مقالات رأي

كاتب سويدي .. أسطورة ” المهاجرين عبء على السويد زائفة” .. المهاجرين انقذوا منظومة الرفاه السويدية

Peo Hansen  كاتب سويدي لديه حضور كبير في مجتمع الكُتاب والأدباء السويديين والأوروبيين ـ ، وهو أحد الخبراء البارزين في سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي كما أنه مؤلف كتاب “أسطورة الهجرة” (Migrationsmyten) وهو كتاب يفند كل ما يقال ويشاع حول المهاجرين كونهم سبب للأزمات الاقتصادية أو أنهم “عالة” على المجتمع .. ويبرهن الكاتب السويدي على أهمية المهاجرين وفوائدهم من خلال معايير وإحصائيات منظمة … ولكنه يقول ” أن السياسيين يتجاهلون كل هذا ..رغم معرفتهم به ” 



وتحدث  الصحفي ” بير فيرتين”   في مقال نشرته اكسبريسن اليوم عن    الكاتب السويدي  Peo Hansen  وكتابه الذي جاء فيه   : –

 إن اللاجئين ليسوا عبئاً اقتصادياً، ولا مشكلة اجتماعية ، و أن الهجرة إلى السويد تسببت في نمو الاقتصاد السويدي بعد أن كان يعاني من ضعف النمو ، المهاجرين والهجرة منعت النقص الحاد في العمالة، وأوقفت شيخوخة سكان السويد . ولذلك فإن السويد في وضع أفضل من بقية الاتحاد الأوروبي .




ويعدد  Peo Hansen  مشاهدات تواجد المهاجرين ..فهم ليسوا الأشخاص المنعزلين في المناطق الضعيفة كما يتحدث السياسيين وكما يصورهم الإعلام المخادع ـ  المهاجرين لن ترى عينك إلا وجوهم في قطاع الرعاية الاجتماعية موظفين الرعاية ، وقطاع الرعاية الصحية ممرضين وأطباء  وفي قطاع الخدمات بالمطاعم والمتاجر ومراكز الصيانة  ، هم سائقي الباصات والتكاسي والعمال في كل الشركات ، ويعلم الجميع من سياسيين ومواطنين أن خدمات الرعاية الاجتماعية في السويد وقطاع الخدمات يعتمد اعتماداً كلياً على عمل المهاجرين.





وأضاف Peo Hansen   قبل بضع سنوات، ، صدرت إحصائيات وتقارير رسمية تشير إلى أن  بلديات السويد لن تستمر في تقديم خدمات الرعاية إلا  باستمرار الهجرة ، وأن الهجرة  هي التي يمكن أن  “تنقذ رعاية المسنين”. فبدون مهاجرين ، لا رفاه اجتماعي .




ويوجه Peo Hansen   انتقاد حاد للاقتصاديين والسياسيين في السويد الذين يعتبرون اللاجئين عبئاً، ويقول لهم أن هؤلاء المهاجرين يعملون بأجور منخفضة وهي الأدنى ..أنهم قوة عمل رخيصة لم يكن لتحلموا بقوة عمل قوية ونشيطة ورخيصة … أن المشكلة ليست في أن المهاجرين عبئاً ..وإنما في تجاهل  الظروف الاجتماعية والاقتصادية الحقيقية والدخول المنخفضة لهؤلاء المهاجرين  .




ويؤكد Peo Hansen  أنه  لا يتكلم من منطلق المشاهدات فقط ولكن  هذه خلاصة تقارير منها ما أصدرته  منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية  حيث أصدرت تقريراً رئيسياً يبين أن الهجرة إيجابية بالنسبة لاقتصاد الدول الأوروبية. وفي نفس الوقت قدم باحثون مختلفون نتائج مماثلة. لكن لا احد من السياسيين في السويد يريد أن يتحدث عن هذه التقارير .




 ويضيف الكاتب “عندما تدفق اللاجئون في خريف 2015، حذّرت وزيرة المالية (آنذاك) مجدلينا أندرشون من أن فتح أبواب السويد  للمهاجرين سيكون مشكلة ، وأن استقبال اللاجئين سيعني عجزاً في الميزانية وديناً عاماً متزايداً  وعبئاً على الموارد . لكن هذا لم يحدث وكانت التوقعات المتشائمة خاطئة. لم يكن هناك عجز في 2015. بل بلغت الفوائض في السنوات التالية أرقاماً قياسية. وارتفع النمو، وزادت العمالة وزاد الاستهلاك وزاد عمل المصانع والمتاجر وتوسعت في استثماراتها ، وتطور الاقتصاد السويدي وصمد  خلال جائحة كورونا ولم ينهار كما حدث للكثير من اقتصاديات أوروبا التي طلبت القروض والمساعدات ..فمنحت لهم السويد المال والمساعدات .




ويتابع  : أن السويد دولة تتجه للشيخوخة في ظل ارتفاع متوسط العمر وعزوف السويديين عن الزواج و الإنجاب والتكاثر .. فكانت الهجرة عصا سحري للبلديات ذات الكثافة السكانية المنخفضة التي اكتظت باللاجئين ولولا اللاجئين لأصبحت الكثير من البلديات مهجورة السكان .




حيث ازداد عدد السكان في السويد لأول مرة منذ عقود وارتفع من تسعة مليون نسمة لما يقارب 11 مليون نسمة ، . وبنيت مدارس ومنازل جديدة. ويستشهد هانسن بعدة أمثلة حول ذلك. والأكثر لفتاً للنظر بلدية Laxå، التي كانت في 2012 أفقر بلدية في السويد. واختارت استقبال عدد أكبر من اللاجئين، ثم استعادت نشاط ونمو وازدهار اقتصادي ومجتمعي كانت قد فقدته منذ فترة طويلة.  .




ويتساءل الكاتب .. لماذا لا نريد أن نرى في السويد المهاجرين إلا بالمناطق المنعزلة الضعيفة وفي الجرائم والبطالة التي لا تعكس 10 بالمائة من أعداد المهاجرين الذين يعملون ليل ونهار لرفع منظومة الرفاه السويدية  .. يجب أن نتخلص من النظرة الأحادية ويكون هناك شفافية لقول الحقيقية .. ألا وهي ” أن أسطورة المهاجرين عبء على السويد زائفة” .




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى