أخبار اقتصادية

“اليورو” بدلاً من الكرون السويدي قريبا.. السويد تتجه للتخلص من الكرون الضعيف

29/3/2025

  السويد في طريقها لاعتماد العملة الأوروبية الموحدة اليورو، وسط تزايد المشكلات الاقتصادية المرتبطة بتقلبات سعر صرف الكرونة السويدية. فعلى الرغم من أن السويد كانت مؤهلة للانضمام إلى منطقة اليورو عند إنشائها في عام 2002، إلا أن استفتاءً شعبيًا آنذاك أدى إلى رفض اعتماد العملة الأوروبية، ما أبقى الكرونة السويدية كعملة وطنية. ولكن، ومع التحديات الاقتصادية الحالية، يبدو أن الموقف الشعبي والاقتصادي تجاه اليورو بدأ يتغير.



 ولكن تراجعت قيمة الكرونة السويدية بشكل ملحوظ أمام كل من اليورو والدولار، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاستيراد وزيادة التضخم. كما أن عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي جعل العديد من أصحاب الشركات والمستثمرين يرون في اليورو خيارًا أكثر أمانًا لتعزيز الاستقرار المالي في السويد.



وفقًا لاستطلاع رأي أجرته شركة إبسوس المتخصصة في أبحاث السوق، فإن غالبية أصحاب الشركات في السويد يدعمون الآن فكرة انضمام البلاد إلى منطقة اليورو، حيث يرون أن ذلك سيساهم في تعزيز التجارة والاستثمار مع بقية دول الاتحاد الأوروبي. كما أن نسبة كبيرة من السويديين باتوا يعتقدون أن استخدام اليورو سيمنحهم استقرارًا ماليًا أكبر، خاصة عند السفر والتنقل والاستثمار داخل أوروبا.



أظهر استطلاع رأي حديث أجرته إبسوس  أن 61% من السويديين يؤيدون الآن اعتماد اليورو كعملة وطنية، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بنتائج استفتاء عام 2003، حيث لم تتجاوز نسبة المؤيدين حينها 15%. ووفقًا لمحلل الرأي في إبسوس، يوناس فريتس، فإن عدم استقرار الاقتصاد العالمي والمشاكل التي تواجهها السويد والكرونة السويدية الضعيفة كلها عوامل دفعت المواطنين إلى إعادة التفكير في موقفهم من اليورو.



فوائد ومخاطر تبني اليورو
الفوائد:
استقرار اقتصادي أكبر بفضل ارتباط العملة السويدية مباشرة بمنطقة اليورو.
تعزيز التجارة والاستثمار مع بقية دول الاتحاد الأوروبي دون الحاجة إلى تحويل العملة.
تقليل تكاليف الصرف الأجنبي عند السفر أو القيام بالأعمال التجارية الدولية.



المخاطر:
فقدان السيطرة على السياسة النقدية، حيث ستكون السويد ملزمة بقرارات البنك المركزي الأوروبي.
احتمالية التأثر بالأزمات المالية الأوروبية، كما حدث في أزمة منطقة اليورو في العقد الماضي.
المعارضة الشعبية المستمرة من بعض الفئات التي ترى في الكرونة رمزًا للسيادة الوطنية.



حتى الآن، لا توجد خطة رسمية من الحكومة السويدية لإجراء استفتاء جديد بشأن الانضمام إلى منطقة اليورو، ولكن تزايد الضغوط الاقتصادية قد يدفع السياسيين إلى إعادة النظر في هذا الخيار. في النهاية، سيكون القرار بيد الشعب السويدي، والذي يبدو أنه بدأ يغير نظرته تجاه العملة الأوروبية الموحدة.



بينما كان السويديون في الماضي مترددين بشأن التخلي عن الكرونة السويدية، يبدو أن الواقع الاقتصادي اليوم يدفع المزيد منهم إلى إعادة التفكير في خيار اليورو. ومع استمرار النقاش السياسي والاقتصادي، يبقى السؤال الأهم: هل ستتخذ السويد الخطوة الحاسمة نحو اعتماد اليورو، أم ستواصل التمسك بعملتها الوطنية رغم التحديات؟




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى