كارولا ماجنس: للمهاجرين في السويد لا تُعلم ابناءك ثقافة “أضرب من يضربك” واستخدم ما سأقوله لك
قالت كارولا ماجنس وهي عالمة علم الاجتماع ومديرة في خدمات الرعاية الاجتماعية السويدية “السوسيال” في لقاء صحفي ، لقي رواجا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي : – ” إن بيئة العنف تبدأ في المجتمعات المهاجرة في السويد من خلال تربية الآباء التي تبدا بتعليم أطفالهم ثقافة ، “من يضربك أضربه ومن يعتدي عليك أو على اختك يجب الرد بقوة عليه!”
وهذا خطأ تربوي كبير وعلى هؤلاء الآباء التوقف عن تعليم أبنائهم ثقافة من ضربك أضربه ، فالكثير من قضايا رعاية الأطفال بمراكز الرعاية الاجبارية للسوسيال تتعلق بعنف التربية للآباء مما أدى لأبنائهم بإن يكونوا ممارسين لعنف يعاقب عليه القانون وهم في سن المراهقة . ان تربية الطفل تحتاج سنوات من التوجيه والتعليم وليست كلمتين يقولها الأب أو الأم لأبنائهم “اضرب من يضربك”
يتحدث أحد الآباء عن تجربة عنف تعرّض لها ابنه، وكيف تعرض ابنه لعنف واسع وتعرضه للإصابة نتيجة أنه دفع احد زملاءه من خلفية مهاجرة في المدرسة ، فوجد ابنه عنف لا محدود من زميله وطفل أخر هو أخو زميله .. ومع تحقيق المعلمين حول الحادث قال الطفلين لقد علمهم والدهم قاعدة ” من يضربك عليك ضربه بقوة أنت وأخاك ! ” .
وتقول “كارلوين” هذه الحالة موجودة في المجتمع السويدي ولكنها ليست ثقافة بل حالات منعزلة ولكن العكس في مجتمع الخلفيات المهاجرة حيث تكون ثقافة راسخة لهم جميعاً تقريباً
فما الذي يجعل طفلا يبدأ بالاعتداء؟ أسباب عديدة ، ولكن لا يجب أن لا تكون توجيهات من الآباء لأطفالهم كما تقول ” كارولا ماجنس “
وتؤكد ” كارولا ماجنس “أن هؤلاء الآباء جاؤوا من مجتمعات لا سيادة للقانون فيها ولا سلام مجتمعي ، حيث تكون التقاليد والأعراف المجتمعية سائدة وهي ثقافة مليئة بالعنف والذكورية ، ولا زالوا يستخدمون هذه الثقافة في تربية أطفالهم في السويد ، ولا يعلمون إنهم يزرعون بذرة العنف والانحراف المجتمعي في أطفالهم .
وأضافت : إنهم يعرضون أبناءهم للخطر من خلال توجيههم لخوض صدام مع الآخرين قد ينتهي على سبيل المثال بتعرض أبنائهم لعنف مفرط من أشخاص أقوى منهم . مثل حادثة مالمو عندما تعرض طفل للعنف في المدرسة ولم يستطيع الدفاع عن نفسه والرد على عنف زميله لأنه أقوى منه فذهب واستخدم سكين وكانت النتيجة مصرع الطفل بالسكين في “المشاجرة”
وتؤكد “كارلوين ” أن المشكلة تبدء من مرحلة مبكرة في المدارس الابتدائية وتكون في صورة محدودة ، ولكنها تتسع في مرحلة المدارس الإعدادية بين المراهقين ،حيث لاحظنا أن المراهقين من خلفية مهاجرة غير مسالمين بنسبة كبيرة ولديهم رد فعل عنيف تجاه أي مشكلة مع زملاء غرباء عنهم .
لذلك تظهر ” مجموعات العصابات المدرسية” التي تبدأ فرض سيطرتها وسطوتها والدخول في نزاعات مع مجموعات أخرى ، إن هذه الصورة هي صورة مصغرة لما يحدث في أعلى هرم الجريمة للعصابات المنظمة في السويد .
وتؤكد كارولين أن “اضرب من يضربك”.. تعد أسوأ نصيحة للطفل على الإطلاق – يجب التوقف عن غرز العنف داخل ابناءكم . ولكن ماذا يجب أن يفعل الطفل الذي يتعرض للعنف والتنمر ؟ . هل عليه الاستسلام والسكوت كجبان منهزم ؟
تقول “كارلوين ماجنس” ، بالطبع لا ، وأضافت :- أنها تكلمت مع أم لثلاثة أطفال من خلفية مهاجرة ، قالت لها الأم “إنها علمت أبنائها سابقاً وهم أطفال أن يضربون من يضربهم، قائلة: “سأعلم طفلي ضرب من يضربه، وأنا لست آسفة على ذلك. أدرك أن هذا يبدو قاسيا، وقبل أن يتهمني الجميع بتربية [فتوة ]، يجب توضيح أنني لا أتحدث عن جعل طفلي متنمرا، لكنني أتحدث عن قدرة طفلي على الدفاع عن نفسه إذا احتاج إلى ذلك. هذا يتعلق بساحة المدرسة وفي الصف .. ولو لم يفعل أبني ذلك فلن يحصل إلا على الضرب من زملاءه ثم حلول سلمية بالاعتذار له .. وهذه نتيجة غير جيدة لي ولابني “.
وتجاوب كارولينعلى الأم بالقول :- بالفعل أمر مؤسف لا يمكن أن نجعل أبناءنا جبناء أو يتعرضوا للإهانة ولا يستخدمون حق الدفاع عن النفس : – ولكن القاعدة الأساسية أن بيئة المدرسة السويدية يجب أن تكون آمنة وهي بالفعل كذلك باستثناء الحوادث الاعتيادية – كما أننا لو طبقنا قواعد الالتزام والتربية على الجميع فسوف نتخلص من مشكلة العنف والتنمر – ولكن نحن نرى أن الوالد الذي ينصح طفله بضرب من يضربه، هو والد يعطي الشرعية لطفله باستخدام العنف كــ اسلوب حياة ،
وحينما ينجح الطفل بالفعل في استخدام العنف في رد اعتداء وقع عليه، فقد تجده يستخدم العنف لاحقا في الاعتداء على الآخرين و أغلب مواقف حياته، قد يستخدم الأطفال العنف للتعامل مع الإحباط وخيبة الأمل والغضب، والحصول على أشياء ليست من حقهم ، سيُصبح العنف بالنسبة إليهم أسلوب حياة وطريقة فعّالة لحل المشكلات التي يواجهونها ، وهم يفعلون ذلك لأنه قد ثبت لهم بالتجربة أن هذا الأمر فعّال وهو الحل لكل مشكلة . إن عنفهم وتهديدهم بالعنف يجلب لهم ما يريدون، بل إن العنف كان هو الطريقة التي مكنتهم من اكتساب القوة ولكن هذه دوامة من السلبيات .
تقول كارلوين : – إن تعليم الأطفال وتربيتهم أمر شاق فعلاَ وليس بقول “جملتين” أذهب واضرب ” أو توقف عن فعل ذلك ؟؟ إنه أسلوب حياة كامل لسنوات طويلة . يجب تعليم الأطفال أن يتفاعلوا مع الآخرين من خلال التعاطف واللطف أولا. امنحهم خيار الابتعاد عن المواقف الحساسة التي قد يتصاعد خلالها العنف ويقومون بتبليغ البالغين ، وأيضا اشرح لهم متى يكون الرد مقبولا.
وفي طور فهم الطفل لجميع ردود الفعل المتاحة له، سيتعلم كيفية تحديد التصرف الأمثل وفقا للموقف. مثلا عندما يصبح في المدرسة ، ويرى شخصا ما يحاول مضايقة أخته – لا يجب أن يستخدم قبضته كأول رد فعل ولا السباب والتهديد بالضرب ، وإنما التحذير والتنبيه ثم إبلاغ شخص بالغ – هذا خيار الموقف بشكل اعتيادي ، ويختلف عن خيار انقاذ اخته و أخيه من خطر كبير أخر . هنا تأتي أهمية تعليمه الوعي الظرفي بالموقف وتمكين الطفل من فهم رد فعله المناسب تدريجيا ، هذا الأمر سيفيده ويفيد من حوله.
أيضا تؤيد “كارلوين” أنه على الطفل أن يأخذ حقه ولا يقبل الإهانة والاعتداء، مؤكدة أن قبول الإهانة والاعتداء هو ضعف، وهو الأمر الذي ينتج عنه أيضا الكثير من الأزمات النفسية التي أقلها عدم الثقة بالنفس وتدني احترام الذات.
والحل الذي ترى “كارولين” أنه فعّال هو تربية طفل قوي “نفسيا”، تقول عن هذا: “القوة النفسية أفضل وأهم بمراحل كثيرة من القوة البدنية، الطفل القوي نفسيا يستطيع أن يمسك بيد الطرف الآخر ولا يسمح له بالاعتداء من الأساس، يمكنه أيضا أنه يدفعه بعيدا عنه إذا لزم الأمر، أثناء هذا ينظر في عينيه مباشرة بقوة فلا يجفل ولا يُحوّل نظره هاربا من المواجهة، يتحكم في نبرة صوته وكلماته ويكون حازما، بصوت حاد ، فلا يأتي صوته مهزوزا أو مرتبكا أو خائفا،
ان كل هذه الأمور تنبع من القوة النفسية وتعليم الطفل بالمنزل كيف التعامل مع هذا الموقف ..بدلاُ من قول “أضرب من يضربك….؟ لان القوة النفسية سوف تأتي بثقة في النفس و سوف تجعل طفلك واثق بنفسه، يعرف أن لديه من القوة ما تُمكنه من حماية نفسه وعدم السماح لطرف آخر بالاعتداء عليه.
وهذه الأشياء تُشعر الطرف المعتدي يتراجع تدريجيا بحذر ، كما أنك تعلم ابنك انه يمكن له أن يدافع عن نفسه بطرق عديده وليس فقط اضرب من يضربك . فلغة الجسد الواثقة هي أيضا النصيحة الأولى التي قدّمتها ” كارولين”،عندما نتحدث مع المراهقين في عمر 12 و15 عاماً وكارولين كاتبة ومتخصصة في هذا النطاق، وتقول ” أنه أفضل الطرق لمنع التنمر والاعتداء أن يتمتع طفلك بإحساس صحي بتقدير الذات والثقة بالنفس.
قد يكون كل ما يحتاج إليه طفلك في حالة التعرض للتنمر أو الاعتداء هو إجراء اتصال قوي وحازم بالعين وتجاهل كل ما قاله المتنمر، مثل لغة الجسد الواثقة، والصوت القوي الواثق قد يتسبب في تراجع المعتدين .
اجعل أطفالك يتدربون على التحدث بحزم وصوت جهوري حازم في المنزل، سيُمكنهم هذا من التحدث بحزم وقوة عندما يكونون في موقف صعب.
أيضا تحذير الىخر من إبلاغ الشرطة وما قد يلحق له ولولي أمره من مسائلات قانونية .. وأخير قد تكون “المغادرة” بدلا من “الرد” هي أفضل استراتيجية عند مواجهة المتنمر أو الموقف العنيف المتصاعد. حيث يمكن أن يؤدي الشجار بسهولة إلى العنف والإصابات، بدلا من ذلك، يجب على الأطفال الابتعاد وإخبار شخص بالغ بما يحدث للتدخل .
وأخيرا تنصح كالروين بإن نجعل أطفالنا يمارسون رياضيات قوة .زفهي تخرج الطاقة السلبية والخوف من داخلهم ، و دائما يكون الطفل الذي لديه تدريبات قوة رياضية ثقة في النفس تجعلهم أكثر هدوء وأكثر حكمة في التصرف بخلاف الطفل الضعيف الذي ندفعه للعنف وهو في الأساس ضعيف فيكون مهزوز وقد يتعرض للخطر والأذى .
وتختم كالورين بالقول “أن تربية طفلك ليكون إنسان سوي نفسياً وعلمياً واجتماعيا يحتاج منك المزيد من الجهد المتواصل منذ إدراك طفلك وحتى مرحلة البلوغ والرشد فالتربية ليست كلمات نوجهها لأبنائنا دون أن نساعدهم بالتوجيه الصحيح “