هاجر معنا

للراغبين باللجوء لبريطانيا ..الإجراءات التي يواجهها المهاجرون عند وصولهم إلى بريطانيا؟

يحاول آلاف المهاجرين سنويا عبور بحر المانش لبلوغ أراضي المملكة المتحدة. وبالنسبة لأولئك الذين نجحوا بالوصول، تبدأ رحلة أخرى في متاهات الإجراءات الإدارية والقانونية البريطانية للحصول على اللجوء.

خلال ستة أشهر فقط، اعترضت قوة الحدود البريطانية أكثر من خمسة آلاف شخص على طول سواحلها. حاولوا جميعا عبور القناة البحرية من فرنسا على متن قوارب صغيرة، رغم الطقس البارد والرياح والتيارات. فالوصول أخيرا إلى المملكة المتحدة هو انتصار بحد ذاته، لكنه أيضا بالنسبة لمعظم المهاجرين، بداية عملية إدارية طويلة.




الوصول إلى الضفة البريطانية

غالبا ما تبدأ الإجراءات الإدارية في ميناء دوفر، “حيث يتم إحضار غالبية القوارب التي اعترضتها” السلطات، كما يوضح الأخصائي الاجتماعي لون تورونديل في تقريره “المنفيون على الحدود البريطانية: بحث عن محاولات وعبور بحر المانش 2018-2021”. في “حالة الطوارئ” فقط، يقدم خفر السواحل المساعدة الطبية. ثم يتوجب على جميع الأشخاص الذهاب إلى موقع Tug Haven في نهاية رصيف الميناء.

في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2020، نددت المفتشية الملكية البريطانية للسجون (مفتشية صاحبة الجلالة للسجون HMI)، في تقرير، ظروف الاستقبال السيئة للغاية في المكان، الذي يبدو وفقا للمفتشين أنه “موقع بناء”. وداخل “حاويات ضيقة دون نوافذ” تجري قوة الحدود الفحص الأول من أجل “فرز” الأشخاص.




ثم ينقل المهاجرون إلى وحدة الاستقبال في كينت (Kent Intake Unit)، قرب محطة العبّارات على الجانب الآخر من الميناء. ويتمكنون من “التقدم بطلب لجوء، وإجراء مقابلة أولى قبل إطلاق سراحهم”، كما جاء في الدراسة التي تضيف أن “فرونتير هاوس، وهو مبنى آخر يقع في فولكستون ويتبع لوكالة الحدود البريطانية، يُستخدم أيضا لفترة قصيرة لاحتجاز الأشخاص الذين يصلون بالقوارب”.





منذ نهاية عام 2020، حددت السلطات مرافق أخرى يمكن نقل المهاجرين إليها، مثل مركز احتجاز وطرد النساء في Yarl’s Wood. ويقع المركز في بيدفوردشاير، على بعد حوالي 100 كلم شمال لندن. وكانت السلطات أفرغت المبنى لتحويله إلى مركز استقبال للمهاجرين الذين يعبرون القناة، حيث يمكنهم الخضوع لفحوصات طبية هناك، كما يقول تقرير لون تورونديل. وذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن “الموقع الذي افتتح في عام 2001 يمكن أن يستوعب ما يصل إلى 400 محتجز”. بالإضافة إلى هذه الهياكل، هناك “فنادق وثكنات عسكرية سابقة” يُنقل إليها المهاجرون أيضا.




الخطوة الأولى: طلب اللجوء

وبالتالي، يمكن للمهاجرين التقدم بطلب لجوء في هياكل الاستقبال الأولى هذه. وبالنسبة لأولئك الذين لم يفعلوا ذلك فور وصولهم، يجب عليهم أخذ موعد “في وحدة الفحص في كرويدون، جنوب لندن، وفقا لمقال نشرته القناة البريطانية Inews. وسيجرى مقابلات معهم، حيث يسجل موظف الهجرة الطلب ويسأل عن التفاصيل الأساسية للفرد”.





بعد تقديم طلب اللجوء، يمكن للمهاجرين البقاء لعدة أسابيع في مراكز الاحتجاز المؤقتة، قبل منحهم “أماكن إقامة متفرقة” في مكان آخر في المملكة المتحدة. مع قدر أكبر أو أقل من الحظ، يمكن أن يكون السكن الجديد مريحا، كمنزل مشترك مع لاجئين آخرين، أو في أحد الفنادق الاجتماعية أو مراكز الشباب التي لا تخلو من “الجرذان والصراصير والعفن على الجدران”، بحسب ما يؤكد تيم نوار، مدير منظمة Refugee Action غير الحكومية نقلا عن Inews.




الخطوة الثانية: المقابلة مع وزارة الداخلية

بعد مقابلة أولى عند وصولهم، ينتظر المهاجرون من جديد. هذه المرة مسؤولون من وزارة الداخلية يقررون ما إذا كان الشخص سيحصل على حق اللجوء أم لا. ولمساعدتهم، يمكن لطالبي اللجوء توكيل محام، توفره لهم المساعدة القانونية البريطانية. ووفقا لـInews، قد يأتي موعد هذه المقابلة “بعد أسابيع قليلة من الوصول إلى المملكة المتحدة أو بعد ذلك بأشهر، اعتمادا على مدى تعقيد القضية”.




في انتظار هذه المقابلة والقرار اللاحق، لا يُسمح لطالبي اللجوء بالعمل. وكمساعدة مالية، تمنحهم وزارة الداخلية 39.60 جنيها إسترلينيا كل أسبوع. رسوم رمزية مقارنة بتكلفة المعيشة الباهظة في المملكة المتحدة.




كام، مهاجرة تنتظر مقابلتها بعد أن توجهت إلى المملكة المتحدة مع ابنتها الصغيرة خوفا من أن تتعرض للختان في بلدها الأم، تقول “أخذت الكثير من الملابس من الشوارع”. من أجل أن تنجو، “كان على الشابة أن تشتري طعاما منتهي الصلاحية [الوحيد الذي تستطيع تحمل كلفته] وأن تستخدم مراكز توزيع الطعام”، بحسب وسائل الإعلام البريطانية.




بمجرد الانتهاء من المقابلة، يجب على المهاجرين التحلي بالصبر، لاسيما وأن القرار النهائي قد يستغرق أشهرا أو حتى سنوات. وليست لكل الجنسيات نفس فرص الحصول على اللجوء. وفقا لبيانات وزارة الداخلية، في عام 2019، مُنح 63% من الإيرانيين حق اللجوء في المحاولة الأولى، مقارنة بـ 19% فقط من الألبان. وفي حالة الرفض، يمكن للمتقدمين استئناف القرار.




والأشخاص الذين حصلوا على وضع لاجئ لهم الحق بالبقاء في المملكة المتحدة لمدة خمس سنوات. لكن في بعض الأحيان، تبدأ تحديات جديدة، فبمجرد منحهم أوراق الإقامة، يضطر اللاجئون إلى مغادرة السكن المؤقت المخصص لهم. وإذا لم يتمكنوا من العثور على عمل وسكن، فيمكنهم اللجوء إلى جمعيات مساعدة اللاجئين.




ماذا عن القاصرين غير المصحوبين؟

يعتبر مجلس مقاطعة كينت (KCC) المسؤول الوحيد عن رعاية القصر غير المصحوبين الذين عبروا القناة. ولحوالي شهرين، تستضيفهم السلطات في مركز مخصص في دوفر أو آشفورد. ويعهد لكل قاصر أخصائي اجتماعي، ينشئ ملفا يتناسب مع عمره وجنسه. تقول بي بي سي “يتم إرسال الأولاد دون سن 16 وجميع الفتيات إلى أسر حاضنة أو دور رعاية متخصصة. ويرسل الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما إلى مركز ميلبانك في آشفورد لمدة شهرين تقريبا، قبل وضعهم في سكن مشترك يتمتعون فيه بمرافقة جزئية”.




لكن منذ 14 حزيران/يونيو، رفض مجلس مقاطعة كينت قبول المزيد من الشباب، بعد أن وصل إلى أقصى طاقته. لذلك ينتظر القاصرون في وحدة الاستقبال في كينت في ميناء دوفر، لتأمين مكان لهم من قبل الخدمات الاجتماعية في أماكن أخرى من البلاد. وضع سبق أن واجهته السلطات البريطانية في أيلول/سبتمبر 2020.




من جهته، ندد المدافع البريطاني عن حقوق الطفل بالتأخير الطويل في عمليات النقل، إذ يُترك “الأطفال الذين نجوا من رحلة خطرة بالقارب […] ينتظرون حوالي 72 ساعة في وحدة احتجاز، دون إمكانية الوصول إلى أماكن استحمام أو النوم في أسرّة، بينما ينتظرون مساعدين اجتماعيين من مكان آخر لاصطحابهم”.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى