كاتبة سويدية : رفقاً بنا وبغيرنا من ثقافة شرب الماء .
عند الذهاب إلى طبيب في السويد، سوف ينصحك بشرب الماء, والاستمرار على شرب المزيد من المياه ، والسير لمسافات طويلة والرياضة و يرسلك إلى المنزل بهذه الوصفة العلاجية الرائعة. ولا أحد ينكر فوائد المياه إلا النار المشتعلة !
بالطبع، إذا كنت تعاني من شيء خطير، سوف يعطيك الدواء المناسب، ولكن يفضل الطبيب عدم استعمال الأدوية الكيميائية في حالات العدوى, وعوضاً عن ذلك يوصي بالهواء النقي وممارسة الرياضة. على الجانب الإيجابي، يمكن للسويد التباهي بعدم وصفها للمضادات الحيوية في الحالات “غير ضرورية” كما في أماكن أخرى.
السبب لذلك، إننا نؤمن بأن الأشياء الطبيعية كالمشي بالغابات، تنشق هواء المحيط والخضروات من الحديقة، سوف تعالج الأمراض الجسدية والعقلية.
إلا أن هذه الوصفة ” لا تجد ترحيب لدى الأجانب المهاجرين في السويد ” وكذلك لدى البعض من السويديين ..وسوف يبدأ الهجوم على النظام الصحي السويدي ، وهو في حقيقة الأمر نظام يعاني من نقص حاد في الكادر الطبي وفقا لتصريحات الحكومة السويدية . بل أننا لدينا مشاكل في مواجهة فيروس كورونا ، ولكنها في حقيقة الأمر مشكلة عالميا ليست في السويد لوحدها .
المشكلة التي يعاني منها الأجانب المهاجرين ، هي نفسها مشكلة المجتمع السويدي ، هو أن الحفاظ على الصحة يشغل تفكيرنا بشكل دائم.
ولكن كل فئة لديها عادات ثقافية حتى في العلاج ، ليس غريبا أن ترى بدولة الشرق الأطفال والرجال والنساء يدخلون للطبيب ثم يخرجون للصيدلية ، وهم يحملون تسوق من الأدوية والمضادات الحيوية .. أمر مذهل عندما أشاهد ذلك !
ولكن هذا لا ينطبق عليّ شخصيا أنا كاتبة المقال : لدي طفلين صغيرين وأدير شركتي الخاصة ، ولقد فضلت دائماً استهلاك السكّر والشكولات .
وإنّي لست مهتمّة بممارسة أي شكل من أشكال الرياضة .
إنني دائماً أتلقى النقد عندما اعبّر عن عاداتي الغير صحية و ونمط حياتي المخالف للتقاليد السويدية.
ولكن أصدقائي الغير سويديين لا يبدون اهتمامهم الزائد في هذا الموضوع. لأنهم يجيدوني اقرب لهم ولعادتهم ..وهذا ما اطلق عليه حرية شخصية ـ علينا أن ننشر النصائح والإرشادات ثما نترك كل شخص يختار …ولكن ماذا عن النظام العلاجي الذي لا يتوافق مع الأجانب المهاجرين ومعي شخصيا !
في حقيقة الأمر يجب الوصول لحل مشترك ، ولكن من الصعب أن توفر السويد نظام علاجي مفتوح ، ببيع وشراء الأدوية لكل من يرغب هذا غير مقبول أوروبيا ، هذا أمر مستبعد ، ثما انه غير سليم ، ولكن ماذا عن ترك الناس يعانون من ثقافة شرب المياه التي نتبعها نحن السويديين ؟
بل ربما يبدأو بسماع كلمات أخرى نسمعها نحن السويديين مثل ، نام مبكرا ـ لا تكثر من الكحوليات ..عليك تمارس الرياضة .. أنت تحتاج لعلاقة حميمة .. هذا يعتبر تدخل غير مرغوب فيه بالنسبة للاجانب بالسويد ، هكذا يشعرون ، يحتاجون للعلاج وليس لنصائح شخصية !
اعتقد أن الحل يبدأ من تنوع القطاع الصحي السويدي بين القطاع الحكومي والخاص ، فيجب أن يجد أي أنسان مراجعة طبية في نفس اليوم أو اليوم التالي . وليس انتظار ظهور ملاك الرحمة الطبيب كما تظهر القديسات عند المعجزات ..
ويجب أن لا تكون الممرض أو الممرضة هي المختص الأول والأخير لتقرير مصير المريض وإرساله للمنزل حزين دون مراجعة طبية كاملة ، وان كان الأمر مكلف على الحكومة السويدية ، فهذه دعوة لحكومة لوفين وشركاءه لبدء ترسيخ القطاع الصحي الخاص ، وإعطاء فرصة اكبر للقطاع الصحي الخاص والأجنبي بالانتشار والعمل .
يجب السماح لقطاع الرعايا الصحية والأطباء بعرض خدماتهم الطبية تحت مراقبة وأشراف المؤسسات السويدية ، حيث إلى الآن التراخيص الطبية الخاصة ضعيفة وغير جادة ، ويتم خضوعها كاملا لمركزية القطاع العام الحكومي ، وتخضع لقوانين معقدة. فرفقا بنا وبغيرنا من ثقافة شرب المياه .
كاتبة سويدية – ترجمة المركز السويدي للمعلومات