أخبار السويدقضايا اللجوء

لاجئة فلسطينية بعد 6 سنوات انتظار في السويد تواجه الترحيل وقطع المساعدات من الهجرة السويدية

بعد نحو ست سنوات من وجودها في السويد، تجد أمينة (أسم مستعار) وهي فلسطينية من غزة  ، نفسها في مواجهة ترحيل إجباري من السويد  ، ولكن ليس لوطنها المحاصر غزة …، وإنما  إلى مصر. وعلى الرغم من كل الالتماسات التي تقدمت بها لمصلحة الهجرة السويدية ..بأن مصر ليس وطن لها ،  تصرّ مصلحة الهجرة على قرارها.




وقبل أشهر، تحوّلت أمينة التي تعيش وحيدة وتعاني من إصابة حرب سابقة في غزة ، إلى  لاجئة غير شرعية ، ما يعني “وقف المساعدات عنها من سكن ومساعدات مالية ورعاية طبية وسحب هوية اللجوء .. كون أن أمينة عازبة .




وتشرح أمينة ظروفها الصعبة، مشيرة إلى “أخطاء يرتكبها موظفون مسؤولون في مجال الهجرة، علماً أنّ عدداً من الذين يقيّمون  حالتها  هم من العرب”. وتقول أمينة :- أنّه “على الرغم من أنّني أملك كل الوثائق التي قدمتها لهم قبل سنوات، فإنّهم يشككون في كوني من غزة”.




ولطالما تعاملت السلطات السويدية مع الفلسطينيين الآتين من غزة والضفة الغربية بكثير من التردد في ما يخصّ منحهم إقامات أو تجديدها. وكما هي الحال مع أمينة، فإنّ فلسطينيين كثراً تحوّلوا بعد سنوات من الاستقرار في السويد   إلى لاجئين غير قانونيين.




ويؤدي ذلك إلى خسارة كل شيء وخسارة سنوات من عمر اللاجئين ، إذ تتوقف الأعمال والدراسة ويُمنع الأفراد من المراجعات الصحية، علماً أنّ ثمّة من يعاني أمراضاً مزمنة.

وتشير أمينة إلى أنّه “حين طُلب منّي إحضار جواز سفر فلسطيني جديد، قمت بذلك وقد حصلت عليه كما العادة من خلال توكيل الأهل في غزة.






وعلى الرغم من ذلك ومن توفّر عشرات الوثائق حول أهلي ومسقط رأسي، بما فيها شهادات ميلاد وصور، فإنّ موظّفَين الهجرة السويدية يشككون بجواز سفري وبجنسيتي وبتصديق السفارة الفلسطينية في السويد”.




تضيف أنّ ذلك منعها في الأشهر الثلاثة الماضية من شراء الأدوية اللازمة، وتقول: “أعاني من ضرر بالغ في ذراعي التي لا أستطيع تحريكها نتيجة إصابة سابقة في العدوان على غزة ، وعلى الرغم من ذلك يمنعون عني الدواء وأنا غير قادرة على زيارة طبيب”.






ولعدم تحمل أمينة لكل هذه الضغوطات قالت لهم:- ” رحّلوني إلى أهلي في غزة . لكنّ ثمّة إصراراً غريباً يقضي بترحيلي ليس إلى مسقط رأسي في غزة، بل إلى مصر” حيث تشك مصلحة الهجرة السويدية أن أمينة من فلسطيني مصر .




وتشرح أمينة أنّ “من يُرحّل عادة إلى بلده يُمنح مبلغاً بسيطاً 30 ألف كرون سويدية (نحو3500 دولار أميركي لتدبير أموره في خلال الأشهر الأولى في الوطن). لكنّ الترحيل إلى بلد آخر يلغي منحك أيّ مساعدة.

وتقول أمينة : – للأسف، حين أشرح لهم أنّني امرأة بلا معيل … ولا أستطيع  السفر  إلى القاهرة و  تدبّر  أمري  حتى أصل إلى غزة، كما يطلبون،… ولكني لا أجد آذاناً صاغية. لا أحد يبالي”.

 




من جهتها، لم تفلح محاولات أمينة في هذا الإطار، وتقول إنّ الأمر أدّى إلى “محاصرتي أكثر. ولم أعد أقوى على الإنفاق على نفسي  . ولأنّهم منعوا عنّي  المساعدات، أصبحت أبيع كل ما أملكه .. واسكن لدى احد القريبات ..  لأتمكّن إعالة نفسي  ومن تأمين مأكلي .. لا استطيع ولا أرغب بالحصول دائماً على مساعدات الآخرون .

 




وعند الاطلاع على جواز سفر أمينة، يمكن التأكد بالفعل من أنّه صادر رسمياً عن السلطة الوطنية الفلسطينية وبرقم وطني، ما يعني أنّها بالفعل من غزة. وما تعانيه أمينة يعانيه كذلك عشرات الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية الذين حوّلتهم السلطات السويدية  إلى “لاجئين مرفوضين غير شرعيين “، علماً أنّ منهم من يقيمون في السويد منذ سنوات طويلة ومنهم من لديه عائلة وأطفال .




وحين كرّرت  لهم أمينة أنّها من غزة وليست من مصر، أجابوا: “يمكنك أخذ الحافلة إلى غزة”. وتقول  أمينة: “بكل بساطة هؤلاء يجهلون الوضع وغير مبالين بأنّني امرأة ومريضة ولا أستطيع السفر، خصوصاً أنّ لا أقارب لي في مصر”.






مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى