مقالات مهمة

كاتب سويدي: هل الإسلام جزء من السويد أو المسلمين جزء من السويد ؟

في مقال نشر في صحيفة se24، قال سيمون جوننارسون ” هل المسلمين جزء من السويد ، أو الإسلام جزء من السويد “?

، وأشار إلى أن “حرية الاعتقاد الديني هو أمر وجودي للحرية بحد ذاتها. ولا توجد حرية معتقد ديني عندما تنعدم الحرية”. 




ويشير  الكاتب : – أن ذلك “يصح مبدئيا لكل دين في حدود القوانين العلمانية التي تحكم السويد “. وأضاف :” لقد رأينا دائما إن المسلمين جزء من السويد … ولذلك ليكن السؤال الحالي هل يمكن القول أن الإسلام جزء من السويد “. ؟




ويقول جونارسون ” البعض سيقول وما الفرق …والجواب” الفرق أن المسلمين كا جزء من السويد لهم حق حرية العبادة وحماية طقوسهم ، وحرية ممارسة معتقداتهم واحترامها والمطالبة بحقوق يكفلها القانون…

ولكن أن يكون الإسلام جزء من السويد فهذا يعني ، أن الديانة الإسلامية سوف يترتب عليه حقوق   تعترف بها الدولة !




ويؤكد الكاتب أن هذه المشكلة أصبحت جليا في فرنسا التي  تواجد فيها المسلمين كجزء من فرنسا مُنذ فترة الاستعمار (الاستيطاني) الفرنسي للجزائر ، حيث وافقت فرنسا على أن يكون الجزائريون المسلمين جزء من فرنسا الكبرى ، ولكن فوجئت أن الأمر يتحول بأن يكون الإسلام جزء من فرنسا فحدث التصادم   ..!




ولماذا لا يكون الإسلام جزء من الدولة أن كان جزء من المواطنين مسلمين ؟

يقول الكاتب .. عندما نتحدث عن الإسلام جزء من السويد فسوف يتم الانتقال لمرحلة أخرى وهي الاعتراف بحقوق الديانة الإسلامية في توجيه المجتمع ، وهذا سيعكس منظور اخر للسويد التي تعتبر دولة علمانية لا دينية ، كما أن العقيدة الإسلامية وجميع الأديان السماوية الثلاثة يوجد بها نصوص تتصادم وتخالف القوانين السويدية الوضعية  ..

 والسؤال الآن ….

 هل الصحيح أن يطالب المسلمين بحقوقهم كمواطنين مسلمين في السويد، أو يطالبوا بحقوقهم كا مواطنين مسلمين سويديين ..أين الأصح ؟




ويقول الكاتب : –  ربما السويد بلد يسعى ليكون متعدد الثقافات كا مجتمع سويدي ، ولكن ليس متعدد الأديان . فالدولة السويدية لا دين لها وفقاً للدستور  ، وإن أثارة هذا الموضوع هو محاولة لتعميق النقاش في قبول الآخر ، وفي ترسيخ اندماج الجميع في مجتمع واحد ، تستطيع أن تنتمي أنت للمعتقدات التي تقبلها لنفسك في بيتك وحياتك الشخصية ، تستطيع أن تضع الحجاب أو ترتدي ” البكيني” أو تكون كما تريد ، عندما يكون في نطاق الحرية الشخصية التي يحميها القانون السويدي ” ولكن يجب أن تتقبل الحريات الأخرى للآخرين فالقانون الذي منحك حق العبادة كمسلم منح الآخرون من غير المسلمين ومن غير المؤمنون الحرية أيضاَ في ممارسة ما يرغبون فيه !







وذكر جونارسون أن الإسلام مع ذلك “دين يحصل على الحرية في بلدنا. لذلك يُسمح للمسلمين ببناء مساجدهم. ولكن لا يمكن بالطبع السماح في المساجد بتقديم أي شيء ضد ديمقراطيتنا وضد نظامنا الاجتماعي وضد قيمنا السويدية ” وهنا قد يظهر التصادم في بعض التفاصيل مثل تعدد الزوجات ، وزواج القاصرات ، وحرية النساء وحرية المثلية  …أو في تضارب الأحكام في ما يحرمه الإسلام وتبيحه القوانين السويدية  .




لذلك حرية المعتقد لا يجب أن تعبر الشخص نفسه … ولا يجب أن تعبر مرحلة التصادم مع المجتمع  الذي سمح لك بتلك الحرية … هذا سيكون منطق غير مقبول فعندما أسمح لك بممارسة معتقداتك الدينية فتهاجم المنظومة التي سمحت لك بذلك ؟

 الحريات هي حرية الممارسة الشخصية والجماعية لمعتقد تنتمي له ، ولكن لا يمكن أن يكون منطلق لرفض منظومة الحرية والمجتمع الذي يحتضن وجودك و أفكارك ويحميها “




ويؤكد الكاتب أن المشكلة ليست في الدين ولكن في من يفسر الدين … لا يمكن أن نوجه أصابع الاتهام إلى الدين من ممارسات خاطئة أو غير مسئولة من أشخاص ، لان ذلك تطرف ، فالأديان لديها قراءات مختلفة وهذا ينطبق على الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي وكذلك الألحاد ، فالأشخاص يقرئون الدين من خلفية فكرية مختلفة ، أو رأي خاص بهم،




لذلك نجد في الإسلام طوائف ومذاهب واختلافات فكرية عديدة ، وكذلك الحال في المسيحية ، ولكن ربما عبرت المسيحية مرحلة الاختلافات في الحياة العامة ، وترسخت في الحياة الخاصة ،بعد صدمات تاريخية دموية  بين المسيحيين انفسهم في العصور الوسطى  وفي الحصر الحديث كما فعل هتلر من رفع شعار الصليب المعكوف ليقتل ويحرق الملايين من مسيحيين ويهود و مسلمين  .




ويقول الكاتب ..لا نركز على الدين الإسلامي كونه دين ولكن كممارسات لزيادة وانتشار الإسلامية في أوروبا ..  فعلى سبيل المثال  الديانة اليهودية صغيرة ومغلقة كاملا ، والمسيحية أيضا تراجعت لداخل الكنيسة وانفصلت عن المجتمع ، ولكن عند العودة للدين الإسلامي فهو بالنسبة للمسلمين أسلوب حياة كامل يُنظم حياتهم ويومهم ..في الصلاة في العلاقات في المعاملات في الملبس  في تناول  الطعام ….





 ورغم أن الدين الإسلامي واضح وثابت في كتابه المقدس “القران ” ، ولكن لدى المسلمين صدامات فكرية واجتماعية عنيفة  بسبب الاختلاف في قراء وتطبيق الدين  . فمسلمين السعودية ليسوا كمسلمين إيران وليسوا كمسلمين مصر وجميعهم ليسوا كمسلمين إندونيسيا التي هي أكبر دولة مسلمة في العالم .




ويختم الكاتب مقالة بالقول : –  دورنا كمجتمع مدني في السويد ، هو  ترسيخ فكرة المواطنة في دولة تحمي الحريات والمعتقد ، وعلى من يمارس تلك الحريات أن يلتزم بالديمقراطية والسلم العام مع المجتمع الذي يوفر له حرية المعتقد .






المقال يعبر عن رأي كاتبه ، مع إخلاء  مسئولية المركز السويدي للمعلومات في ما يحمله المحتوى من  آراء وأفكار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى