوروبا لن تبني جدراناً في وجه اللاجئين . لكن يبدو أن السويد وحتى أوروبا بدأت الآن بتغيير استراتيجيتها في هذا الخصوص وسوف تبني حصون وقلاع لمنع تدفق اللاجئين إليها ، وغالبا انتهى بشكل أو آخر انتهى عصر الترحيب باستقبال لاجئين جدد في السويد .