كاتب سويدي : استقبال جميع اللاجئين ومنحهم الإقامة والجنسية لن يكون حلاً جيداً!
مقال مترجم – في مقال نشر على صحفية se24 ، قال الكاتب السويدي دانيل اندرسون “- أن كان لدينا مشاكل متزايدة حول الجريمة والهجرة والعمل ، فأن مشكلة الهجرة ترتبط لدى البعض بمشكلة تزايد الجريمة وقلة فرص العمل ، ورغم صعوبة هذا الطرح في الربط بين الهجرة والجريمة وقلة فرص العمل ، إلا أننا في السويد أمام حقيقة واضحة ….وهي …”
أننا في السويد لا يمكننا استقبال جميع اللاجئين ومنحهم الإقامة والجنسية….هذا لن يكون حلاً جيداً!
ويشير إلى أن ” عيسى أبن مريم ” بعد مولده بقليل تحول إلى طفل لاجئ مع عائلته بمقاييس يومنا الحالي ، وأن من لا يتأثر بصور البؤس في معسكرات اللاجئين ، في الوقت الذي يستعد فيه في بيته لقضاء أمسية صيفية جميلة ، ليس له قلب. ومن يأمل في ظل هذا الوضع (كورونا) ، في حصوله على عمل دائم مستقل براتب جيد فهو حالم .
لذلك يجب أن ننظر للأطفال واللاجئين هناك في المخيمات ….ولكن تدفق اللاجئين للسويد أصبح يتخذ شكل اللجوء الاقتصادي ، اغلب الواصلين للسويد هم من الذين يمتلكون المال لدفعه للمهربين.
كما أن اختيار السويد للوصول إليها يخالف اتفاقية دبلن الذي تطلب من اللاجئ تقديم اللجوء في أول دولة يصل إليها ، وليس قطع 3500 كيلو متر من طرف أوروبا الشرقي لوسط أوروبا للوصول لشمال أوروبا وتقديم اللجوء في السويد …!
خاطئ في المقام الأول من يعتقد أن العامل الإنساني يمكن تحقيقه باستقبال المزيد من اللاجئين ، فالمتضررين إنسانيا ، اغلبهم خارج أوروبا في مخيمات بائسة في دول الشرق و أسيا وأفريقيا لا يمتلكون قوت يومهم . ولكن يوجد أيضا العديد من اللاجئين في السويد يحتاجون للحماية ..ولكن ليس الجميع !
أن السماح بالمزيد والمزيد من اللاجئين بالإقامة في السويد ، ومنحهم الجنسية لاحقا بكل سهولة ، سوف يشجع المتاجرة باللجوء الإنساني وهذا ما حدث في 2015 وما بعدها . ،
سيحاول عدد أكثر من الناس العبور من الشواطئ التركية إلى الجزر اليونانية. لوسط أوروبا ثم الوصول للسويد في رحلة لجوء اقتصادية لتحقيق المكاسب فقط ، لا يمكن تخيل شباب يافع بعضهم لم يكمل تعليمه ، يأتي بقضايا لجوء سياسية بعشرات الآلف سنويا،!
جزء كبير من هذا الأمر حدث في 2015 ، عندما اختار اللاجئين الوصول للسويد وألمانيا ..فقط لمقارنة المكاسب والمزايا …رافضين التوقف في دول أوروبية أخرى كان لهم مرورا عليها دون جهد مواصلة الوصول للسويد .
من جانب أخر وفقا للكاتب ، فأن المخيمات في تركيا و لبنان والأردن وسوريا وليبيا وغيرها لن ينخفض عدد سكانها، بل ستمتلئ أكثر.
فعلى غرار عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط، يبقى الوضع دوامة بلا انقطاع: بمجرد استقبال مهاجرين في أوروبا، سيجلب ذلك موجات لاجئين جديدة…. واكثر المحتاجين للجوء لن يستطيعوا التحرك لعدم امتلاك المال ، وسوف يظلوا في المخيمات إلى ما لانهاية ..!
وهذه بالتحديد إلى يومنا هذا هي الورطة الكبيرة لسياسة لجوء السويد وأوروبا، التي تجاهلت اللاجئين خارج أوروبا ، و التي قادت إلى تنامي نفوذ الشعوبيين من اليمين المتطرفين مثل سفاريا ديمقراطي السويد : – فــمن ليس له الحق في اللجوء، يمكنه في العادة رغم ذلك، البقاء في السويد ، لأن الترحيل عادة ما يكون مستحيلا.فيمكن العيش طالب لجوء مع عائلته لسنوات طويلة ؟
لكن المواطنين في السويد يتساءلون بشكل متزايد لماذا لدينا في الحقيقة إجراءات لجوء؛ ما دام أن نتائج تلك الإجراءات لا تحدد في النهاية حق الإقامة والبقاء في البلاد…وهل الجرائم بسبب هؤلاء اللاجئين المختفيين .؟ وهل فرص العمل قليلة بسبب العمل الأسود الذي ينتشر بين اللاجئين ؟؟
يجب أن نفكر ليس في استقبال المزيد من اللاجئين في السويد ، ولكن يجب أن تفعل السويد أي شيء للناس في المخيمات؟ أن تدعم استقرار دول المنبع التي يأتي منها اللاجئين ، وهذا عمل أوروبي مشترك .
إذا تعلق الأمر باستقبال السويدي لللاجئين بــ طاقة استيعاب محدودة ، يجب أن يكون ذلك ممكنا . لكن علينا استقبال الناس الذين من حقهم اللجوء. . حتي لو ذهبنا لهم في المخيمات وأتينا بهم للسويد ، ولكن يجب علينا في السويد أن نجعل الأولوية في دعم اللاجئين المتواجدين فعلا في السويد للاندماج والعمل ، و تحسين ظروف العيش لهم ، ثم دعم اللاجئين في المخيمات وفي دول المنبع …
لأننا في حقيقة الأمر .. لا يمكننا ولا ينبغي استقبال جميع اللاجئين ..هذا لن يكون حلاً جيداً!