كاتب سويدي : أوروبا المنافقة تجاه قطر .. قاطعوا المونديال ورحبوا بالغاز والمال القطري
بعد جدل كبير بين الشرق العربي والغرب الأوروبي ، بدأت تظهر العديد من الانتقادات من الكُتاب الغربيين من الموقف الأوروبي المتنمر والمنافق ضد مونديال قطر ، ومن هذه الانتقادات ما كتبه الكاتب السويدي فولفغانغ هانسون بعنوان ” نحن سعداء بشراء الغاز من قطر لكن مشاهدة كأس العالم ليست أمراً جيداً ! .” مشيراً أن الغرب ” منافق كبير” في تعامله مع مصالحة ومبادئه .. فيمكن مقاطعة المونديال لأنه في قطر التي تعادي البيرة والمثلية والجنس وتقمع العمال الاسيويين ..ولكن لا يمكن مقاطعة غاز قطر ابداً حتى لو قطر مارست عقوبات العصور الوسطى على المثليين وشاربي البيرة وممارس الجنس.
وأشار الكاتب إلى أن الحملة الغربية ومنها السويدية أدت وفقاً لاستطلاعات الرأي أن ستة من كل عشرة سويديين لا ينوون مشاهدة كأس العالم لكرة القدم لأنها تجري في قطر التي تتلقى انتقادات حول كيفية معاملة العمال المهاجرين – ولكن لم يتم سؤال السويديين هل ستقاطعون الغاز والنفط القطري والخليجي ؟ .
واعتبر الكاتب أن الصورة هي نفسها تقريباً في أجزاء واسعة من أوروبا، رغم أنه يعتقد بأن رقم المقاطعين سيكون أقل بكثير في الواقع كون أن الأوروبيون في شرق وجنوب أوروبا أقل اهتماما بالقيم الأوروبية السائدة في غرب أوروبا وشماله الاسكندنافي . وأيضاَ سيكون السؤال هل أنتم قادرون على مقاطعة الغاز والنفط القطري العربي ؟
ورأى الكاتب أن مقاطعة كأس العالم في قطر تعبر عن المعايير المزدوجة في العالم الغربي وأوروبا خصوصاً . وتساءل الكاتب ..هل يعلم السويديين والأوروبيون أن ألمانيا تستورد الغاز والنفط من قطر ..وطلبت المزيد من قطر من خلال أن تقطع قطر تصدير الغاز لدول أسيا وتحول هذا الغاز لأوروبا ، فرفضت قطر .. لآن مبادئها لا تتماشي مع مبادئ الانتهازية الأوروبية .. رغم أن ألمانيا تستورد بالفعل كميات كبيرة من الغاز القطري لتزويد أوروبا به ,, ؟
والسؤال “هل لو أوقفت ألمانيا ودول غربية شراء الغاز من قطر لأنها تخالف قيمنا الأوروبية ..هل سيتحمل السويديين والأوروبيون فواتير كهرباء تتضاعف عشرات المرات ..أو سوف يتجاهلون فكرة المبادئ والقيم ؟ والجواب معروف من السهل اتخاذ موقف عندما لا يكلف شيئاً فنقاطع المونديال – ولكن لو موقفنا سيكلفنا دفع المال والحرمان من الطاقة ..فالتجاهل هو الرأي الصحيح والأفضل لنا ..! ”.
وقال الكاتب “أنا ممن يعتقدون أنه كان من الخطأ منح قطر استضافة كأس العالم. وقد سبق القرار لعبة قذرة ورشوة كبيرة، حيث حصلت الدولة على الاستضافة بناء على أسس خاطئة. لكن من استلم الرشاوي هم الغرب و الأوروبيون خصوصاً ،، فإن كانت قطر بلا فضيلة ..فكذلك الأوروبيون ،
وأضاف الكاتب : – وكأس العالم في قطر يثير أيضاً مسألة من ينبغي السماح له بالفعل بترتيب البطولات الكبرى مثل كأس العالم ؟ ، إذا لم تكن البلدان التي تتمتع بديمقراطية كاملة مؤهلة لذلك. فوفقاً لمؤشر الإيكونوميست للديمقراطية، لا يوجد سوى 20 ديمقراطية كاملة في العالم فقط وهذا يعني أن كأس العالم يجب أن يكون على مدار الزمن المعاصر مرشح فقط في 20 دولة ..فهل يعقل ذلك ، وهل سنحتكر تنظيم البطولات العالمية في 20 دولة .. كما أن أغلب هذه الدولة الــ20 لا تريد أو لا تستطيع تحمل كلفة تنظيم كأس العالم كما فعلت قطر ”.
