كاتب سويدي “اليهود أولاد عم العرب حقيقة تاريخية ثابتة” فلماذا العداء التاريخي بينهما؟
يثول الكاتب السويدي ” لارش يندبري” عندما حاولت التأكد من مقولة أن اليهود والعرب أولاد عم شعرت بالصدمة فهم بالفعل كذلك من ناحية الأصول والنسب ، فمن الناحية التاريخية، يعود نسب عرب الرسول محمد ﷺ إلى إسماعيل أبن إبراهيم عليه السلام وأمه هاجر المصرية ، ويعود نسب ونسل اليهود إلى إبراهيم عليه السلام. فإسماعيل، جد العرب ، أما إسحاق، جد اليهود، والاثنين أولاد إبراهيم وهذا مثبت في كتب المسلمين واليهود .
ولكن من الناحية الجينية، فإن دراسة الحمض النووي (DNA) أظهرت أن العرب واليهود ليس لديهما نفس الجينات. فهناك اختلافات طفيف في الحمض النووي بين العرب واليهود من الشرق الأوسط، ولكن هذه الاختلافات تصبح أكثر وضوحًا ومختلفة تماماً بين العرب واليهود من أوروبا .
وهذا يشير إلى أن العرب واليهود أولاد عم ولكنهم قد تباعدوا عن بعضهما البعض منذ آلاف السنين. فهناك العديد من العوامل التي قد تكون ساهمت في هذا التباعد، مثل الهجرة، والزواج المختلط، والاختلافات الثقافية.
ومع ذلك، فإن حقيقة أن العرب واليهود أبناء عم لا تزال حقيقة مهمة. فهذا يشير إلى أن هناك روابط ثقافية وتاريخية ونسب مشترك بين الشعبين.
ولكن لماذا العداء التاريخي بينهما؟
الإجابة أن اليهود لديهم خصوصية ودين مغلق لا يبشر بنفسه ولا يقبل أن يكون الإنسان يهودي إلا بالنسب وبالتالي لا يوجد مؤمنين إلا اليهود بالنسب .. بينما القرآن كتاب المسلمين جاء منتقداً ومهاجماً لليهود ، فصحيح أن هناك بعض الآيات في القرآن الكريم التي تتحدث عن اليهود بطريقة سلبية. ففي سورة البقرة، يُقال عن اليهود أنهم “اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله”، وأنهم “كفروا بآيات الله وكذبوا بها”.
كما أن هناك بعض الآيات التي تتحدث عن مسخ اليهود إلى قردة وخنازير. ولكن من المهم أن نضع هذه الآيات في سياقها التاريخي. ففي ذلك الوقت، كان اليهود قد انحرفوا عن تعاليم الله، ومارسوا الظلم والفساد. ولذلك، فإن هذه الآيات تُعتبر نقدًا لهذه السلوكيات الخاطئة لفئة منحرفة من اليهود ، وليس نقدًا لكل اليهود أو الدين اليهودي بشكل عام. لآن الإسلام والمسلمين يؤمنون باليهود وانبياء اليهود
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك أيضًا العديد من الآيات في القرآن الكريم التي تتحدث عن اليهود بطريقة إيجابية. ففي سورة البقرة ، يُقال عن اليهود أنهم “أهل الكتاب” (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)” .
“. كما أن هناك بعض الآيات التي تُثني على اليهود الذين آمنوا برسالة محمد عليه السلام. أما بالنسبة للتوراة، فصحيح أنها تحتوي على بعض النصوص التي تتحدث عن عدم التسامح مع من هم غير يهود. ففي سفر التثنية، يُقال عن الوثنيين أنهم “شعوب نجسون” وأنهم “يجب إبادتهم” وبالتالي فهناك تصادم وهناك تجاذب .
ولكن من المهم أن نتذكر أن التوراة هي كتاب مقدس قديم، وقد تم تأليفه في أوقات كانت فيها العنصرية والتعصب منتشرين بشكل كبير في العالم القديم . ولذلك، فإن هذه النصوص لا يجب أن تؤخذ حرفياً في الوقت الحالي. وخلاصة القول، فإن الخلافات بين اليهود والعرب لها جذور تاريخية وسياسية وثقافية معقدة. ولا يمكن اختزالها في الآيات القرآنية أو النصوص التوراتية .
وخلاصة القول، فإن الخلافات بين اليهود والعرب هي خلافات دينية ثم تحولت لخلافات حول الأرض وفلسطين ولها جذور تاريخية وسياسية وثقافية معقدة. وتعود لصراعات حدثت في زمن نبي الإسلام ولا يمكن اختزالها في الآيات القرآنية أو النصوص التوراتية فقط التي تتحدث عن اليهود بطريقة سلبية ولا في القضية الفلسطينية فالعداء تاريخي معقد بين التاريخ والثقافة والدين فكلم منهما يتوعد الأخر بالنهاية والخسارة عند نهاية الزمان.