ولفت الكاتب إلى أن “المستشار الألماني أولاف شولتس وقع في وقت سابق من هذا العام عقوداً طويلة الأجل لتوريد الغاز المسال القطري ( واراد المزيد وقطر رفضت ) قطر هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. وبفضل شراء ألمانيا الغاز من قطر، ستكون أسعار الكهرباء في السويد أقل هذا الشتاء . وبدون هذا الغاز، سنشهد ارتفاع حاد في الأسعار – فلنتذكر نحن نتدفئ ونضئ بيوتنا بمساهمة من غاز قطر ”.
واعتبر الكاتب أن التعامل مع قطر ليس المثال الوحيد على المعايير المزدوجة. “ليس لدى الغرب مشكلة في استيراد النفط من المملكة العربية السعودية التي لديها سجل مخيف من قمع الحريات ، وحيث ظروف العمال أسوأ مما هي عليه في قطر، وحيث أمر قادة البلاد بقتل ” ونشر” صحفي معارض تم تقطيع أوصاله في القنصلية السعودية في إسطنبول. ومع ذلك، يسمح للسعودية بتنظيم سباقات الفورمولا 1 ومؤتمرات دولية ”.
كما سُمح للصين بعقد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية للعام 2008 ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2022. والصين بداً قمعي مقيت ، وكان بوتين قد ضم شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا في العام 2014 وبدأ حربا في شرق أوكرانيا في العام نفسه. ومع ذلك، سمح لروسيا بترتيب كأس العالم 2018. وكان السويديون أكثر من سعداء بمشاهدة السويد وهي تتأهل في دور المجموعات”.
وفيما يتعلق بالعمال المهاجرين، قال الكاتب أوروبا وأمريكا ليست نموذجاً واضحاً يحتذى بهفي العالم ، هناك كثير من الشهادات الموثقة حول كيفية استغلال عمال البناء في السويد مع ظروف معيشية سيئة وأجور منخفضة . وينطبق الشيء نفسه على النساء الآسيويات اللواتي يعملن في صالونات الحلاقة أو جامعي التوت التايلانديين. وفي الولايات المتحدة، لا تزال عقوبة الإعدام مطبقة، وتعاملها مع العمال المهاجرين من أمريكا اللاتينية ليس مثالياً وفي إيطاليا وإسبانيا وفرنسا واليونان ..تمتلئ الأخبار بما يحدث للعمال من ظروف عبودية .
وأشار الكاتب في مقاله أيضاً إلى أن أندية كرة القدم الكبرى في أوروبا تشتريها قطر وغيرها من مليارات النفط والغاز والكل مرحب بهذا المال الرائع الوفير ، بل ويتم الترحيب وإقامة الموائد الأوروبية الفاخرة التي يتوسطها الشقراوات الاوروبيات لضيافة أمراء قطر والخليج – بل أن قصور وشركات قطر والخليج الأوروبية التي تستغل العمال في قطر والخليج كلها غربية تجني المليارات ومليئة بالموظفين من الرجال والنساء الأوروبيون الذي يسبحون في المال القطري والخليجي ولا احد يقول لهم .. قاطعوا قطر – هل تعلمون مصدر هذا المال ؟ .
حتى شارة الحب رمز مجتمع المثليين ، فأوروبا تعمل إن أكثر من نصف العالم يرفضها ، ولكن لن تنتقد أوروبا نصف العالم .. ولكن أوروبا تذكرت فجأة أن الرفض قادم من دول قطر الخليجية الإسلامية .. وكأن مشكلة مجتمع الميم هي أساسها قطر – فبدء خلط الأمور ببعضها في نشهد نفاق أوروبي كان مكشوف ووقح !
وخلص الكاتب إلى القول أنا على يقين أن كثيراً من أولئك الذين يوجهون الانتقادات والهجوم على قطر سينسون كل ذلك لحظة انتهاء كأس العالم – حيث ستعود قطر لموقعة الأساسي كبلد مصدر للغاز مرحب بها ولن يتذكر احد عمال أسيا او غيرهم .